الحضر والحجر على المراة جريمة انسانية كبرى/المحامي يوسف علي خان
Sun, 9 Sep 2012 الساعة : 21:22

ان الاعتداء الذي يقع على شعب من الشعوب الذي قد لا يتجاوز تعداده العشرة او العشرين مليون من قبل اية دولة غاشمة هو اعتداء صارخ على المنظومة الانسانية في هذا العالم فكيف اذا كان الاعتداء على نصف البشرية او اكثر... و كيف سيكون شكل الاعتداء ؟؟؟؟ فقد يحاول المتشددون الاسلاميون في بعض الدول ان يقيدوا المراة بقيود ينسبوها الى فروض الدين ومتطلباته على اعتبار الاسلام هو الشريعة الواجبة التطبيق في الحياة العامة في العالم الاسلامي بل ويريدون ان يفرضوه على البشرية جمعاء ويمحقوا بقية الاديان والشرائع التي تنتشر في العديد من المناطق وحتى في العديد من البلدان الاسلامية ... ولكن العجيب الغريب فقد تركوا كل الفروض والمقتضيات الاسلامية وما حواه القران من العديد من نواحي الحياة التي وضع لها شرائع وقواعد وقوانين اذ تغافلوها وغضوا الطرف عنها وتشبثوا بتلابيب المراة وكأن الاسلام جاء لبحث شؤون المراة فقط ووضع القيود والسلاسل التي تقيدها والتضييق عليها اذ ان الله قد وجد كل امور البشر على احسن ما يرام إلا ما ارتكبته حواء من اثم تجاه ادم وتحملت جريرته كل نساء العالم من يوم الخليقة حتى يومنا هذا .. فقد اضحت المراة عقدة رجال الدين وشغلهم الشاغل ولا هم لهم سوى البحث بما يزيدها قهرا محاولين ان يجعلوها مجرد احجار لاارادة لها ولا حياة فيها فحاصروها وحاولوا خنقها الى درجة الوأد كما كان يحدث في جاهلية العرب الافذاذ وكما ذكروه عن عمر مع ابنته خير شاهد على ذلك حينما قالت لابيها عمر وهو يؤدها تحت التراب ((( يا ابتي انفض لحيتك من التراب ))) وهي عبارة جاء ذكرها في العديد من كتب التاريخ والعهدة على المؤرخين فهم كالمنجمين الذين قيل فيهم المثل (( كذب المنجمون ولو صدقوا )) فانا لا اثق بحرف واحد من كتب التاريخ وما كتبه المؤرخون .. فقد قابلت في السبعينات من القرن الماضي احد اكبر كتاب التاريخ الذي اصدر موسوعة ملفقة والتي يعتمد على مادون فيها للاسف الشديد الكثير من قراء التاريخ حيث قلت له عندما جاء بمجلداته التي طبعها على حساب حكومة البعث انذاك .. انك يااستاذ قد دونت الكثير من الاشياء بغير ما حدثت واضفت اشياء لم تذكرها كتب التاريخ ونسبت اشخاص لا وجود لهم في مجرياته وهي امور خاطئة سيتداولها الكثيرون معتمدين عليها باعتبارها مصدر موثوق به فاذا به يغتاظ ويزمجر وهددني بالاخبار عني فاضطررت السكوت خوفا مما يمكنه ان يصل اليه حيث كان على ارتباط مباشر بالقيادة العليا ايام حكم البكر ومساعده صدام .. وبعد مضي اربعون سنة على الحادث قد اضحت موسوعته التاريخية مصدر كبير يشاد بها لدى ذكر احداث التاريخ ومصدر مهم لدارسيه .. مع ان معظم ما فيه مجرد اكاذيب وتلفيقات مجد فيها اناس نكرات جعلها جزء من التاريخ دون وجه حق .. وقس على ذلك فالعديد من المؤرخين للاسف كتبوا التاريخ بما يشتهون لا بما كان قد حدث فعلا في حينه .. ومهما يكن من خبر وأد البنات في الجاهلية إن كان ذلك صحيحا او افتراء على عمر وغيره مما كانوا يأ دون بناتهم فهي ظاهرة مروعة اذ كيف تقتل الموؤدة بدون ذنب سوى لكونها انثى... مع ان الله خلق الذكر والانثى على قدم وساق دون فروق او تفضيل ولكن حادثة الوأد للاسف مذكورة في القران مما يدل على صحة ممارستها فهي جريمة كبرى واعتداء صارخ على ارادة الله وكان المفروض على من يأتي بعد ظهور الاسلام والدعوة له ان يلتزم بارادة الله ويكرم هذا الجنس البشري لان احتجازها في بيتها وبين جدرانه الاربع واخفائها وتقيد حريتها مخالفة لكل الشرائع السماوية .. وان كل الشرائع قد كرمت المراة ومنحتها كل اوجه المشاركة مع الرجل إلا العرب المسلمين اذ ان هناك العديد من الدول الاسلامية مثل الباكستان واندونيسيا وغيرها من دول شرق اسيا قد اباحت للمراة ان تتبوأ ارفع المناصب في الدولة حيث شغل البعض منها رئاسة الدولة او رئاسة الحكومة وغير ها من المناصب الرفيعة ونحن لا زلنا نعيد المراة الى الوراء والى عصر الجاهلية المتخلف بادعاءات باطلة يرفضها الدين الاسلامي الحنيف دين السماحة والحرية والاعتراف بالقيم الانسانية والذي كرم المراة بذكر سورة كاملة في القران باسمها فشوهه بعض الدعاة الجهلة المبتلين بعقدهم النفسية التي يعكسوها على مواقفهم الظالمة تجاه المراة فقد عظمها الله ورفع منزلتها ويريد المرجفون ان يحطوا من كرامتها ويخالفون شرع الله بما وضعها فيه من مكانة و قدر اوصى به جنس الرجال... فجحدوا بامر الله وخالفوا توصياته .. فان كان قانون العقوبات قد نص بمواده على معاقبة من يعتدي على فرد من الناس بالضرب او الايذاء او تقييد حريته بالسجن بل وحكم على من يقتل انسان واحد بعقوبة الاعدام ان كان قاصدا ومتعمدا فبماذا سيحكم على من يريد ان يقيد حرية اكثر من اربعة مليار امراة موجودة على سطح الارض وتكوّن اكثر من نصف البشر... وهو ما يدعو اليه المتشددون فهل ستكون عقوبة الاعدام كافية بحق امثال هؤلاء... فقد ظهرت الاديان كي تطهر النفوس وتنور العقول والافكار وتدعو الى الرشاد والعدل والانصاف والمعاملة الحسنة.. فهل هذه المواقف والدعوات هي ضمن ما دعت اليه الاديان .. وهو ما كلف به الخالق انبيائه ورسله لهداية الناس ونشر فروضه بما انزله عليهم من كتب مقدسة لايحق لغيرهم تأويل ما جاء فيها وعليه فاليؤمن كل فرد بما يفهمه من دينه ولكن ليس من حقه ان يفرض فهمه على الاخرين امراة كانت ام رجل فان كان الشخص امراة او رجل اميا وجاهلا جهالة مطبقة في دينه فان مجرد الايمان في قلبه كافيا له... وعليه ان يخضع في شؤون حياته الاخرى الى القوانين الوضعية ويحتكم لها لا ان يلتجيء الى المفسرين من رجال الدين الذين يفسرون العقائد بما يفهمونه هم ويلزمون الاخرين ان يسيروا وفق فهمهم فهو امر مرفوض وغير جائز مما يدعو الى انهاء دور الدعاة والمفسرين وانهاء دورهم في تثقيف الناس بتناقض مفاهيمهم المتعارضة للدين واليتركوا الناس من الجهلة والمتخلفين والبسطاء والسذج ان تحكمهم القوانين الوضعية التي يشرعها لهم بني البشر بما يتلائم وزمان وضرف الوقت الذي يعيشونه فهو اسلم لهم بادامة حياتهم على الوجه الاكمل دون تناقضات وتعارضات وارباك وكما يحدث اليوم من حيرى في النفوس واضطراب في العقول لدى الشرائح العظمى من المجتمعات الاسلامية بسبب تعارض الفتاوي وتناقض التفاسير.... اذ اتخذ العديد مما البس نفسه لبوس الدعاة ان يفتي بما يقيد حرية المراة ويزيد من قيودها واو صلها الى ماهي عليه اليوم من جلابيب واغطية ما جعلها مجرد اشباح وهي تصدق هؤلاء الدجالين... المنتشرين في جميع اوساط المجتمعات المختلفة وفي كافة طوائفها الدينية وهي بالتاكيد ستكون سبب تفكك هذا الدين وشرذمته وانهائه في نهاية المطاف... ويكون المسبب الوحيد لهذا التشرذم هم نفس هؤلاء الدعاة المتزمتين الذين يدعون اليوم الى هذا التشدد بسبب اجتهاداتهم المغلوطة البعيدة كل البعد عن مقاصد الشريعة الحقيقية التي ليس من حق غير الانبياء تفسير وتأويل ماذكر في تلك الكتب من ايات بينات فلم يخول الله احدهم غير ما ارسله من رسل.... ولم تذكر تلك الكتب المقدسة احقية التفسير لفروض الله سوى ما انتهى من انبياء... ولم تشر كل الاديان الى وجوب خنق المراة والتضييق عليها وحجزها بين جدران بيتها او تكون عبدة او امة طيعة للرجل فحتى في عصر تواجد العبيد واستعباد االانسان لاخيه الانسان فلم تقتصر في ذلك الوقت العبودية على المراة بل شملت عبودية الرجل والمراة على السواء حتى جاء الاسلام وطالب بتحرير كل العبيد رجالا ونساءا على السواء ..فكيف يسوغ الرجل لنفسه استعباد المراة والضغط عليها واكراهها بالخضوع والاستسلام والعالم الاسلامي يعيش خلال دين كان في قمة السماحة والدعوة الى الحرية حتى في العبادة ... حيث قال من شاء منكم فاليسلم ومن شاء ان يبقى على دينه فلا تثريب عليه .. فان كان قد منح الناس الحرية حتى في عقيدتهم فكيف يجوز للرجل ان يكبل النساء ويقيد حريتهن بما يخص حياتهن الشخصية ..وهل يريدون الدعاة ان نعود الى وأد البنات فحجز المراة شبيه بقتلها.. لقد تدخل بعض الدعاة بحياة ثلثي الشعوب... فمصر مثلا فيها الفنانون والفنانات وهن يشكلن شرائح ضخمة قد تزيد اعدادها على المليون شخص من الرجال والنساء فاعتبروا الفنون كلها حرام والفنانة داعرة ممثلة كانت ام راقصة ام مطربة فما لك وما لها يارجل الدين.. فهي حرة بما تفعل فلها عالمها ولك عالمك فاذهب انت الى المسجد ولا تتقرب الملاهي او المسارح فللفن عالمه وناسه ومعجبيه فليس من حقك ان تعتدي عليهن وتشنع بهن كما فعل احد الدعاة وتحاول منع المسابح والبلاجات في البلاد باعتبارها رجس من عمل الشيطان .. فاعتبرها كما تشاء ولكن ليس من حقك ان تعارض كل هذه الفعاليات وتمنعها وتعتبر كل العاملات في هذه الحقول داعرات فلهن اجوائهن الخاصة فابتعد انت عنها ودع الخلق للخالق لا شأن لك فيه فهناك الملايين من البشر من تنظر غير نظرتك لعموم الفن وهناك الملايين من يذهبون الى المسابح والبلاجات فان كنت ترفض كل هذه الامور بامكانك ان تبتعد عن عالمها فهي لاتتقرب اليك ولا تلزمك بشيء واذا لم تشأ ان تنظر الى التلفاز فغير القناة او اقفله او لا تقتنيه اصلا وعش في قوقعتك وبين مسبحتك وسجا د تك وصلاتك ومسجدك فلكل انسان اسلوب حياته فليس من العدل والانصاف بل وحتى من الدين ان تلزم الناس بغير ما تريد طالما لا تعتدي عليك او تضايقك في عقر دارك.... اما ان تعتبر اي انسان كافر وزنديق فحسابه مع الله وليس معك انت... اما محاولاتك في التضييق على الناس خاصة النساء منهن فسوف يتخلى عنك الجميع في نهاية الامر وتخسر المعركة وتكون قد اسأت الى الدين نفسه ولن تستطع ان تغير ما تدعو له وتلغي حياة الملايين من البشر التي اعتادوها كي يعيشون على ماتريد و ان تنتزعه منهم متذرعا بحماية المراة والدفاع عن الاخلاق ونشر الفضيلة وكلها ادعاءات باطلة وتظليل من اجل حجر المراة والهيمنة عليها وسجنها داخل دوافع انانيتك ايها الرجل مهما اتصفت من صفات وتبرقعت بجلابيب فالدافع واحد ليس كما تدعي من دفاع وحماية وشرف .. فالمراة ليست بحاجة لتزكيتك فهي محصنة شريفة دون الحاجة الى رأيك فيها مهما حاولت ان تكيل لها من تهم فسوف تبقى هي الانسان وليست الانثى وانت الذكر .. ثم الا تخجل ايها الرجل ان تعتدي على من حملتك وهنا على وهن وانجبتك من رحمها وحملتك على اكتافها كي ترضعك لبانها ثم تجازيها بحبسها وغمط حقوقها وسلب حريتها وتخالف شرع الله وانت داعية الدين وحملة لواءه..وهل بامكانك ان تعيش من دون المراة وانت في حقيقة امرك تلهث اليها وتحاول ان تطبق شرع الله بثلاث ورباع او ما تملك فيه جيوبك من اموال لا ادري ان كنت قد جمعتها بالحلال ام بالحرام... فتتغافل عن كل مقتضيات الدين إلا في الاكثار من النساء وجمع اكبر عدد منهن داخل قوقعة بيتك ...وهل كنت ستكون موجودا ايها الرجل لو لم تكن المراة... فوجودك مرهون بوجودها ومتعتك التي لا تعرف شيئا اخر تستمتع به إلا بها... لانك قد حرّمت على البشرية كل انواع المتع الذي خلقها الله لنا او ما انجزه البشر من مظاهر الرفاه والنعم التي كانت نتاج العلم والمعرفة والحضارة التي شملت العالم باسره وتريد ان تجرد المسلمين وتبعدهم عنها .. فالشرائع السماوية معتقدات فردية وشخصية لا يحق لا لرجل الدين ولا لغيره ان يتدخل بها ويحشر نفسه بين العبد وربه فمن يعتقد من الدعاة بانه يفهم بامور دينه فعليه ان يصلح نفسه ولا علاقة له بغيره من الناس (( فلا تزر وازرة وزر اخرى )) فلم يذكر الله بندا اخر في الايات فيقول وعلى الناس طاعة الدعاة فليس هناك قول مثل هذا في القران فاتركوا الناس تصرف امورها بما تراه صالح لها وبقدر فهمها لدينها وكل انسان مسؤول عن نفسه يوم القيامة وامام الله .. وعلى الناس ان تلتزم بالقوانين التي تضعها لها حكوماتها فتطبق الجيد منها وتعترض على ما تراه مجحف بحقها وتطالب بتعديله او تغييره ولا يقحم الدعاة الناس بما يدعون بكونه ثوابت فيحرجون الناس بما يجدون فيه ضررا لهم والعيب ليس بما ورد في الكتب المقدسة بل العيب بما يفسره المفسرون فتثور المشاكل وتقع الازمات فعلينا ان نشرع القوانين للجميع لا نفرق فيها بين الذكر والانثى فهو شأن من شؤون الفراش وبين الازواج اما في الحياة العامة فما يسري هو قانون البشرية لا قانون الاجناس فالمراة والرجل في ميزان واحد يقاسون بكفاءاتهم وعلمهم ودرجة ثقافتهم لا بالذكورة والانوثة التي يريد بعض الدجلة من الرجال جني الفوائد والمكاسب بهذه التفريقات ...!!!!