كل فراق يحدث بين الأهل والأحباب مؤلم ولكن هناك دائما أمل إلا فراق الموت والذي لا يجتمع بعده إلا الذكريات هذا هو الموت الذي يغيب الاعزاء وهذه مشيئة الله ولا اعتراض على مشيئته وحكمه وقضائه ولكنك الشهيد الامن الحي•لقد غاب الاخ والصديق ابا علي ذلك إلانساًن الغالي والعزيز على قلوبنا جميعا، فلقد فقدت ألاسرة الثقافيه المفكر والاديب والشاعر المغفور له باذن الله الاستاذ فرقد الحسيني وهو يادي واجبه بشرف وامانه كما هو معهود اليه .

إنه رجل وإنسان بكل معنى الكلمة، قام بعمله على أكمل وجه بكل إخلاص وتفان وبكل طيبة ورحابة صدر، كان يعمل بصمت وصبر ويؤدي عمله بكل إتقان لكل من يطلب منه على السواء كان يعمل عملاً متواصلا من دون ملل ولا كلل حتى في ساعات راحته، كان كالملاك الطاهر يشاركنا أفراحنا وأحزاننا بوجهة الطيب الحنون وبابتسامته المعهودة لكل الحاضرين يرضي الكل ويفرحهم يشارك زملاءه أحزاننهم ويمنحهم المشورة وبالرأي السديد كالأخ الكبير والأب الحنون• فهو الحارس الأمين الذي لا يكل ولا يتعب انسانا مؤمنا بربه وبقضائه ويبادر العمل بصمت وإخلاص هذا ابا علي كما عرفناه دائما•

في هذا اليوم 9 – 9 - 2012 استشهده على اثرعمل ارهابي جبان وحملته الاكتاف ولكننا نراه ولا يفارقنا خياله نراه على مكتبه وبين أوراقه، وفي حديقة المركز الثقافي في سوق الشيوخ وفي كل ركن من أركانه، فكان قدوة للجميع بالتسامح وبالأخلاق الفاضلة، كان حقا رجل السلام رحمه الله•

إنه إنسان لا نستطيع نسيانه ابداً، فلقد أعطى وأجزل العطاء وأفنى عمره في عمله وأحبه بكل إخلاص ولا يسعنا في هذا المصاب الأليم إلا أن نسأل الله لنا ولأهله الصبر والسلوان- ونطلب من الباري عز وجل أن يغفر لشهيدنا الحي ويرحمه رحمة واسعة ويسكنه فيسح جناته وانا لله وانا له رجعون •