ما زلنا .. ورقة !/ سالم مشكور
Tue, 11 Sep 2012 الساعة : 0:27

في العراق والمنطقة نسمع التحليل الاتي عن موقف ايران من الموضوع السوري : ايران تدعم النظام السوري بكل قوتها لانها ترى سقوط هذا النظام يعني انهيار محور(ايران- سوريا – حزب الله) . المؤيدون لهذا المحور ينظمّون الى قائمة المتخوفين من زوال نظام الاسد ويذهبون الى مواقف تضعهم في خانة الداعمين له، فيما معارضوه يتمنون سقوط هذا المحور لتخلوا الساحة الاقليمية للمحور الاخر المنافس.
في العاصمة الاميركية نسمع تحليلا آخر للموقف الايراني هذا خلاصته ان إيران تعي تماما أن نظام الأسد ساقط لا محال وان كل الدعم الذي يحصل عليه إقليميا ودوليا لا يمكن ان يحميه من مصير محتوم إنما قد يؤجل هذا السقوط ربما لأشهر. لكن إيران – والتحليل لدوائر واشنطن- تدعم نظام الاسد بما أوتيت لإطالة عمره ما استطاعت . هدفها هو الضغط لإشراكها في صفقة الحل ، أي ان تكون جزء من الصفقة ، تماما كما كانت في صفقة حل الموضوع الافغاني في مؤتمر بون الشهير ، وفي عملية إسقاط نظام صدام بالاجتياح العسكري الاميركي عام 2003 .
وحسب هذا التحليل ،المستند على معلومات كما يبدو، فان كون إيران جزء من صفقة حل الموضوع السوري سيعني ان تبعات هذا الحل لن تطالها بالضرر وبالتالي ستتمكن من حماية مصالحها الاستراتيجية في المنطقة .
الموضوع السوري الذي لم يكن رئيسيا في قمة عدم الانحياز في طهران مؤخرا ، كان محورا أساسيا في اللقاءات على هامش المؤتمر ، التي جرى خلالها إيصال رسائل دولية الى الجانب الايراني ربما لم تكن بعيدة عن الدور الايراني في صفقة التغيير السوري.
اين هو موقع العراق من كل هذا؟ يجيب مطلعون في واشنطن بان "العراق هو حاليا الجسر الذي تستخدمه إيران في جهدها لدعم الاسد سعيا لحصتها في التغيير ، ينتهي دوره عندما يتحقق الهدف الايراني."
لو صحّ هذا التحليل فان العراق سيظل الوحيد – كما يبدو – الذي يدفع ثمن دوره الحالي ، سوءً في علاقاته مع النظام القادم في سوريا ينعكس سلبا على أمنه وإستقراره الداخلي ، مثلما دفع خلال السنوات السالفة ثمن عداء واشنطن لدمشق ، كثيرا من دماء أبنائه على يد انتحاريين درّبتهم سوريا ودفعت بهم داخل حدودنا .