محمد(ص) الشرف كلّه/علي موسى حسين

Tue, 18 Sep 2012 الساعة : 23:09

من منا لا يرتبط مع أسرته بأواصر محكمة؟ وإن بحثنا فالدم يجيب. أو تحاور الزوج والزوجة فالأبناء تمسكهما بيديهما, ليستمر نبض الحياة دون إنقطاع. ومن منا لا يرتبط مع قريته أو مدينته بأواصر أقوى من تلك التي في الأسرة الواحدة؟ الأرض تجيب:.. العظم منها, واللحم منها, والدم منها. لكن.. لكل تلك الأسس الرصينة لابد من رؤى تجمعها وتمسك بلبناتها, إن أصابها خلل فيعث بتلابيب بنائها التشقق وتؤول الى الانهيار. ونحن كأمة مسلمة شكّلَ بناءَنا ملهمٌ بعثه الله إلينا فاهتدينا على يده.. ومن يقول أن الله تعالى قد أعطاه عمرا لتبليغ رسالته ليودع الدنيا بوفاته, فأغلبنا يرفض هذا. بل نعتبر ولادته يوم نزول الوحي على صدره الشريف. لتقسم مراحل حياته: أولها, الجسد المقدس الذي لابد أن يتماس مع بداوة الناس وجهلها في الجزيرة العربية, وتولد بيضة الإسلام بين يديه المعطرتين. والثانية بدأت بعد أن ضخّ نفحات أنوار الإيمان فينا, فثبت بقلوب, وغلّف الجهل أخرى ولم تتقبل البتة نور الهداية, تلك ليس أكثر خطرا من التي أخذت من الإسلام ما تريد لتحقيق مآربها. فكانت الفئة الخطرة, وهي في غاية الحذاقة في الكفر والتشويه لوجه الإسلام, والعجيب أنها لازالت تتوالد مع مرور الأزمنة.
خلاصة القول:
نحن مسلمون, مرجعنا الروحي نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم, فإن إنفصلنا عنه كليا أو حتى جزئيا, فسننسلخ من أنفسنا الحقيقية تلقائيا. بيد أن الانفصال قد حدث عندما شذّت فئة ضالة عن وصاياه المحكمة, وآلت الى ما لا يقبل النص والتأويل, فحرّفت وألغت وإتهمت أغلب الأحاديث بالباطلة والضعيفة ودست غيرها لأجلها, فدخلت من خلالها بل هي التي أدخلت هذه الأورام الخبيثة على ديننا بإسم التكفير وتعاريف لا تنتمي الى الأسلام والانسانية كلها.
اليوم يمر علينا حدث تقشعر له الأبدان عندما نيل من شخص الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله. حدث صعقت كل الشعوب الاسلامية المستضعفة والمعطلة إرادتها من حكامها. نحن نعلم أن مفاتيح الاجابة كلها هنا: الصادرات منا حيث نفطنا طاقة لكل العالم. والاستهلاك هنا طالما نحن جاثمين لا نزرع الأرض ولا نشغل مصنع. وفوق هذا لا ترشيد ولا تقنين.. وأجزم أن كل ملستلزمات ذلك الفلم المسيء الذي أخرجه الأمريكي الصهيوني الخبيث وقوده وأمواله جاءت من هنا, والأخطر من هذا والذي يندي قطرات الجبين حياءً لمن لازال يحتفظ بها, أن حاكما عربيا مسلما ـ لا أجزم لكن الذي قرأته من رجال سياسة محترفين, والدخان لا يأتي من غير نار ـ هو الذي موّل الفلم ومخرجه. تفسيري لهذا: لا أعتقد أن هذا الحاكم على بينة لمفهوم العمل مبدئيا, فهم ليس دهاة ثقافة أو سياسة, بل أدوات بيد الذين سلطوهم على شعوبهم, وللأسف أن اموالنا ومقدراتنا بيد من هم أدوات للإسرائيليين الذي لازالوا ينفخوا ببطونهم مصدقين أنها سمنة سياسة وجاه وسيادة, لكنهم ليعلموا أن (إذا الشعب يوما أراد الحياة ..).. عندها ستنفجر كل البالونات وتتخلص شعوبنا من كل ذلك القيح تباعا إن شاء الله فهدام إنتهى وتبعه اللامبارك واللامعمر..
وأنا على يقين أن الأمة التي خرج منها محمد صلى الله عليه وآله وسلم لابد أن تكون أهلا لهذا التشريف. ردّها على حكامها أولا ومن ثمّ أسيادهم. وان نتبع لغة الحضارة بشكل كبير بإستسقاء القنوات التي يسمعها العالم بلغة مقروءة لديهم لا العويل والبكاء.. الأمم المتحدة وكل الوسائل الدبلوماسية, أضف إليها اليد الاقتصادية التي نملكها.

علي موسى حسين

Share |