أسوأ خلف لأسوأ سلف 3/محمد عبد المجيد العبادي
Wed, 12 Sep 2012 الساعة : 23:28

ان مسألة الرأي والرأي المعاكس يتطلب وعيا عاليا وطريقة في التفكير منطقية وموضوعية مجردة عن العاطفية وينبغي أن يكون عقل المرء متحررا ويتصف بالصدق . ومن كان كذلك فرأيه موضع احترام الآخرين حتى وان خالفهم . ومن كان رايه متطرفا ومقيدا بتأثيرات خارجية كان موضع استهجان الآخرين الا من وافقهم تفكيرا وتطرفا . علينا أن ننظر الى الامور نظرة موضوعية لا عاطفية , ان العاطفة تؤدي بصاحبها الى الاتفاق المطلق أو الى الاختلاف المطلق , الاتفاق مع أمثاله في الطرح والنظر الى الأفكار , والاختلاف المطلق مع متطرفين لأفكار غير تلك التي يؤمن بها , أو مع متحررين فكلاهما يضحك على الآخر
بعد هذه المقدمة البسيطة أتوسم بالقراء الكرام أن يتأملوا مليا في المقالات التي يطالعونها وأن لايلغوا عقولهم لأننا بشر لم نكن ذا قيمة ترتجى الا بما حبانا الله عقولا تفكر بمنطق سليم والغاء العقول وتحكيم الهوى نكون أضل من البهائم , ان الصراعات الدينية والسياسية والاجتماعية أساسها طريقة التفكير ,
لقد تعرضت الى انتقاد لاذع نتيجة مقالي السابق الذي يحمل نفس عنوان هذا المقال وانزعج المنتقدون لأني وصفت التكفيريين بما يستحقون . بودي أن أسأل اولئك وأتمنى ان لايبخلوا بالجواب . أسأل : لو أن شخصا قام بذبح أحد أحباؤكم بدون ذنب يقترفه سوى انه خالفه الرأي أو على الأقل لم يبد تأييده كيف يكو شعورك ؟ لو ان أحد أحباؤكم أصبح أشلاءا نتيجة انفجار مفخخة في سوق أو قرب مسجد أو بجوار مدرسة كيف يكون شعورك تجاه الجاني . لو ان أحد الاشخاص خطف أحد احباؤكم وطلب فدية ولا تستطيع اعطائها له لاأنك لا تملكها ما هو شعورك في هذه الحالة ؟ لو ان أشخاصا استباحوا دارك وجعلوه مقرا يطلقون النار على خصومهم وأنت وعيالك مقيدين لاحيلة لكم وقام الطرف الثاني بالرد على مصادر النيران فيولون هم بالفرار وتكون أنت ومن معك طعاما للنار ما هو رأيك في ذلك ؟ لو انك وقعت في يد أشخاص يرومون قتلك بدون سبب وأنت تتوسل بهم وتستجدي عطفهم وترى الشرر يتطاير من عيونهم لا يرق لهم قلب فينفذوا حكمهم ثم يتلذذوا بالتمثيل بجثتك فماذا تقول في ذلك ؟ أريدك تضع نفسك مكان غيرك نالهم ظلم التكفيريين . اريد أن أستفز انسانيتك لتقول كلمة حق ترضي الله
ان مقالي السابق ( أسواخلف لأسوأ سلف ) تعرضت فيه لمثل تلك الحلات البشعة التي تعرض لها الشعب السوري بحجة تغيير النظام , فالنظام السوري واي نظام آخر ليذهب الى الجحيم فأنا لم أعن في مقالي الدفاع عن هذا النظام ولكني تعرضت للأسليب العدوانية التي مارسها التكفيرييم ويمارسونها وهم بالتأكيد لم يأتوا لتخليص السوريون من اضطهاد حكامهم فالشعب السوري اذا أراد أن يقول كلمته فلن يقف بوجهه أحد وخير دليل ما حققه الشعب المصري في ثورته التي نال بها حقوقه