ان التعليم في العراق عموما وفي ذي قار خاصة يمر بمنعطف خطير اذا لم يتداركه الشرفاء وينتشلونه من الهاوية ستحل الكارثة . لا يخفى على أحد ان التعليم هو العمود الفقري لأي مجتمع وحيث ما كان التعليم ناجحا يكون لذلك انعكاس ايجابي على كافة شرائح المجتمع والعكس صحيح , ومما يبعث على الأسف ان أغلب المسؤولين عن التعليم في العراق لا يشكل عندهم هذا المرفق الحيوي أي اهتمام الا القليل ممن أفنوا حياتهم من أجله , فهم مؤمنون بأن حياة الأجيال ورقيها مرهون بايمانهم واخلاصهم بعملهم وتفانيهم في واجبهم وهذا ما لا نجده لدى الكثيرين . فالمدراء العامون لا يكادون يبرحون كراسيهم فهم آخر من يعلم عن حقيقة التعليم , حتى أصبحت بشرتهم ناصعة البياض لعدم تعرضها لضوء الشمس , ومدراء الأقسام منشغلون في البعثات والمقاولات والعلاقات مع غريماتهم , والمعلمون وما أدراك مالمعلمين لم يصونوا الأمانة والواجب المقدس وبالتأكيد لا أعني جميع المعلمين فمنهم المخلصون في التعاطي مع هذه المهمة المباركة . ان التعليم بحاجة الى معالجة سريعة وموضوعية وكشف أسباب الضعف وايجاد الحلول الناجعة بضمير حي وصدق النية والارادة المؤمنة بما تقوم به , ان مشكلة المسؤولين عن التعليم من غير التعلميين والتدريسين يوعزوا هذا الخلل الى المدارس واداراتها متناسين دورهم أو عافين انفسهم من المسؤولية وغير عارفين كيفية تشخيص الخلل , وأنا أجزم ان المدارس التي تعاني من فشل وتلكؤ في عملها مرده الى المسؤولين , وأقصد بالمسؤولين مدراء عامون ومشرفون وأداريون ونقابات المعلمين , عليهم أن يملكوا الشجاعة في تشخيص العلة حتى لو كانت على أنفسهم ليتسنى لنا ايجاد الحلول مع أمنياتي بأن يتحقق هذا الحلم