من ذي قار – فوزي التميمي

الفنان كمال محمد فنان ينحدر من الجنوب من مدينة الناصرية تحديدا وهو من مواليد 1942 متزوج حمل معاناة بيئته والم حنين الوطن ..صوت غنائي دافئ غاية في الجمال والعذوبة فيه حلاوة الريف وطراوة المدينة  .
ساهم في عقد السبعينيات الارتقاء بالأغنية العراقية حيث استهل إطلالته على الجمهور حالما شنف إسماع محبي الغناء العراقي في أغنية(معاتبين) من الحان عبد حسين السماوي وكلمات عبد الرضا اللامي ثم أغنية (ردي بينة) كلمات عباس جيجان والحان عبد الحسين السماوي ، وأغنية (يحاجي الناس كلهم مايحاجينه) من كلمات جليل هادي العضاض وأغنية (لا أول ولاتالي) من كلمات الشاعر الراحل جبار ألغزي والحان محمد جواد أموري ، وأغنية (دلليني) كلمات الشاعر الراحل كاظم ألركابي والحان طالب القرغولي ، وأغنية (مانامت الليل عيني بغيابك) ساهرت وظنوني غيمة وسافرت تمطر مواويل مانامت الليل ) هذه الأغنية من الحان الملحن محسن فرحان وكلمات الشاعر كريم راضي ألعماري ،
وبدا يتحدث لنا وهو غير نادم على ماقدمه من إبداع فني راقي حيث أشار في كلامه انا من الفنانين الرواد السبعينيات (المنسي) وظلمت من قبل القنوات العراقية الفضائية ولا اعرف ماهو السبب وكثيرا ما يعرض للفنانيين الرواد العديد من الأغاني السبعينية  الذين عاصرتهم مثل فاضل عواد وحسين نعمة وياس خضر ورياض احمد وسعدون جابر وغيرهم من الفنانين الا انا واكتفى
وقال في عام 1978 قدمت اخر اغنية كانت  "كلشي يهون" وكانت من الحان عبد الحسين السماوي ثم انسحبت بهدوء وصمت ورحلت الى عالم اخر هو التعليم لاني معلم لغة انجليزية ودرست في الجزائر في بداية الحرب العراقية الإيرانية وأمضيت هناك ثلاث سنوات بعدها عدت الى بلدي واستمرت في التعليم حتى حصلت لي فرصة التخرج من الجامعة المستنصرية عام سنة 85  ومنذ ذلك الحين تركت الغناء الى يومنا هذا

#- هل انت نادم لانك رحلت عن جمهورك؟
أجاب انا غير نادم لان هناك ظروف اجتماعية  وصفها بالصعبة جدا حالت دون  تحقيق مااصبوا إليه .

#- ممكن تفصح أكثر عن تلك الظروف؟
قال ظروف واكتفى ولوح لي ان انتقل الى سؤال اخر.

#- عطائك ثري لانسمع منك شيء الان على الإعلام ؟
اكد انه فنان منسي رغم العطاء والمنجز الغنائي في ذلك الحين حتى ان مرة جمعتنا جلسة مع الفنان حسين نعمة وسألته عن الفنان كمال محمد أجاب بالحرف الواحد والكلام لحسين (كنت اخشى كمال محمد وهو يغني ).. ونحن نقول لو كان مستمرا انا على يقين ان عطائه وصوته لربما يفوق على كثير من النجوم لامتلاكه صوتاً عذباً نادراً

#- هل لديك مشاركات عربية ؟
نعم سافرت الى دولة الكويت في عام 1975 وسجلت مجموعة اغاني كانت بدعوة من شركة النظائر ولايزال احتفظ بكاسيتات واقراص والسوق ممتلىء بتلك الاغاني.

#- وبعد ذلك أين أكملت مشوار حياتك العائلية؟
في بعقوبة
#- وماهي دعوتك في تلك اللحظات؟
ادعو الحكومة متمثلة بوزارة الثقافة ان تراعي الفنان المبدع وان تتكفل بتسجيل اغنياته كما كان معمول به في السابق حتى يتسنى الفنان ان يبدع اكثر فاكثر وهو مطمئن على فنه ومنجزه الإبداعي.

#-انت راض عن الغناء العراقي الان؟
حقيقية الغناء الان لايمت بصلة للواقع وبعيد كل البعد عن العواطف والمشاعر في حين ان اغاني السبعينات اعتبرها اغنية ذهبية لانها انتشرت ليس على مستوى العراق فحسب بل امتدت الى خارطة الوطني العربي وانت تلاحظ الان هناك دول تردد اغاني الفنانين ياس خضر وحسين نعمة وسعدون جابر ورياض احمد وغيرهم لانها تحمل كلمات والالحان جميلة

#- اذن اين الخلل في رايك؟
الخلل واضح جدا هو بالكلمات غير المنسجمة مع واقع المجتمع.

#اذن اين هم الفنانون الرواد لماذا لايكونوا الناصح لهولاء ؟
لااعرف لماذا لايتدخلوا في نوع كلمات الاغنية كمستشارين مثلا وهذا ليس عيبا بل نصحيتي ان مطربي هذه المرحلة عليهم ان يستعينوا باخوانهم الرواد وذلك لمصلحة الاغنية العراقية التي لانريدها ان تنهار وبالتالي الفنانون الرواد اصبحوا يتساقطون تدريجيا وذلك لعدم المواكبة والاهتمام والالتفاتة لهم وهذا لانرغبة او نتمناه .
واستمكل الفنان كمال محمد حديثه ان الرواد من الفنانيين هم قلة وأصوات اعتقد لاتكرر وبالتالي لماذا هذا التهميش وخرجنا بخفي حنين عن المستوى الفن الغناني .

#- لو عرض عليك الان تسجيل اغنية وبمبلغ مغري توافق؟
- لااعتقد لاني تركت الغناء واصبح في خبر كان كما يحلو له ان يقول ثم استدرك وقال ان لكل حادث حديث.
#- يعني هناك موافقة في الباطن ولكن في الظاهر انت غير موافق؟
لاتجبرني ان اتحدث عن شيء انا غير متهياْ له.
#- هل تسمع الان الغناء ومن هم الاقرب عليك ؟
اسمع الان للفنان داخل حسن وحضيري ابو عزيز وناصر حكيم وخضير مفطورة .
#- هل انقطعت مع زملائك ام لديك اتصال معهم ؟
نعم لايزال لدي اتصالات مباشرة مع العديد من الفنانين من جيلي امثال حسين نعمة وفاضل عواد وحميد منصور.
#- ونقابة الفنانين فرع ذي قار متوصل معهم
نعم ونا عضو نقابة الفنانيين واكن لهم كل تقدير واحترام.
#- هل احد اتصل بك منذ ان اعتزلت الى يومنا ؟
اجاب بحسرة والم لم يتصل بي احد او يساْل عني لا وزارة ثقافة الا مسؤول ولا تلفزيون او اذاعة  الاعلام عموما فقط اخوتي وزملائي الذين ذكرتهم سلفا.

#- وماذا تقول في النهاية؟
أقول أشكرك لأنك اتصلت بي عدة مرات لانجاز مهمة اللقاء وهذا دليل على اهتمامك واهتمام صحيفتك الغراء وأخيرا لي كلمة أخيرة ارجوا ان تكون الأغنية العراقية بمستوى الطموح وتنسجم مع العواطف والمشاعر الإنسانية وبعيدا عن الإسفاف والتهريج.