الشعب من يصنع الحياة/محمد عبد المجيد العبادي

Tue, 18 Sep 2012 الساعة : 2:05

 

يتصور البعض ان البلدان يكتب رقيها على يد حكامها . أي ان الحكومات هي من يصنع رقي شعوبها وبلادها . ويكاد هذا المفهوم العجيب معقول جدا لدى الكثير من العراقيين . فيوعزون كل أسباب عدم التطور الى الحكومة التي لا تدخر جهدا في تقدم بلادنا . وأجزم أن سبب التأخر في بلادنا هو هذا المفهوم الخطير , متناسين ان الحكومات تنبثق من الشعب . فالشعب الذي تسري في عروقه مفاهيم التطور والتقدم وحب الانظمة والقوانين لابد أن ينتج حكومة ناجحة . اننا شعب نعد القانون بمثابة قيد نسعى لكسره , والبلدان المتطورة تسن القوانين فترى كل فرد يطبقها بدون رقيب .
اننا شعب اذا غاب الرقيب عمت الفوضى والخراب في كل الأرجاء .
يعتقد الكثيرون ان حكومة السويد مثلا لو أدارت دفة الحكم في العراق سيغدو شعب العراق كالشعب السويدي , وهذا أمر يجعلني أموت ضحكا . ولو ان حكومة العراق أدارت الحكم في السويد سيصبح الشعب السويدي كالشعب العراقي والعياذ بالله .. وربما هذا هو أحد الأسباب التي جعلت شعب العراق على حالة عدم الرضا عن حكوماته المتعاقبة
ان الشعب يريد كل شيء ولكن بدون أن يفعل أي شيء , فالكل يريد من الحكومة أن تهيء له دارا سكنيا وأن توفر له الغذاء وأن تنظف الشوارع والأماكن العامة وأن توزع الأموال وأن توفر له الكهرباء والماء والاتصالات والمواصلات وهو غارق في نومه . والحقيقة ان كل هذا مستحيل التحقق في البلدان المتطورة على مثل هذا السبات الشعبي .
لا بد للشعب العراقي أن يدرك ان الشعوب هي من يبني البلاد وان الحكومات تنظم جهود وطاقات الشعوب بالاتجاه الذي يخدم الجميع
ان الشعوب تعمل ليل نهار حتى تضمن حياة مستقرة . والشعب الذي لا يعمل يكون أقرب الى الموت منه الى الحياة
اذا أردنا أن نكون مثل الشعب السويدي ينبغي أن نفهم كيف تعمل هذه الشعوب قبل أن نتظلم ونندب حظنا ونعي أنفسنا بحكوماتنا
يقينا لو جئنا بحكومة مثل حكومة السويد أو انكلترا أو هولندا سوف ينفشون شعورهم غيضا وكمدا وسوف نلعنهم كما هو عهدنا مع الحكومات السابقة
علينا أن نحترم القوانين ونحرص على الالتزام بها وأن نعرف ما لنا من حقوق وما علينا من واجبات وأن نحب بلدنا ونرتبه ونطوره مثلما نحرص على تنظيم بيوتنا وترتيبها , لو ان كل واحد فينا مثلا حرص على تنظيف الشارع الذي يطل عليه بيته حتما سيكون بلدنا نظيفا جميلا . لو ان كل شخص أدى عمله بأمانة واخلاص واتقان لقطعنا طريق الرشوة والفساد . ولو ان الفلاح والعامل والمعلم والطبيب والمهندس والموظف في مختلف دوائر الدولة عملوا انطلاقا من الحرص على تحقيق الموازنة بين الحقوق والواجبات لصار بلدنا مثالا شاخصا للبلدان الأخرى في التطور والتقدم . ولو ان كل واحد منا جعل ضميره الرقيب عليه يحاسب نفسه على الاخلال والتقصير حينئذ سوف نرضى عن حكومتنا
Share |