ويسألونك عن العراق/عبدالستار السعيدي

Tue, 18 Sep 2012 الساعة : 0:28

 

اتسائل : من بوسعه ان يعرف ما يجري في العراق ؟ من له القدرة والقابلية ان يتوقع ما ستؤول اليه الامور في هذا " البلد الامين" ؟ من لديه الجرأة بان يقول بصراحة كيف تسير الامور في بلاد ما بين النهرين ؟.
الغريب ان الاجابة على هذه التساؤلات هي ان كل الناس قادرين على معرفة مايجري وما يدور وما ستؤول اليه الامور هنا ، الكل مستطيع لذلك ، الجميع قادر على الاجابة وحل اللغز ، وكيف ذلك؟ الجواب هو ان الامور هنا باتت واضحة ، انتخابات ، يعقبها تشكيل حومة كيفما اتفق وباي طريقة كانت ، ثم تبدأ رحلة السلب والنهب بكافة الوسائل المتاحة ، تعيينات ، مقاولات، واسطات ، نزيف اموال ، سرقات شرعية مستندة على فتاوى يصدرها مراجع حسب الطلب ، رواتب الحمايات ، واستغلال السنوات الاربع بابشع طريقة ممكنة لجمع اكبر كمية ممكنة من الدولارات ، والذهب والعملة الصعبة، . اما كيف ستكون الامور بعد عقد من الزمن ، فالامر واضح وجلي ، سيتم تشكيل حكومة عام 2022 ويكون عدد الوزارات فيها 120 وزارة ، الوزارات السابقة مضافا اليها وزارات جديدة هي ، وزارة العدس ، ووزارة الفاصوليا ، ووزارة الحمص المنشقة عن وزارة البقوليات بعد اعتراض عدد من البرلمانيين بسبب اقتصارها على مكون واحد دون غيره ، وزارة "المقاطيط " ووزارة " المساسيح" اللتان كانتا قبل اربع سنوات وزارة القرطاسية المنشقة عن وزارة التربية ، وزارة "السايبا" بعد فصلها عن وزارة "التكسيات" المنشقة اصلا عن وزارة التجارة ، وهكذا دواليك ، اما بالنسبة للبرلمان العراقي المكون من 3000 الاف نائب فان انعقاده بات من المستحيل اذ لم يكتمل النصاب الا في يوم تخصيص مبالغ السفر والخطورة البالغة مليون دولار لكل نائب ، بسبب الوضع الامني المتردي وقتذاك ، اما بالنسبة للبناء والاعمار فستقوم ملاكات الدائرة الهندسية التابعة لوزارة الاعمار بفرش ارصفة مدينة بغداد بالمقرنص للمرة التاسعة على التوالي في خطوة منها لرفع مستوى المدينة عن سطح البحر خشية تعرضها للفيضان وقد حققت في ذلك رقما قيايا جديدا في عدد مرات القرنصة لمدينة واحدة ، هذه هي حال العراق بعد عشر سنوات ، ولا داعي لان يسألونك عن العراق ، لان العراق من امر ربي ! .
 
عبدالستار السعيدي : مواطن عراقي / محافظة ذي قار
Share |