انتهازيو العصر الديمقراطي-فراس الغضبان الحمداني

Mon, 20 Jun 2011 الساعة : 12:03

تكاد إن تكون الانتهازية هي الصفة الغالبة على اغلب منظمات المجتمع المدني خاصة التي تختفي تحت عناوين الثقافة والصحافة والإعلام وخطورتها لا تقل عن الايدز والسرطان فتلك تصيب الأفراد والانتهازية تصيب المجتمعات ومنظمات المجتمع المدني .
ولهذه الانتهازية أبطال لهم مهارات عالية وثقافة خاصة يستطيعون من خلالها فتح كل الأبواب الموصدة والتسلق لكل الوزارات والرئاسات ولديهم القدرة في إقامة مؤتمرات ومهرجانات يخدعون فيها كبار الشخصيات ويحولونهم إلى كبش فداء لتحقيق أهداف هذه المنظمات الوهمية وشخصياتها البهلوانية وهذه الحقائق يعرفها اغلب الوسط الإعلامي والكثير من عامة الناس الذين يتابعون هذه المسرحيات الساخرة من خلال الفضائيات التي تشترك دائما في الترويج مقابل ثمن لهذه اللعبة المضحكة التي عادة ما يقع فيها المسؤولين من وزراء وما فوق إلى نكتة تثير الضحك والسخرية .
إن وقائع هذه المهرجانات تجعل البعض يصاب بالإحباط والبعض الآخر يدخل في غيبوبة من الضحك الهستيري عندما يشاهدون هؤلاء البهلوانات المتخصصين في فعاليات منح الوزراء والمسؤولين والضباط والسواق والإداريين وبائعي لبن( اربيل والفيترجية) وهو يلبسهم الوشاح ويمنحهم درع الإبداع والعجيب والغريب في القضية إن الكل يأتون ملبين دعوته وهم فرحين ومستأنسين ليكونوا وبإرادتهم مضحكة للعباد .
إن هذه الشخصيات الكارتونية المعروفة بالنصب والاحتيال وهي تتصدر المجالس وتجلس في الخط الأول مع أصحاب المعالي الذين لا يمتلكون الحد الأدنى من المعلومات عن هذه المنظمات وطبيعة هذه المهرجانات وربما كانوا ضحايا لمستشاريهم الذين وقعوا هم أيضا ضحية لعمليات النصب أو أنهم كانوا شركاء في هذه المسرحية التي لهم من خلالها مكاسب وإغراءات وصفقات وان أـسرار هذه اللعبة كشفت ولم تعد مخفية وخاصة بعد إن بدأت تمارس على نطاق واسع وبمشاركة كبار الشخصيات التي يفترض أن لا تكون راعية إلا للنشاط الوطني الحقيقي الذي تنظمه شخصيات لها تاريخ نظيف وكفاءة ونزاهة لا احد يستطيع إن يشكك فيها .

إن الخطورة في هذه اللعبة أنها تضفي الشرعية على منظمات وهمية وعلى شخصيات تمارس الدجل باسم الديمقراطية وتنطلق من خلال هذه المهرجانات بهلوانات لاختراق كبار الشخصيات البرلمانية والحكومية والسياسية وخير مثال على ذلك إن البعض من الوزراء والبرلمانيين وشخصيات أخرى معروفة مثل أياد علاوي وغيره قد تم اختراقه من قبل مجرمين وسفاحين يتزعمون منظمات والتقطوا معهم الصور ودخلوا مقراتهم واستخدموا قربهم وسيلة للتغطية على عمليات النصب والاحتيال وتنفيذ عمليات إرهابية خطيرة ويتطلب هذا الأمر وعيا استثنائيا من كبار المسؤولين وخاصة الأجهزة الأمنية لتدقيق عمل هذه المنظمات والجهات الداعمة لها ومعرفة الشخصيات التي تقودها وارتباطاتهم المشهودة وكفاءتهم ومهنتهم الحقيقية لنقطع الطريق عليهم وعلى أهدافهم المشبوهة .

ولعل عملية تطهير المنظمات سيحمي البلاد وكبار المسؤولين خاصة من مهرجانات ومؤتمرات تسيء إليهم وتهز ثقة الشعب بمصداقيتهم لأنهم يعرفون هذه الشخصيات البهلوانية ويستغربون من قدرتها في استدراج رموز الدولة العراقية لمهرجانات شعارها الإبداع وجوهرها النصب والاحتيال ولعل خطورتها الثانية تتمثل في تهميش وإقصاء المنظمات الحقيقية التي لم تجد لها موطئ قدم في هذا المارثون الانتهازي .

[email protected]

Share |