الاساءة للرسول الكريم مسلسل متكرر واغراض خفية/ابو تبارك الناصري
Sat, 15 Sep 2012 الساعة : 1:22

تتولى مسلسلات الاساءة للمسلمين ومقدساتهم خصوصا بعد احداث 11 ايلول , حتى بدا الامر و كأنه ممنهج ومدروس وخطط له انا هنا لا اجزم بالضرورة ان وراء هذه الاعمال حكومات , ولكن قد يكون ورائها منظمات قد تكون مرتبطة بحكومات او ذات تأثير على حكومات .
وبعيدا عن الخوض في البحث فيمن يقف وراء انتاج و اخراج هذا المسلسل المتوالي الاحداث والمتصاعد الوتيرة الذي ابتدأ بالرسوم الكارتونية ومن قبله تدنيس المصحف الشريف والرسوم المسيئة لشخص الرسول الكريم محمد ( ص ) وربما ليس انتهاء بالفلم الاخير الذي انتجه على ما يقال اقباط في امريكا , الشيء الذي يقينا يمكن ان يستوحيه أي وجدان فكري هو ان الامر ممنهج ومخطط له وقد يكون عليه اصرار .
وهذا يدفعنا للتأمل قليلا
ما هو الهدف او الغرض من هذه الاعمال ؟؟
انا سأتكلم بإيجاز عن الفلم الاخير الذي انتج في الولايات المتحدة من قبل اقباط وقيل يقف خلفه منظمة يهودية او القس الامريكي الذي احرق المصحف وهدد بإحراقه امام كآمرات الصحافة , وهنا لا بد من التطرق لعدة حقائق في الامر قبل بيان وجه النظر
1- انا شاهدت 14 دقيقة من الفلم – وهي المنشورة منه لحد الان وربما تكون هي المقصود بالفلم , ولا وجود لفلم كامل – هذه ال 14 دقيقة انتجت وأخرجت بأسلوب تهريجي لا يمت بأي صلة الى لغة السينما ولا يملك أي مقوم من مقومات فلم سينمائي حتى ان جمع المشاهد ممنتجة بالحاسوب بطريقة بدائية وساذجة .
2- توقيت انتاج الفلم جاء مع صخب وضجيج الحملات الانتخابية للرئاسة الامريكية .
3- ايضا جاء في موسم الربيع العربي الذي كانت اغلب ثماره حكومات اسلامية .
4- لا يعلم بشكل مؤكد علاقة الحكومة الامريكية بالفلم فد قد اشيع بانه اساءة امريكية , ولكن الغموض يشوب العلاقة بينه وبين الادارة الامريكية وعلاقتها بالفلم .
الان وفق هذه المعطيات يحق لنا التساؤل :
وفق هذا الانتاج الهابط والتهريجي وغير السينمائي , ما مدى تأثير الفلم على واقع فهم المواطن الغربي لصورة شخصية الرسول الكريم والإسلام ؟؟ وما مدى تقبله من قبل الشارع الغربي ؟؟
حقيقة لولا هذه الضجة التي اثيرت حوله اعتقد لأصبح مصيره الى مزبلة السينما , وأكاد اجزم انه لو قدر له ان يعرض بدور العرض فلا يشاهده الا نفر بعدد اصابع اليد .
و لكان عديم التأثير تماما على صورة الاسلام ورسوله الكريم وغير مثر بالمرة على منظومة فهم المواطن الغربي للإسلام المسلمين والرسول الكريم , فلا يزيد في تلك المنظومة شيء ولا ينقص منها شيء .
فقد نكون نحن من صنع له اهمية , وأوجد له قيمة
هذا بلحظ انه قد انتج من قبل الكثير من الافلام ذات الانتاج الراقي والفني والسينمائي المسيئة للنبي عيسى او غيره من الانبياء ( ونالت جوائز سينمائية عديدة ) وكانت غير مؤثرة في تشويه صورة المسيح لدى المسيحيين الذين هم غالبية المجتمع الغربي .
في اعتقادي هو انتج من اجل ان تتولد لدينا ردة فعل تجاهه , اما ضد الحكومة الامريكية ومصالحها او ضد الديانات الاخرى كالمسيحية او الاقباط ( فكان ما كان من قتل للسفير الامريكي في ليبيا ) , وكأنهم يعلمون او يخططون لكي تتولد لدى المسلمين ردات افعال غير مسؤولة تظهر المسلمين وكأنهم قتلة ومتعطشين للدماء , بالتالي تعطي مصداقية للفلم من حيث لا نشعر.
وهذا ما تحدث عنه لاحقا منتج الفلم والقول له (( انظروا الى المسلمين فهم كما يجسدهم الفلم قتلة متعطشين للدماء ))
وكون توقيته جاء متزامن مع ذروة الحملة الانتخابية , فاعتقد انه جاء ليدخل الموقف من المسلمين والإسلام في لب الحملة الانتخابية لا سيما بعد ان تأخذ ردات افعال المسلمين على الفلم اتجاهها العنيف وغير المسؤول .
نقطة اخرى انتج هذا الفلم اقباط ( مصريين ) في الزمن الذي وصل فيه لسدة الحكم حركة اسلامية مصرية ( الاخوان المسلمين ) ولا يمكن لأحد ان ينكر تأثير الاخوان المسلمين على العالم الاسلامي وتأثير مصر على العالم العربي , فجاءت في وقت حرج بالنسبة للإخوان المسلمين , حرج امام التزاماتهم كسلطة حاكمة امام العالم في حماية البعثات والدبلوماسية والسفارات الاجنبية , وحرج امام شعوبهم التي حصدوا اصواتهم بشعارات اسلامية , فحقيقة ارى توقيته جاء من اجل احراج القوى الاسلامية التي وصلت للحكم كثمار للربيع العربي , فهي بين نار حاجتها للدعم الامريكي و تبادل المصالح معه وتعهداتها كسلطة وحكومات شرعية بحماية البعثات الدبلوماسية هذا من جهة ومن جهة اخرى نار جماهيرها التي تستعر نار بالشعارات الاسلامية وتغلي غيضا وغضبا لرسول الله وممكن ان تصدر منها ردود افعال غير منضبطة وعنيفة نوعا ما , بالتالي تصبح هذه الحكومات الاسلامية مضطرة لقمع شعوبها وهي التي وصلت الى الحكم بشعارات الثورة ضد القمع وصوت الشعوب ( وهذا ما يحصل في مصر الان ) وقد يتطور لفتنة قبطية مسيحية اسلامية في أي لحظة او من خلال دخول جهات وأيدي مدسوسة في أي وقت .
الحقيقة الاخرة هي علاقة الحكومة الامريكية كمؤسسة وإدارة بهذا العمل , فلا يوجد دليل على ان الحكومة الامريكية متورطة بالعمل او دعمه او انها تقف خلفه او من ورائه لا من قريب ولا من بعيد على الاقل من وجهة نظر مواطنيها , فأمام الشارع الغربي أي ردة فعل على المصالح الامريكية او السفارات والبعثات الدبلوماسية تكون غير مبررة من جانبهم ولا يمكن للشعب الامريكي او الغربي ان يفهمها بأنها كانت بسبب الفلم وإنتاجه ( لأنه لا يرى أي علاقة بين الفلم والحكومة ) وعلى النخب المسلمة بيان علاقة الحكومات او المنظمات التي تقف خلف هذا العمل للرأي العام الغربي والمسلم كذلك لتكون ردة الفعل والاستنكارات مبررة وذات جدوى ومطالب واضحة .
فمن غير المقنع و المنطقي ان تكون ردات افعال عفوية عاطفية غير مدروسة ولا تبين ما هي المطالب من الغرب وماذا يريد المسلمون بالضبط ؟ وما هي مطالبهم ؟
ولذا يمكن الخروج بخلاصة ان الاصرار على استمرار هذا المسلسل من الاساءات للمقدسات الاسلامية قد يكون القصد منه هو اثارة ردات الفعل غير المسؤولة من قبل المسلمين وبالتالي تعطى هذه الافلام والصور والرسومات مصاديق اكثر وتأثير اكثر في تكوين صورة للمسلم والإسلام لدى المواطن الغربي .
الصورة التي يريد ان يُريها الغرب لمواطنيه بان الاسلام حقا دين عنف ودين قتل ودين تطرف , وقد نساعده نحن من حيث لا نشعر بإخراج الفلم الحقيقي الذي ستراه جميع الشعوب الغربية ( اقصد فلم حرق السفارات وحرق الاعلام وقتل البعثات الدبلوماسية وربما الجاليات الغربية ) فقد يكون هذا الفلم انتج ليس لكي يراه المواطن الغربي وإنما انتج من اجل ان يرى المواطن الغربي ردات افعال المسلمين , لا سيما هنا المزاد سيفتح على مصراعيه وستستغل المجاميع المتطرفة عواطف الجماهير الاسلامية من اجل القيام بأفعالها من قتل وحرق وتخريب بغطاء غضب الجماهير
وفي الختام ينبغي ان نسأل انفسنا
هل في افعالنا رضا لرسول الله ام لا