أسوأ خلف لأسوأ سلف 2/محمد عبد المجيد العبادي
Tue, 11 Sep 2012 الساعة : 1:30

ي مقال سابق يحمل نفس عنوان هذا المفال لم يحسن بعض من طالعه فهم مغزاه , لم أقصد في ذلك المقال الدفاع عن نظام الأسد , فالأنظمة الشمولية التي تتعارض مع مفهوم الديمقراطية لا يمكن لأي عاقل الا أن يمقتها ويذمها .
ولكن ما أردت بيانه ان ما يحدث في سوريا لا يمكن أن نسميه ثورة شعب يريد تغيير نظام , والشعب السوري اذا أراد ذلك فليس به حاجة الى استدعاء مرتزقة لا يفهمون غير القتل والذبح والترويع والخطف .
ان الأحداث في سوريا مفروضة على شعبها لأن ما يعانيه اليوم من العنف والتدمير واستخدامه دروع بشرية أشد وطئة من اضطهاد حكامه له .
ان المرتزقة القادمين الى سوريا من بلدان مثل ليبيا وتونس والسودان ومصر واليمن بتمويل قطري وتسليح سعودي وتسهيلات تركية وكل ذلك معلنا ... فليس من المعقول ان الشعب السوري يهمهم ويقض مضاجعهم , فالشعب ليس عاجزا عن اجراء التغيير , ولكن أهداف هؤلاء المرتزقة قد بانت من خلال تصريحاتهم وشعاراتهم التي تتسم بنفس طائفي مقيت وتسعى الى الاضرار بمصالح الشعب السوري والسعي الى تقسيمه .
ان التكفيريين لا يفهمون الا ما هو مسطور في أدمغتهم ومن يعارضهم يلقى الموت والتمثيل . ان ما يرعبهم ما توحيه لهم عقولهم المريضة من فرضية المد الشيعي فيعملون على انه واقع ولا بد من التصدي له وافشاله وهذا السبب الذي قاد المتآمرين الى فعل فعلتهم في سوريا
فلننظر الى الثورة التي قام بها الشعب المصري ضد حكامه , فهي ثورة بكل ما تعني الكلمة , تظافرت جهودهم وكانوا على دراية بما يصنعون فتسلحوا بايمانهم بقضيتهم ولم يسمحوا لأي طرف خارجي بأن ينوب عنهم في ثورتهم المباركة .
الثورة في مصر واضحة المعالم . شعب ثائر وحكومة متسلطة . وتحقق للشعب الثائر ما كان يحلم به فاستجابت الحكومة لمطاليبهم وقررت الرحيل عنهم,ِ فانتصرت الثورة ولم تذهب دماء الشهداء هدرا . ولم نشاهد أو نسمع حرب شوارع وقتل وذبح وخطف ونهب وسيارات مفخخة كما يحصل اليوم في سوريا .. واذا كان ما يحدث فيها ثورة فسحقا لهاتيك ثورة