من اذى رسول الله ؟/علي سعدون جاسم

Sat, 15 Sep 2012 الساعة : 0:48

 

لا زال الشارع الإسلامي متوترا و الجماهير الغاضبة تملا الشوارع في اغلب البلدان الإسلامية و ذلك كما يعرف الجميع بسبب الفيلم المسئ للنبي محمد (ص) و رغم ان هذا الفيلم ليس الاعتداء الاول على شخص الرسول الكريم (ولن يكون الاخير ) الا ان ردود الفعل العنيفة للمسلمين بصورة عامة و في المنطقة العربية تحديدا و التي تمر بظروف التغييرات التي صاحبت الثورات العربية و سيطرة الإسلاميين على الشارع و استغلالهم لعواطف جموع المسلمين لزيادة سيطرتهم على المشهد السياسي و ربما السير خلف الجماهير الغاضبة لكي لا يصدموا بها , و عودة الى الفيلم الذي انتج من قبل منتج لم ينشر اسمه الحقيقي و كان يمس مصر تحديدا كون احد المشاهد فيه لمجموعة من الاسلاميين المتشددين يقتلون مصرية مسيحية في الوقت الحاضر و الشرطة تتفرج دون ان تتدخل مما يعطي انطباعا ان الفيلم موجه الى دول الربيع العربي و التي تمثل مصرا حجر الزاوية فيها و كأن المنتج يريد ان يوصل رسالة ان الانظمة العربية الجديدة سلمت المسحيين و الاقليات الى الاسلاميين المتشددين مقابل مكاسب سياسية .
الملاحظ ايضا ان حب المسلمين الى الرسول الكريم (ص) يكون عموما كرد فعل عند الاساءة الى شخصه الكريم , بمعنى ان هذه الجموع الغاضبة من المسلمين لم يظهروا حبهم للنبي الكريم من خلال افعالهم بالالتزام بسيرته و تعاليم دينه الحنيف فيكونوا مثالا تفخر بهم امة الاسلام بين الامم و انما ينتظرون مثل هذه الاساءات ليبرزوا حبهم بطرق مشروع و بطرق (غير مشروعة) اذت رسول الله (ص) كما جاء في الحديث الشريف ( من اذا ذميا فقد اذاني ) و راينا الغوغاء من هذه الجماهير و هي تصب غضبها على بعض المسحيين الذين لا ناقة لهم في الصراع و لا جمل . كان الافضل من قادة المسلمين ان يكونوا على وعي تام من الهدف الرئيسي لمنتجي هذا الفيلم و الذي للاسف حققوه بتعاون من الغوغاء الذي انجروا خلف العواطف و اعطوا صورة مشوهة للاسلام و كان الافضل ان يوجه المسلمون رسالة موحدة الى منتج الفيلم ملخصها قول الشاعر ( يا ناطحا بالراس جبلا ليهدمها اشفق على الراس لا على الجبل ) .
Share |