أســاليب اختيار مدراء المدارس/رياض كريم العمري
Thu, 13 Sep 2012 الساعة : 15:20

يعد وجود مدير مدرسة فعال في دفة قيادة المدرسة من العوامل التي لها الصدارة في ضمان التغير نحو الفعالية والتميز والإبداع في المدرسة بل ضرورة ملحة في الوقت الحالي , ولا يمكن التراخي أكثر من ذلك , يقول الإمام علي (عليه السلام ): يستدل على إدبار الدول بأربع تضييع الأصول, والتمسك بالفروع, وتقديم الأراذل, وتأخير الأفاضل. وصريح القران الكريم يوصي الأخذ بالأحسن وعدم الاكتفاء بالحسن {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }الزمر18 وهذه الآية الكريمة تؤكد منهج اختيار الأفضل وان نتيجة اختيار الأفضل كان قوله تعالى { فَبَشِّرْ عِبَادِ }الزمر17 البشرى للاختيار الأفضل بأنهم أولوا الألباب , فكفانا هذا التأخير بيننا وبين الأمم, لهذا يتطلب في إتباع أسلوب محكم ومدروس لاختيار مدير مدرسة ناجح وفعال .
وتختلف الأساليب المتبعة في اختيار مديري المدارس تبعا لطبيعة السياسة السائدة في بلد ما ، والظروف الاجتماعية المحيطة بالعمل الإداري فيه ،ويمكن الإشارة إلى مجموعة من الأساليب المتبعة في اختيار مديري المدارس وهي كالأتي :
1- الاختيار الفردي :
يعد هذا الأسلوب مخالفه لمبادئ الشورى في انتخاب المدير ، حيث يرتبط أسلوب الاختيار بعوامل المحسوبية أو الصداقة أو غيرها من العوامل الأخرى أي انها تعتمد على الحكم الفردي أو القناعة الشخصية دون شرط أو أساس معين ، وإنما لمجرد كون المدير من مؤيدي او مناصري من يقوم بعملية الاختيار .
2- الانتخاب الشوري :_
ويستند على أساس الانتخاب المباشر او غير المباشر من قبل أفراد المجتمع التربوي ، ان تطبيق هذا الأسلوب يتطلب وجود تربويين على مستوى واع وقد بلغوا درجه عاليه من الكفاية والثقافة والإدراك لممارسة هذا الحق ، من دون ان تؤثر فيهم دوافع خارجية تشوه الركائز الأساسية التي يتم بموجبها انتخاب المدير .
3- التعليم او طريقة الإعداد المهني :
يكون اختيار مديري المدارس بهذا الأسلوب وذلك عن طريق إعدادهم مهنيا ، في معاهد او مؤسسات جامعيه اختصاصيه ، ويتبع هذا الأسلوب في كثير من البلدان والتي تؤهل المتقدم لمركز المدير ، بعد اجتيازه دوره خاصة وبدرجه معينه يتفق عليها كشرط أساس .
4- المسابقة :-
ويتم هذا الاسلوب في اختيار الأفراد المرشحين او المتقدمين لمركز مدير المدرسة بإجراء امتحان او اختبارات متعددة لتكشف مدى الكفاية الفنية والمهارات الشخصية إضافة الى التفكير العلمي في إدارة المدرسة، والقصد من هذه الامتحانات هو اجراء تصفيه للمتقدمين عن طريق اختبار علمي ونظري .
5- الخبرة والتجربة :-
يعتمد هذا الاسلوب في اختيار مديري المدارس على ما يظهره المعاون او من فوضه مدير المدرسة من البراعة والكفاية التي تؤهله لشغل مركز او درجة مدير في المدارس ، ان اكتساب الخبرة في مجال العمل المدرسي وان كان يعد عاملا ضروريا لتسلم إدارة المدرسة ، ولكن هذا العامل او الإجراء لا يمكن ان يعد العامل الوحيد في الاختيار لان الخبرة العملية في مجال العمل قد تهمل الكثير من الخبرات النظرية ، والتي هي أساس ضروري في إدارات المدارس .
وبعد ان تعرضنا إلى أهم الأساليب والطرق المتبعة في اختيار مدراء المدارس ومعاونيهم نعتقد ان الأسلوب السائد في السابق وفي الوقت الحاضر هو الأسلوب الأول وهنا تكمن خطورة الوضع , بل من أهم أسباب التردي الحاصل في الأداء الإداري في المدارس يعود لهذا الأسلوب الذي يقوم على المحسوبية والفساد الإداري , ولابد من الوقوف ضد هذه (الظاهرة) ان صح التعبير , واعتماد أسلوب علمي دقيق , ونعتقد ان ننتقي أسلوب سادس يزاوج بين أسلوب التعليم و أسلوب الإعداد المهني و أسلوب الخبرة والتجربة وأسلوب الامتحان او الاختبارات, لضمان وصول إدارات تنهض بالمستوى العلمي والمستوى الإداري لمدارسنا, وهذا ليس بالعمل المستحيل , لان أسلوب التعليم والإعداد المهني يمكن حصولها بعد ان يتم اختيار من لديهم الاستعداد ممن ينطبق عليهم أسلوب الخبرة والتجربة وبعد تجاوزهم الاختبارات والامتحانات التي يمثلها الأسلوب الرابع , وبذلك اعددنا مديرا فعالا وناجحا يمكن الاعتماد عليه لان يكون خلاقا للأجواء الإبداعية والتغييرية , وممكن ان نصل بالعقول التي هي أمانة عنده الى بر الإبداع والتميز, وهذا الذي نفتقره اليوم لننافس على التمييز المعرفي مع بلدان العالم.