إلى الراحل في مدرجات الحلم الآتي .. الشهيد فرقد الحسيني/معتمد الصالحي

Sat, 15 Sep 2012 الساعة : 1:45

لا اخفي على احد إني إلى حين كتابه هذه السطور لازلت غير مصدقا إن فرقدا قد غادرنا إلى غير رجعه . والسبب لان هذا الرجل ترك في كل مكان ذكرى وبصمه .لو استعرضت شريط الذكريات معه لوجدت ان الفقيد كان يحمل من الصفات والشمائل الطيبة ما تعجز الأقلام عن الاحاطه والتعبير عن ذلك فهو كان المحرك الرئيسي لكل الانشطه والفعاليات الثقافية التي كانت تقام في مدينتنا وكان له أسلوبه الاقناعي والتأثير العجيب مع زملائه أتذكر في مهرجان الشاعر مصطفى جمال الدين كنا قد قررنا أن نعقد اجتماعا للتحضير للمهرجان وقد اتصل بي عدد من الزملاء لكني تكاسلت عن الحضور لكن ما إن اتصل بي الفقيد حتى نفضت غبار الكسل وحضرت إلى الاجتماع جريا على الاقدام . كان كثير ا ما يعاتبني على تغيبي عن لحضور لاجتماعات التجمع الثقافي وكنت أقدم له الأعذار وكان يبتسم كأنه أب رحيم . وأنا اقولها الان وامام الجميع لو قدر الله لك يا اخي فرقد ان تعود للحياة فاني اقسم صادقا أن احضر كل يوم وقبل الجميع بشرط أن تكون بيننا . ان رحيل الشهيد ابا علي هو خساره كبيره للثقافه والمثقفين خساره كبيره ستترك اثرها على المستقبل القريب والبعيد فقد كان يحمل من العزيمه والاصرار والابداع ما لا يمكن تصوره وكانت لديه القابليه على العمل والابداع المستمر وتحت كل الضروف . قبل رحيله بيومين التقيت به وطلبت منه ان يقيم امسيه شعريه للشاعر وحيد خيون وهو شاعر مغترب في لندن من اهالي سوق الشيوخ وقد اعلن الفقيد عن استعداده التام لاقامه الامسيه وطلب مني ان ارتب الموعد وان اكون على اتصال به حتى تتم تهيئه الامسيه .. فاين وعدك يا ابا علي واين أمسيتك هل من العدل ان نقيم امسيه تأبينيه على روحك الطاهره بدلا عن امسيه ذلك الشاعر . هل من العدل ان لا تفي بوعدك وانت من علمنا ان الوعد مقدس . أي يد أثمه اغتالتك وسرقت بسمتك التي كانت تنشر الفرحه والسرور على جميع من يعرفك ويحيط بك .من للتجمع الثقافي ومركز ماروسي ومهرجان جمال الدين ومنصات مدينتك .هل تتصور ان غيابك سهلا .الم تقل لي يوما ان الاحزان تجتمع في الليل وانا اؤكد لك ليس فقط الاحزان انما الهواجس والمخاوف والوحشه والحزن المشوب بالحرقه والغصه . يا ابا علي ان حزني عليك خالدا فانت منذ ان عرفناك لم نلمس منك الا ما نحب ويكفي اننا تعلمنا منك الكثير فأنت الاستاذ والاخ الاكبر الناصح المعين . صدقني يا اخي اني كنت في مجلس عزائك كنت اتطلع الى الوجوه سالني زميلي عقيل الحربي ساعتها عن السبب قلت اني ابحث عن وجه فرقد بين الوجوه ابحث في مدامع وحزن الزملاء ابحث عن وجه فرقد الضائع فالكل هنا والكل حاضرين الا هو .. كنت انظر الى الباب الخارجي اتوقع في اي لحظه يدخل علينا وهو متأبطا حقيبه سفره قائلا لنا ها انا عدت لأجلكم ولاجل عيونكم ونفضت تراب قبري . لكن هيهات هيهات فقد ان الاوان له ليترجل عن صهوه جواده ويستريح راحته الابديه ويتركنا خلفه نهبا للأحزان ... عزائي اننا لم نزعله او نغضبه منا يوما ... عزائي انني كنت ولا زلت احبه ..وعزائي إنني متيقن انه بجوار رب رحيم وهو ينظر ألينا الان من وراء الافق ويبتسم .. فوجه فرقد لم يكن يعرف سوى الابتسامة عنوانا . 

Share |