فرقد الحسيني في ذمة الخلود/هيثم محسن الجاسم
Tue, 11 Sep 2012 الساعة : 0:08

لااصف الفرقد الا بالفرقد بجمال روحه ونبل خلقه ووسامة خلقه . جاء الى محيطنا وكانه جزءا من التغيير الذي حل بنا بعد سقوط الصنم . وكان مترعا بالحياة والتالق والابداع . يحمل بين جوانحه قلبا كبيرا يسع العالم كله ولايفتر الا عن ابتسامه طيبة تثلج قلب اليائس والخسران وتزرع الامل بحياة اكثر اشراقا وسعادة .
لم اسمعه يتكلم بياس او احباط او استسلام قط ، كان متفائلا بان الغد يحمل المفاجات لنا . وينصحنا بالصبر مع المثابرة لتحقيق الهدف المرجو .
جاء من خلف الافق يطوي الافق ليضعه بين ايدينا وكانه يقول لاشىء اسمه المستحيل بعد الان . ذهب الطغاة الى مقبرة التاريخ والان نحن نصنع التاريخ . ولاننا نعشق الكلمة وننفخ فيها الحياة رحنا نكتب بحرية مطلقة لاحدود ولاخطوط حمر وتفرقنا كلا ينشد هدفا وفي كل طريق نقطع شوطا فيها كان هناك فرقدا موهوبا رائعا . شاعرا وفنان وكاتبا واعلاميا وقائدا .
يتعلم ويمنح العطاء كانه يؤثث للحياة الجديدة التي قرر ان يمنحها للاجيال الناشئة التي تسبح في نور الحرية لكي تعيد للعراق القه وروعته التي سلبها الطغيان .
سيبقى الفرقد فرقدا يتلالا في سماء العراق . كان يعيش ليمنح الحياة للاخرين ولم ينتظر ان يقلد او يكافىء على عطاءه السخي . لكن احباب الله يختارهم له وكي يعيشوا للابد خالدين يمن عليهم بالشهادة ليبقوا احرارا وشموسا ساطعة تنير الامل في طريق الاجيال الناشئة .
رحل الحسيني مضمخا بدمه كجده الحسين حرا وعظيما لم يهادن او يماري او يجامل او يخون . رحل متوجا باوسمه المجد ليبقى حيا دائما مثل نجما يتالق في سماء الوطن . ستبقى يافرقد قمر يضىء ليالينا كلما حل الظلام بنا ليبده فاتحا افاقا لنهار ينيره شهداء العراق بتضجياتهم لمجد جديد .