التعلق بالوطن والحنين اليه من أصعب الأشياء على الإنسان. فالغربة عليها مآخذ ولها ديون، مأخذها متمثل بصعوبتها ومرارة الوحدة وطول الانتظار، ولها دين فهي تعلمنا درس ليس ككل الدروس درس يتمثل في الاعتزاز بالانتماء والفخر بوطننا. قد يتسأل أحد ما أن ماؤنا مالح وشحيح وشمسنا حارقة والخدمات  قد تدهورت، حرارة شمسنا وشحيح ماؤنا لن يفصل بيننا أو يقلل من حبنا لبلدنا.  وجدت في غربتي  شيئاً أثمن من الحرية في الولايات المتحدة الامريكية وجمال طبيعتها، حينئذ ادركت أننا أجساد بلا أرواح قلوبنا هناك في بلداً كُتب عليه أن يعانق أبناءه الأنفجارت التي دبُرت بأيدي خفية هدفها الوصول الى إشعار المواطن بأن رجل الأمن غير قادر على ان يفعل شيئاً وجعل المواطن فاقداً للثقة. حزني على بلد ابكته واتعبته الحروب وغدره الجيران الذين طالما أطعمناهم بأيدينا وفتحنا لهم قلوبنا، عطشنا لنسقي ضمأئهم وجعنا لإشباعهم. اليوم يردوا الجميل ويغرسوا أنيابهم لقتل الشباب وبراءة الطفولة...  حتى اضحت بغداد تبكي لغدر جيرانها. اليوم ذي قار تستغيث بأخوانها فودعت كوكبة من الشهداء، ولبست الحزن والسواد على ابنائها، وأبت ميسان وباقي مدن العراق الأ ان تشارك أختها في العزاء. أهل الضلالة  يقتلون البراءة ويزرعوا الحقد والدمار وكأننا الرجل المريض الذي يُراد اقتسام أملاكه. أفكارهم الخبيثة قتلت أبنائنا ويتمت اطفالنا، اي فكرا هذا الذي يدعون اليه؟ فكراً يبيح دم الطفولة وقتل الأبرياء..! أنه فكراً بلا دين ولا ضمير دفعتهم مصالحهم ليقتلوا ويدمروا كل شي، أن من يبيح دم المسلم لا بل أي أنسان بريء ما هذا إلا دليل واضح يعكس مدى الانحطاط الاخلاقي وقلة المعرفة فهم لا يزالوا تحكمهم أفكار الجاهلية، فأن كان دينهم يدعوا الى قتل الابرياء فالكفر بدينهم فضيلة. وستبقى اللعنة أبدية على من أراق تلك الدماء الزكية. لنجعل من هذه الأحداث المؤلمة حافزاً لتكاتفنا والإحساس بالمسؤولية تجاه ما يحدث كل يوم في العراق، وافشال المؤامرات التي تحاك خارجاً لإبقاء العراق ضعيفاً، وضرب الانجازات والمكاسب التي حققها العراق العظيم كإخراج الامريكان بطريقة دبلوماسية، وجعل بغداد مقراً لانعقاد القمة العربية بالإضافة الى إنجازات عديدة. الكثير يتفق هنالك أخفاق وأهمال وفساد إداري في بعض مفاصل الدولة وهذا لايمكن معالجته الا بتغليب المصلحة العامة والإحساس بالمسؤولية من منطلق أخلاقي نبيل يتشارك فيه الجميع لحقن دماء الابرياء وتفويت الفرصة على اعداء العراق.

صلاح رزاق الحميداوي

طالب دراسات في العلوم السياسية / قسم العلاقات الدولية

جامعة : سوذرن الينوي الولايات المتحدة الامريكية