طيور الجنة .. ستحلق باجنحة العفو العام/محمد علي مزهر شعبان
Tue, 18 Sep 2012 الساعة : 1:19

(الخطأ الفاحش هو ان يكون لك اخطاء ولا تحاول اصلاحها )
ستشرق علينا بعد صدور العفو العام ، شموس الحرية ، ونكون في ارقى علاقات المصالحة الوطنيه ، بلد وكأنه لم تحدث فيه حادثه ، ولم تشتعل فيه نائره ، فلابد ان يعيش في اجواء الشفافيه . بلد وصلنا فيه الى المدارج النهائية للديمقراطيه . بلد اوكلنا فيه اجسادنا وارواحنا الى بارئيها الى اخواننا في القائمة العراقيه ، بلد وهبنا نثار اجسادنا وهشيم اوصالنا الى ملائكة الرحمة واللطف والانسانيه ، بلد اوكلنا كل خراب بيوتنا وخوفنا وارتجاف اوداجنا وشلل اقدامنا وفي كل لحظات توقعنا للموت الاتي على غفلة وفي كل برهة ولحظة الى رعاتنا وقادتنا ،وهم سبب وجودنا ، دعاة العفو العام .
اولئك الملائكة اللذين قالوا : تبا لتلكم الارواح البريئة لقواتنا عسكر وشرطة ومن دفعوا بصدورهم نحو الموت ، في الفيافي والادغال والمفاوز والصحاري الملتهبه ، وما زهق من ارواحهم وهم يطاردون شياطين الاباده من الارهابين . اولئك الذين يندسون في جنازه ، ليقتلوا الميت مرة اخرى ومشيعيه ، حين يأمرهم اميرهم الذي هو في دست السلطه او في البرلمان او حاضة ذات رتبه ( اذهب ايها الملاك الى الجنة فجر جسدك ) ويبقى الامير في بدلته الانيقه يصدر الاوامر . باسمك اللهم لتذبح هذه العائلة المارقه الرافضيه او المواليه للسلام في حفظ وطن .
قتل عشرات الالاف من قوانا الامنيه وهي تطارد زمر تحتفل بالذبح بتلك السكاكين لرقاب تصرخ بالبراءة وتنادي لا اله الا الله او زفة عرس تغتصب عروسها وعريسها وتغتصب ارواح قافلة المحتفلين باطفالها ونسائها ورجالها .رب سائل يقول ان القانون نفذ بهم ، والاجابة والمتبقين . كم قتل من جراء هؤلاء ؟ هل اوشك المليون عراقي المسجل في الطب العدلي او من ابتلعتهم الحفر لنزاحم الجزائر في ما حققه ابطالها المحررون ؟ كم اعدم من المجرمين الدلائل تقول ان من نال عقابه اقل من واحد بالالف .
نعم ستشرق علينا شمس العدالة في بلد الحرية والديمقراطية الفريدة من نوعها . حين سيخرج القادة الحقيقيون للارهاب ، المخططون الفاعلون ، حين استنزفت الحكومة كل قواها ، ليل نهار ، وتعطلت كل اعمالها ،وهي تقدم الاضاحي من شباننا كي يكونوا هؤلاء في يد العدالة .
هؤلاء الزناة اللذين لا يرون الا البياض في معتقدهم الاسود ، و الاسود في معتقد الاخرين الابيض .
بلد يمنح العفو العام وكأن السواد قد نزع من الابدان واللافتات التي تنعي موتاها ، وكأن الانة والبكاء قد انتفى من صدور امهات وزوجات واولاد ، ينتظرون رب اسرتهم فلم يأتي او ذهب مع ريح الحقد لاصحاب الفكر التكفيري في مهرجان تقطيع الاوصال .
يقتل الشاعربالسكين مقابل قصيدة في حب الوطن ،ويذبح الاديب والخطيب لانه يلعن الظلام والظالمين ، ويختطف الدكتور يبتز وتنهب امواله ثم يقتل ليكون المرضى طوابير تنتظرالاجل ، وليكون البلد قد افرغ من علمائه ومفكريه ليبقى اتباع الرأس ( المنير ، الاثير ، السمح السمير ) عبقري الكواتم ،والسيارات المفخخه ، والدسائس الماتمره ، والرؤيا المجنده ، سليل ال عثمان من طغرل وسليمان ، ملهم الذباحين ( طارق بكر الهاشمي )
بلد لم تشهد البلدان غيره هكذا نوع من الاعفاءات وبالمجان لمجرمين ،وكأن العقوبة هي تلك الرحمة التي خزنها الصدر الرؤوم والفكر الرحيم لشريك او حاضن ام محرض ، اختزل كل شكوى الشعب وحقه الشرعي بالقصاص ، بدعوى انه ممثلهم الذي اتت به الصدفة على حين غرة ، وقد سقطت النقطة التي تميز حق عباد الله وقانون السماء وشريعة اهل الارض بالعقاب للمفسدين فيها ، لينحاز الى هواه حيثما وجدت مصلحة بقائه .
الم تكن لنا عبرة مما فعله صدام حين اخرج اللصوص والزناة وسكنة ليل الجريمه ،وهو يدرك ما فعل وما سيفعل هؤلاء حين اضحى قاب قوسين من النهاية ، فعاثوا في الارض فسادا وكانوا الاداة المنفذه لكل بوادر الجرم من قتل وسطو واباحة لا اخلاقيه.
ألم نعتبر مما فعله قانون العفو في 2008 وكيف خرج المؤمنون الصالحون المتسامحون المعتبرون من اصلاح السجن ؟ خرجوا علينا وهم اكثر استاذية في الجريمه ، واعلم بفنونها ، واساليب اتقانها ، بعد تلك الدروس المكثفه في مدرسة الارهاب داخل السجون ( عفوا الاصلاحيه ) وكم خرج منهم ليقود عمليات اعظم جرما وامعانا في فن القتل والسرقة ، وكم اشير على ان قادة العمليات هم من اولئك اللذين اطلق سراحهم في ذلك العفو .
اي صلاح لمن اتخذ قتل الاخر دينا ؟ اي صلاح من نصب نفسه ملاك موت لمن يحيا على ارض عرفت توا معنى الحرية ؟ هل نزلت الرحمة من خلال الدعاة والمبشريين الرساليين من هذه الكتلة اوذاك الائتلاف ، على قلوب مجرمين لم يتوانوا في ذبح الامهات والاطفال ، تحت ذريعة الدخول الى الجنة ؟ هل اسس دعاة العفو من علاوي الى مهاوي القاعدة القائله : ان من قتل مسلم دون ذنب لا يغتفر كانما قتل المسلمين جميعا.
اي قانون ايها الساده ؟ باستثناء الابرياء والمشتبه بهم دون دفوعات للاتهام ، والا فأن من امن العقاب .. جعلها نثارا وخراب
اي قانون عفو ، وقد تسرب عتاة القتله من داخل حصون السجون ؟ اسئلكم بربكم لو لم تكن حواضن هي من تدعو الان لاطلاقهم ، فهل يستطيع سجناء ان يحفروا ثمانية عشر مترا تحت الارض بملعقة اكل ؟ ما نوع هذه الملعقه ( الكرين دايزريه)؟ انها ادوات دخلت باوامر ونقلتها حواضن .
وربما من يحتج بان هناك استثناءات في القانون وتعديل . ان التعديل الحقيقي هو افراز الملفات واخراج الابرياء ، والمشتبه بهم دون ادلة ، والقصاص ممن ذبحوا وطن ومواطنيه ، العدالة هذا نصها وقسطاطها. والعدالة الناقصه هي من تترك مجرميين هم رؤوس الفتنه خارج اقفاصها ، حيث يتسارعون لاخراج ادوات قد توصل التحقيق الى حيث الاوكار الكبرى كما حدث مع الدايني والهاشمي واكثر من ثلاثين نائبا متهما لازالوا يتمخترون بخيلاء سطوتهم وابواق نواطقهم . العدالة ان لا يتمثل راعي القتل امور المقتولين وحقهم الشرعي من القصاص ، وان نصت المادة 60 و 61 و73 .
كل هذا لا يشفع للقضاء في ان يمرر هذا القانون وهو متهم من دعاة العفو العام انفسهم .