همجية رد الفعل العربي..وسخافة الحرية الغربية/مهدي الصافي
Sat, 15 Sep 2012 الساعة : 0:55

بغض النظر عن ازدواجية رد فعل السيدة هيلاري كلنتون وزيرة خارجية أمريكا حول مقتل عدد من الموظفين في سفارة بلادها في ليبيا,إلا إننا كشعب عربي أو مسلمين عموما ندين تلك التصرفات الهمجية, التي تأخذ الإنسان البريء بجريرة الفاسد أو المجرم,
مع إن شعوب العالم المتحضر(بما فيها دول الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية)كانت أكثر همجية عندما ربطت حادثة 11سبتمبر2001(تفجير برجي التجارة العالمية)بعموم المسلمين,وسجلت حوادث انتقامية وإجرامية راح ضحيتها عدد من المسلمين الأبرياء المقيمين في بلادهم,دون إن تكون هناك قوانين تحمي تلك الأقليات من الانتهاكات الاجتماعية والإعلامية,
وكانت حملاتهم المسعورة الساندة لتوجهات الإدارة الأمريكية الراغبة بالعودة إلى منطقة الخليج, والمنطقة العربية عموما , والسيطرة على مقدرات وقرارات وحريات تلك المنطقة(كتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد),تحت مسميات وعناوين سياسية وثقافية واجتماعية براقة,حملات تطارد كل شبح يحمل لون أو صفة أو سحنة الإنسان المسلم العربي,
إذن ليس هناك فرق في ردود الأفعال,لان الثقافة الغربية(المسيحية أو العلمانية)
سمحت بغباء وجهل وعنجهية مفرطة إلى فتح باب الإساءة للرسول العربي الأكرم محمد ص,تارة عبر الرسوم المسيئة لشخصه ولامته,وتارة أخرى عبر برامج وأفلام وإشارات إعلامية عنصرية بغيضة,ولأسباب سياسية استعمارية معروفة استمرت تلك الإساءات.
ولنسأل الأمة الأمريكية هل ستقبلون بمجموعة مسلمة ان تنتج فلما وثائقيا أو مسلسلا دراميا يسيء لديانة الشعب الأمريكي وقيمه
(مع إن القانون الأمريكي يمنع الإساءة لليهود تحت مسمى المعاداة للسامية,وتسمحون إن تذهب المساعدات المعفاة من الضرائب إلى إسرائيل ,وتحاكمون من جهة أخرى وفقا لمعاييركم المزدوجة, اي مسلم يرسل الأموال إلى الجمعيات الإسلامية الخيرية المنتشرة في بلادنا العربية والإسلامية),
مسألة الإساءة للأديان المتعايشة سلميا يعني إعلان حرب باردة فيما بينها,دون ان يكون للمسلمين أي رد فعل ثقافي يسيء للديانات الأخرى,يعتبر حجة لإعادة الإساءة لهم,على العكس الأمة الإسلامية تحترم الشعوب والديانات المختلفة,
ثم انتم لديكم مواطنون مسلمون أمريكان ,هل تقبلون ان يساء لهؤلاء المواطنون فقط لأنهم مسلمون, مع إنهم شركاء في الوطن ويدفعون الضرائب كبقية المواطنين,
كان العرب ينظرون إليكم على إنكم أمم متحضرة, تصنعون الأمل بتذويب جبال الكراهية والعنصرية الاجتماعية والعرقية والطائفية,
إلا إن الأحداث المتكررة تظهر لنا إن الانحلال والتفكك الأخلاقي والاجتماعي ,والتداخل السياسي الرأسمالي مع ثقافة الشعوب, لن تترك لكم على أي ثقافة مدنية سليمة خالية من الخدوش والنتوءات البارزة ,
نحن ديننا يرفض تحميل الآخرين أوزار مقترفي الجريمة أو الإساءة , قال الله تعالى (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) وردت أكثر من مرة كما في سورة فاطر والأنعام,
ومهما كانت الأسباب فالنتائج وأعذار التي صاحبت أحداث ليبيا ومصر واليمن ودول أخرى مرفوضة,ولكن ماذا عندكم إلا يكفي هذه الثقافة السخيفة الموغلة في والإسفاف تحت عنوان الحرية الشخصية,
نحن نعيش في بلاد الثقافة الغربية ونعرف إنكم ترفضون من المسلمين أظهار ثقافتهم الإسلامية بحرية ,وتمنعون حتى ابسط الحقوق الإسلامية منعتم الحجاب في فرنسا ومنعتم المآذن في مدنكم,هذا من حقكم,
ولكن عليكم ان تتذكروا جيدا إنكم وشركاتكم العملاقة العابرة للسيادات الدولية شرعتم أبواب القرية الكونية للجميع دون استثناء,
وقلتم إن العولمة هي الدين الكوني الجديد, ولكن بشروط,أي بشروط القيم الغربية,
التي عليها أولا وأخيرا ان تعترف بالدين الإسلامي كدين ثالث وتحترم المتعبدين به, يجب ان تحترم في هذا النظام الكوني المسمى النظام العالمي الجديد كل الأديان........
نعتذر لكم عن الإساءة, فهل انتم معتذرون بطريقة حضارية تحترم أديان الشعوب!؟
مهدي الصافي