الصراع الإيراني السعودي ..والعراق يدفع الثمن -سمير القريشي

Mon, 20 Jun 2011 الساعة : 12:39


بيع الثورات العربية آو ثورات التحرر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فرض واقعا جديد على جميع أرجاء المعمورة بصورة عامة وعلى الخليج العربي بصورة خاصة, أذا يعد هذا الجزء من العالم هذا اليوم أكثر أهمية من ذي بفضل الأزمة المالية التي عصفت بالولايات المتحدة الأمريكية وأوربا ..وعلى ضوء هذا الواقع المتناقض في طرفية ففي جانب منه نشاهد حركة تنشد التحرر من الدكتاتورية والتطلع إلى حياة الحرية والعدالة والتعددية السياسية . نشاهد في الجانب الأخر منه بروز قوى إقليمية تحاول أن تفرض وجودها على حركات التغير والتحرر بطريقيه أو بأخرى وبالتالي الالتفاف على التطلعات الشعبية عبر أدوات طائفية تارة وأخرى سياسية أو عرقية أو اقتصادية .
فالتغير في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يعني أن خيوط اللعبة ستكون بيد الشعوب والتي لا تدع للمتسلطين دور في صناعة السياسية سواء كانت قوى دولية أو إقليمية , وربما تتسلل عجلة التغير لتطأ عروش القوى الإقليمية المستبدة ..
المملكة السعودية هي اليوم اللاعب الأول في حركة التغير العربية وتوجيهها صوب الواجهة التي تريد بفعل ما تملك من إمكانيات مالية هائلة في عالم يتجه إلى التقشف والإفلاس والفقر وبفضل هيمنتها الدينية السلفية المنتشرة في كل إرجاء العالم وهي الأخرى ما كانت لتنشر لولا الدعم المالي وبطبيعة الحال المد السلفي الحاضنة الأولى لحركات التطرف الإسلامي كتنظيم القاعدة وغيرها ..ومن اجل ذلك تطمح المملكة أن تستثمر هذه الفرصة التاريخية التي هيئتها الظروف الاقتصادية والسياسية أفضل استثمار بحيث تريد أن تعيد ترتيب كل الأوراق وتصفية جميع الحسابات بصفقة واحدة.. والشيء الأخر تجد المملكة أن تحويل الصراع التحرري في العالم العربي من صراع شعوب ضد حكامها إلى صراع طائفي يضمن لها بقاء أطول في السلطة ويدفع عنها خطر التغير ..ومن اجل ذلك يعد العراق رقم واحد في لائحة الدول التي تريد السعودية تصفية حساباتها معها لضمان تغير الخريطة الديموغرافية التي بدت تبزغ بشكل واضح بعد احتلال العراق 2003 وإعادة ترسيم الخطوط إلى ما عليه قبل ذلك ...الشيء الملف للانتباه في الصراع العراقي السعودي أن الأخير يسلط أدواته الفاعلة على الداخل العراقي دون أن يتأثر داخلة بأي تأثير جانبي بينما لا يجد العراق سوى الداخل من مساحة لتصفية الحسابات وبالتالي تنعكس تداعيات هذه السياسية على الحياة العامة بصورة مباشرة..بعبارة أوضح لا يملك العراق أي وسيلة من وسائل الضغط على العربية السعودية آلا الولايات المتحدة التي هي الأخرى لا تملك اليوم سوى السكوت على يفعله السعوديون في العراق .. أذا ما برحت المملكة ومنذ نشؤها في ادخار جهد في محاولة تغير الطبيعة المذهبية في العراق وقد وصلت شدة هذا الجهد إلى استعمال أدوات الإبادة الجماعية .فقد شنت وبإخلال مأتي عام الماضية خمسة هجمات مباشرة ,ووقف مع النظام البائد في حربه الطويلة ضد إيران ..هذه الحرب التي أكلت من العراقيين مئات الألف من القتلى والمفقودين. وليس هذا فحسب بل انه يوجد كم هائل من المؤشرات يشير على آن السعودية كانت خلف احتلال نظام صدام للكويت ..ولعل سيناريو ميناء بندر الذي يعتزم الكويت بنائه لغلق البحرية المنافذ بوجه العراق يعيد للأذهان تلك الذكريات البشعة لتدخل السعودية بالشأن العراقي .. المهم أن سيناريو ميناء بندر حلقة أخرى من حلقات الصراع السعودي ضد العراق
مع الأسف الشديد لا يملك الكويت أن لم نقل دول الخليج استقلالا حقيقيا أذا تسطير المملكة على قراره السياسي والاقتصادي الأمر الذي يجعل من هذه الأنظمة أنظمة ورقية غير قادرة حتى على حماية نفسها فضلا عن استقالاتها وسيادتها ..
الأزمة الأخيرة بين القائمة العراقية وائتلاف دولة القانون هي نتاج طبيعي للصراع السعودي الإيراني العراقي ..هناك قراءة واقعية في نظر البعض للمشهد السياسي في العراق يضعنا في موقع أكثر استيعابا للمتغيرات السياسية في ساحته ..هذه القراءة تقول بان التحالف الوطني نتاج التدخل الإيراني. بينما تعد القائمة العراقية نتاج للتدخل السعودي ,وعلى هذا فان الصراع بين القائمتين صراع طبيعي على اعتبار أن البلدين الإقليمين الكبيرين لا يهمهما سوى مصالحهما الخاصة.
هذه القراءة وان كانت صحيحة آلا أن لكل من إيران والسعودية مطامع اكبر من جعل العراق ساحة تصفية حسابات وصراعات باردة..فالعراق يعني وبحسب وجه نظر البلدين الكبريين المفصل الذي يحسم الصراع بين المذهبين الكبيرين في الإسلام . وبالتالي أعادة كتابة التاريخ مرة أخرى و بحسب رغبة المنتصر ..وعلى هذا فالصراع السياسي في العراق لا يمكن أن ينتهي في الأمد القريب أن لم تحصل أرادة وطنية صلبه تتخلص من هذه ألدوامه الفارغة. لكنه أي العراق ووفق المعطيات لا يملك في الواقع السياسي أي أرادة حقيقة للخروج من هذه ألدوامه أن لم نقل هناك أرادات تريد أن تنسف العملية السياسية والعودة إلى الوراء وقلب الأوضاع الحالية .مع أن الجميع يدرك بان النظام الحالي لم يعمل آي عمل يستطيع من خلاله يلفت انتباه القوى الشعبية والتي تعد المسند الحقيقي للتحرر من هيمنة القوى المتسلطة بل على العكس تحول النظام الحالي إلى بؤر لصناعة الفساد المالي والإداري والسياسي والاقتصادي إلى الدرجة التي جعلت من الجماهير تضع هذا النظام في موضع لا يحسد عليه وبالتالي سيكون العراق عرضة لعواصف قد تؤدي إلى حدوث متغيرات كبيرة وخطرة لا يريد احد أن يراها في العراق

Share |