الرئيس يعود والاخر يغادر/باقر شاكر

Tue, 18 Sep 2012 الساعة : 0:45

 

هنالك فرق بين عودة فخامة رئيس الجمهورية جلال الطالباني وبين مغادرة رئيس اقليم كردستان العراق مسعود البارزاني فالاول يعود ومن وعكته الصحية وهو يحاول رغم بعد المسافات ان يوفق بين الفرقاء السياسيين من اجل حل المشاكل العالقة بين الاطراف واذابة الجليد الذي احاط بكل العملية السياسية بسبب التشدد الذي أبدته بعض الاطراف من حسابات واجندات يعملون من اجلها وهناك من يخطط لها في الداخل والخارج مع اني اتحفظ على زيادة التساهل الذي يمارسه السيد الطالباني وهو يتأسف على قرار اعدام الهاشمي لانه يراه مضر بعملية التقارب والتفاهم والمصالحة في حين ان ذلك عكس ما تصوره السيد الرئيس لان الهاشمي لبس ثوب الارهاب وطحن الكثير من الابرياء بواسطة عصاباته المنتشرة في بغداد ومناطق اخرى ،علما انه تعرض الى ضغوط دولية من اجل الادلاء بهذا التصريح ظنا منه ان يحافظ على العلاقات المتوازنة مع تلك الدول ولكونه هو خارج السلطة التنفيذية فلا يؤثر تصريحه هذا في قضية الهاشمي وهي قضائية ومستمرة دون تنازل عن حقوق الاخرين ، ومع ذلك يبقى المسار الذي يتخذه السيد الطالباني في العملية السياسية في العراق مختلف تماما عن الخطى التي يخطوها السيد مسعود البارزاني فهو في مواقفه المتأزمة صنع حالة من الاحتقان السياسي ومرحلة من التباعد بين أكبر واقدم حليفين في تاريخ العراق الحديث التحالف الكردستاني والتحالف الوطني وهو ما زاد الارباك في العملية السياسية برمتها وأثر سلبا على كل الاتفاقات بسبب تلك التصرفات ومحاولات السيطرة على كل القرارات الخاصة بالشعب الكردي وكأنه لا يوجد هناك احزاب اخرى المعارضة منها والمتحالفة معه وهو مصادرة للقرار الكردي برمته لان تحركات السيد البارزاني ليس خروجا على الحكومة الاتحادية وحسب وانما حتى الاطراف الكردية الاخرى ، فلماذا تركيا تدعو البارزاني الى مؤتمر حزبهم الحاكم ولم تدعو الطالباني وهو رئيس العراق في الوقت الذي دعوا فيه العديد من رؤساء العالم الى هذا المؤتمر اضافة الى ذلك فلم يكن موقف السيد الطالباني متشددا تجاه الغول التركي ولم يعلن موقفا معاديا لسياساتهم الاخيرة بل تعامل معهم بكل دبلوماسية وفي ذات الوقت هو كردي كما السيد البارزاني كردي فلماذا هذا التمييز؟؟؟ ولا أريد مقولة انه مريض ولا يمكنه الحضور فهذه كذبة الموسم ،، لأن الاساس في هذا التصرف هو واضح وضوح الشمس لأن موقف البارزاني من المالكي يصب في اتجاه السياسيات التركية التي تحمي الهاشمي كما حماه سابقا السيد البارزاني ولكنني اظن ان الاخير على خطأ لأن التوجه التركي لا يخرج عن إبعاد الاكراد لديهم عن كل ما هو يضمن لهم حكمهم الذاتي او قرار الانفصال وهو الجنون بعينه لو قبلت به تركيا كون العلمانية التركية لم ولن تسمح بذلك وان تدخلت المؤسسة العسكرية لانهاء هذا الملف بالقوة وعندها لا اردوكان ولا غيره يستطيع الوقوف امام هذا الموج .
هنا المفارقة التي يتم التعامل على اساسها مع الملفات وخصوصا الملف العراقي فهناك انتقائية كبيرة في المفاهيم التي تحكم عقول امثال اردوكان ومن معه من دول عربان الخليج ،، التساؤل ما هو الفارق بين ان يدعى السيد جلال الطالباني وهو رسميا رئيس دولة مثله مثل اوباما او انجيلا ميركل او هولاند او الرئيس الروسي ودعوة رئيس الاقليم؟ ألا يجب التوقف عندها ياسيادة الرئيس طالباني وتفكر كثيرا لماذا دافعت واعتبرت قرار اعدام الهاشمي غير مناسب ؟؟؟!!
اقول هناك فرق بين الرئيس الذي عاد لترميم العملية السياسية والرئيس الذي غادر وتحوم حوله الشكوك وهو يحضر اجتماعا كان الواجب ان يحضره الرئيس الذي عاد الى العراق. 
Share |