المستعمرات البارزانية في مناطق السورانيين/سوران سليم جندياني

Sun, 9 Sep 2012 الساعة : 20:24

 

يعتقد كثير من الناس أن صدام حسين كان غبياً وان نظامه كان نظاما فاشلا بكل معنى الكلمة، ولكن الحقيقة غير ذلك. فكما استطاعت الحكومات العراقية السابقة المساعدة في إحداث الانشقاق الكبير عام 1964م بين جناحي الحزب الديمقراطي الكردستاني العشائري بقيادة ملا مصطفى بارزاني، والتقدمي بقيادة إبراهيم احمد وصهره جلال طالباني ، وظهور مصطلح (الجلاليين ) و (الملائيين). كذلك استطاع صدام حسين تعميق الشرخ بين حزبي طالباني وبارزاني عن طريق إجراء المباحثات الفردية مع كل طرف على حدة، ففي نهاية السبعينات وبداية الثمانينات من القرن العشرين مع حزب بارزاني، والتي انتهت إلى الفشل بعد أن ساعد البارزانيون وأعوانهم الجيش الإيراني في السيطرة على جبال كردمند بالقرب من منطقة حاج عمران الحدودية عام 1983م، والتي أدت إلى كارثة البارزانيين المعروفة بتصفية عدد كبير منهم جاوز الألفين( ليس كما يقوله الإعلام البارزاني).
بعدها قامت الحكومة العراقية بإجراء المفاوضات مع حزب طالباني من عام 1983م لغاية 1985م، وتظهر مواقع الانترنت والفيسبوك التابعة لحزب بارزاني العديد من صور قادة حزب طالباني وهم يشاركون في حفلات الدبكة مع عزت الدوري وعلي حسن المجيد(علي كيمياوي)، للانتقاص من قيادة حزب طالباني المتمثلة انذاك بكل من جلال طالباني، ونوشيروان مصطفى وغيرهم، على أساس إن كارثة البارزانيين كانت لا تزال حية في وجدان الشعب الكردي.
بعد انتفاضة 1991م وعدم استطاعة السلطة العراقية مد نفوذها من جديد على كافة أراضي كردستان العرق ، بسبب الدعم الغربي للكرد، فان صدام حسين لجأ الى مكيدة محكمة، وهي تسليم مصيف صلاح الدين شمال مدينة اربيل والواقع ضمن مناطق ما يسمى بالسورانيين : عشاير الزراري، والخوشناو، والهركي السورانية، بغية إحداث انقسام آخر يضاف الى الانقسامات والانشقاقات السابقة، حتى يكبر الشرخ، ويصبح الانقسام أمرا لا مفر منه كما هو الآن : إدارتان في اربيل والسليمانية ولهجتان بل لغتان: الكرمانجية الشمالية (البهدينانية) والكرمانجية الجنوبية (السورانية)، ووجود حزبين رئيسيين يمثل كل واحد منهما منطقة جغرافية واثنوغرافية واحدة.
عندما رحلت الحكومة العراقية بعض العشاير الكردية بعد كارثة آذار عام 1975م وفشل الحركة الكردية بقيادة البارزاني الكبير(آشبتال في العرف السوراني)، قامت بإسكان بعض البارزانيين في مجمع حرير التابع لقضاء شقلاوة، وأسكنت غالبية البارزانيين في مجمع قوشتبه الواقع جنوب غرب اربيل.
وبعد الكارثة التي حصلت لهم بنفيهم إلى صحاري جنوب العراق وتصفيتهم بسبب أخطاء قيادة عشيرتهم البارزانية في التعاون مع نظام أية الله الخميني ضد الحكومة العراقية، فان البقية الباقية منهم بقت تعيش في المجمعين.
بعد رجوع غالبية مهجري الكرد العراقيين إلى ديارهم، فان عددا لا بأس به من البارزانيين رجعوا إلى المجمعات القسرية السابقة، وقسم منهم رجع إلى بارزان والقرى الواقعة في أطرافها، واستقر غالبية القادة والكوادر الحزبية والبارزانية في مصيف صلاح الدين بالقرب من مقر قيادتهم.
وكما هو معلوم، بوجود علاقات بارزانية مع اليهود ومع إسرائيل منذ سنة 1963م، وكان لهولاء دور في تشكيل جهاز مخابرات حزب بارزاني (الباراستن) عام 1966م وفق خبراء الموساد، وعام 1967م حسب كلام مسعود بارزاني، المهم الخبرة اليهودية والإسرائيلية حاضرة في كل المشاريع البارزانية الأمنية والعسكرية والمالية والاجتماعية.
وبعد اجتماعات عديدة بين مراكز بحوث حزب بارزاني وبين خبراء يهود إسرائيليين مختصين في كيفية شراء الأراضي من العرب الفلسطينيين، وبناء المستوطنات فوقها، أو السيطرة على الأراضي بحجة الأمن ومكافحة المخربين (الفدائيين الفلسطينيين)، جاءت التوقعات وفق ما يرغبه البارزانيون، فتمت السيطرة على مناطق شاسعة في مدن: اربيل ودهوك وزاخو وعقرة وشقلاوة ورواندوز والسوران(قضاء الصديق سابقاً)، بهذه الحجج الواهية، بعدها قاموا بدعوة أبناء عشيرتهم والعشائر المواليه لهم الذين استقروا في إيران، للرجوع إلى كردستان والاستقرار في أماكن معينة تحددها السلطة البارزانية .
وكانت الحرب الأهلية الكردية الأولى 1994- 1998م بين الحزبين الرئيسيين وإفرازاتها، قد جعلت المخطط البارزاني يفكر في السيطرة على مناطق إستراتيجية خوفا من وقوعها مرة أخرى بيد الخصم (حزب طالباني والسورانيين)، فتم التركيز على شراء البيوت والمساكن في مصيف صلاح الدين من سكانها الأصليين بأسعار غالية مغرية، لا سيما بعد فشل( كوسرت رسول) في استرجاع المصيف وطرد البارزاني منها بسبب الدعم التركي، وتم توزيع المئات من قطع الأراضي على البارزانيين وبعض سكان بهدينان الموالين والمخلصين للسدة البارزانية، وقام هؤلاء بإزعاج السكان الأصليين مثلما يتعامل الإسرائيليون مع الفلسطينيين، هناك فرق في القومية والدين، ولكن في كردستان لا يوجد فرق في القومية والدين والمذهب ، بل فقط في العادات والتقاليد والموروث الثقافي.
لذلك خطط العقل البارزاني المدعوم من الخبرة الإسرائيلية مع المستشارين الغربيين لقاء أموال طائلة، لتنفيذ المشروع، وتم إحراز نجاحات كبيرة فيه ، في إنشاء طريق خاص بين مصيف سره ره ش وأربيل، وتعبيد الطريق بين اربيل ومصيف صلاح الدين وفق المقاييس الدولية، والشروع في بناء نفق يمر تحت جبل المصيف، حتى لا يتسنى لأحد من الكرد السورانيين النزول أو الوقوف في المصيف، فإما يذهب إلى المصيف مباشرة، أو يكون سالكا الطريق عبر المصيف إلى المناطق الأخرى في شقلاوة وما فوقها.
الخطة الأخرى هي تعزيز تواجد المستعمرات البارزانية على طول الطريق الذي يربط اربيل بمنطقة حاج عمران(طريق هاملتون الاستراتيجي)، ففي خطة (أ) يتم السيطرة على شقلاوة وحرير، عن طريق زرعها بعملائهم من العشاير الموالية ومن الشخصيات السورانية التي تم شراء ضميرها، على سبيل المثال، تم ترقية المدعو (علي حسين سورجي) البعثي السابق وعميل الاستخبارات العراقية الى عضو قيادة حزب بارزاني كممثل عن العشيرة السورجية( الآن هو مسؤل الفرع الثاني لحزب بارزاني في اربيل).
بعد أن تم قتل حسين آغا سورجي وأفراد أسرته على يد فرنسوا حريري والأعوان الآخرين التابعين لحزب بارزاني عام 1996م، وتدمير قريتهم (كلكجين) الواقعة على الطريق العام، حتى يخلو الطريق من أية معارضين، وتم بناء بيوت وفلل فارهة للمسؤول السورجي وأفراد أسرته الموالين للبارزانيين على التلول المشرفة على طريق حرير - شقلاوة، وتم التأكيد أيضا على إسناد منصب كبير لابن فرنسو حريري (فوزي حريري- وزير صناعة العراق – المتهم بالسرقة والاحتيال)، لزيادة ولاء نصارى منطقة حرير والمناطق الأخرى في كردستان.
والمنطقة التي تلي حرير ، هي منطقة خليفان الواقعة في فم كلي علي بك، والعشيرة السورجية مستقرة فيه، وفي قرارة نفسها لا تحب البارزانيين ولا تطيق رؤية العمامة الحمراء ( الجمداني الأحمر) فوق رؤوسهم، بسبب الخلافات العشائرية والصوفية القديمة والسياسية فيما بعد، ولكن البارزانيين بأصولهم وصلاتهم اليهودية وعلاقتهم الحميمة مع إسرائيل عرفوا كيف يغدقون الاموال والمناصب على بعض المنتفعين من العشيرة لشراء ذممهم ولإسقاطهم أمام الناس الآخرين على أنهم عملاء للبارزانيين.
وفي الخطة ب تم وضع المركز الرئيسي لشركة موبايل كورك فوق جبل كورك المطل على جنديان من الشمال وعلى رواندوز من الجنوب، محل الرادار العراقي القديم ، وربما كان احد أهم العوامل في تعزيز الأمن العسكري والاستراتيجي للبارزانيين عل طول الطريق بين اربيل والحدود الايرانية.
والمنطقة المهمة الاخرى هي رواندوز، وقرية ديانا- قضاء الصديق – قضاء السوران حاليا)، وهي منطقة كانت محل أنظار البارزانيين منذ القديم ، حيث كانوا يحاولون النيل منها ، لانها كانت منطقة غنية وتجارية بينما هم كانوا فقراء يعيشون على سلب العشاير ونهب القرى ومخافر البوليس، وقاموا بالاعتداء على الناس السورانيين، حيث قتلوا التاجر المعروف (خورشيد) من أهالي قرية ديانا في عام 1960م بأوامر الشيخ احمد بارزاني لترهيب الناس السورانيين.
منذ بداية استقرار البارزانيين وحلفائهم من عشائر الشيروانيين والدولمريين والهركي بنه جه، وبعض البرادوستيين الموالين لهم (غالبية البرادوستيين يكرهون البارزانيين بسبب اعتداءاتهم على قراهم في عقدي الثلاثينات والخمسينات من القرن الماضي)، في قضاء السوران والمناطق القريبة منها.
وفي الخطة ج فكرت قيادة حزب بارزاني من خلال جهاز الباراستن وغيره من أجهزة حزبهم لتعزيز سيطرتهم على قضاء السوران تمهيدا للسيطرة على القلعة الحصينة التي استعصت عليهم (رواندوز)، والتي كانت ولا تزال ولاءها لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، وظهرت منها شخصيات قيادية في حزب طالباني منها: فرياد رواندوزي عضو البرلمان العراقي السابق ورئيس تحرير صحيفة الاتحاد ، وآزاد جندياني عضو قيادة حزب طالباني مسؤول الإعلام المركزي وغيرهم من المسؤولين، لذلك قاموا بعدة إجراءات احترازية منها: تعيين مدراء الدوائر الخدمية والخاصة من أتباعهم البارزانيين ومن الموالين لهم ، كمدير التربية، والبلدية، والطابو، والكهرباء ، وضريبة العقار، والامن (الاسايش) ، ورئاسة الجامعة، وعمداء الكليات، وقادة البيشمركه والزيرفاني، وغيرهم، وتم توزيع آلاف القطع السكنية على أتباعهم البارزانيين الساكنين في مناطق بارزان ومن القادمين من معسكرات الهجرة في إيران، دون مبررات قانونية كالتوظيف وغيره، حتى ظهرت للعيان مستعمرات بارزانية داخل المنطقة، بدأت تتوسع شيئاً فشيئاً بتأثير الدعم المالي السخي الذي ليس له حدود، وكذلك محاولة شراء بعض الأراضي والبيوت في المناطق المهمة العائدة للكرد السورانيين بأسعار مغرية كما هو الحال في مصيف صلاح الدين وفي مجمع حرير.
وتم التأكيد على ذلك بإنشاء جامعة في قضاء جديد كنواة لهذا المشروع، ومنطقة نائية كهذه لا تحتاج أصلا إلى جامعة بوجود جامعة صلاح الدين في اربيل القريبة منها. وتم تعيين المدعو الدكتور (مصلح جوماني) كرئيس لهذه الجامعة، وهو عضو قيادي في جهاز الباراستن، وشهادته مختصة بالإسلام السياسي المتشدد! بإشراف (الدكتور محمد شريف) رئيس المنتدى الإسلامي، وعضو البرلمان العراقي حالياً، وهو بعثي قديم ووكيل وزير الأوقاف العراقي الأسبق( فاضل السامرائي)، وكان هو يكتب كل خطب وكلمات صدام حسين. وكان قد هرب إلى السويد خوفا من انتقام الكرد، ولكن جهات عديدة توسطت له عند نيجيرفان بارزاني، حتى تم العفو عنه ورجع إلى كردستان فاتحا بعد أن كان عميلاً، وأصبح احد مستشاري الملف الديني عند الباراستن. وينشر المقالات الخاصة بالفكر الإسلامي العقلاني في مجلة المنتدى الإسلامي، كامتداد للفكر الاعتزالي في العصور الوسطى. ويحاول تسويق الفكر البارزاني عند الإسلاميين في الدول العربية والإسلامية نظرا لخبرته وتمرسه في هذا المجال أيام صدام حسين ، يساعده طاقم من أساتذة جامعتي صلاح الدين ودهوك وكلية الشريعة في اربيل، وبعض الملا لي الآخرين منهم : الدكتور عرفات كرم هركي( الباررزاني سابقا) الأمين العام للمنتدى الإسلامي، والأستاذ في كلية القانون – جامعة سوران، وهو احد عملاء الباراستن( سلفي – وهابي سابقاً)، إضافة إلى الملا عمر فقي رسول سلفي(جنكياني) عميل حزب بارزاني وبوقهم حسب الطلب، وأشخاص آخرين أسمائهم تظهر على غلاف مجلة المنتدى الإسلامي التي تصدر في اربيل، لمن يريد الاطلاع عليها.
بعد فشل علي حسين سورجي في تهيئة الأجواء للتمدد البارزاني في قضاء سوران، والقضاء على المعوقات التي تعترض المشروع البارزاني في التمدد إلى رواندوز وأطراف ناحية سيدكان ومناطق البالكاتي، تم نقله إلى فرع اربيل لحزب بارزاني، واستبدل بالدكتور (علي تتر نيروي) مسؤول باراستن دهوك، والمحاضر في جامعة دهوك ، كمسؤول لفرع حزب بارزاني في قضاء السوران، لأسباب عديدة منها: تعيينه في قيادة حزب بارزاني في المؤتمر الأخير، وتشكيل حلقة ثلاثية منه ومن( الدكتور مصلح جلالي) رئيس جامعة السوران، ومن المدعو (عبد الرحمن ملا رسول) مسؤول باراستن قضاء السوران، لتمرير مشاريع البارزانيين في التوسع والتمدد في المنطقة ، حتى يبقى طريق هاملتون الاستراتيجي في أمان، والاندفاع شيئا فشيئا نحو قضاء جومان (عاصمة عشيرة البالكايتي) لاحتوائها وربطها بخط الحدود في حاج عمران حيث المراكز الأمنية والاستخباراتية المخابراتية البارزانية مسيطرة عليها كليا بحجة الحدود ومكافحة الإرهاب والمخدرات!
الدكتور علي تتر نيروي كان من أنصار حزب العمال الكردستاني سابقاً، لذلك له خلفية في التعامل مع جناحي حزب العمال على الحدود الإيرانية( البزاك – حزب الحرية الكردستاني) ، وحزب العمال الكردستاني المتواجد على الحدود التركية على أطراف مناطق البارزانيين في ( ناحية شيروان مازن) باتجاه الحدود التركية، وفي جبل قنديل القريب من منطقة قضاء السوران حيث حكم علي تتر نيروي، ولا يمكن إغفال تهريب المخدرات من إيران الى كردستان والعراق وتركيا لحساب البارزانيين، عن طريق قضاء السوران بواسطة ابناء عشيرة (النيروي) المغفلين وبعض البارزانيين، ففي كل مرة يعتقل بعض النيرويين لذر الرماد في العيون، دون البارزانيين لأنهم شعب الله المختار مثل احبائهم اليهود!
والدكتور مصلح جوماني يساعد البارزانيين في التمدد والتوسع ! لأنه من أهالي المنطقة ، وليس عليه غبار ، وهو عميل يخدم أسياده البارزانيين على حساب قومه وعشيرته (البالكي)، أما عبد الرحمن ملا رسول مسؤول باراستن قضاء السوران فهو من قرية (روستى) الواقعة في سفح جبل حصاروست، وهو عميل للبارزانيين على حساب بني قومه وعشيرته(البالكي).
وهناك نقطة مهمة جعلت شأن عبد الرحمن ملا رسول يرتفع وهو وجود يهود في قرية روستى هاجروا الى إسرائيل، ولما كانت علاقتهم مع البارزانيين متينة وقوية، لذلك يبدو هذا احد أسباب تولي (عبدالرحمن ملا رسول) مسؤولية الباراستن، حيث غادر هو وبعض أتباعه من كوادر الباراستن بصورة سرية إلى إسرائيل لتعزيز خبرتهم الأمنية المخابراتية على حساب الشعب الكردي المسكين المغلوب على أمره تجاه هؤلاء الحيتان والمافيا.
لذلك البارزانيون أذكياء في تمرير مشاريعهم الاستيطانية بيد عملائهم من الكرد السورانيين ، من امثال : عميل البعثيين السابق الدكتور محمد شريف - عميل البارتيين الحالي، والدكتور المزور السارق الكبير (مصلح جوماني) ، و(عبد الرحمن ملا رسول) وغيرهم.
وجامعة سوران يكثر فيها الفساد العلمي والإداري والأخلاقي والمالي، ورئيس الجامعة ومساعديه وعمداء الكليات يعيشون في بحبوبة من العيش ، لا سيما الدكتور عبدالله عميد كلية الآداب لأنه سارق ولص كبير وعميل للدكتور السارق مصلح جوماني رئيس الجامعة ويكتب التقارير على زملائه الدكاترة وعلى الطلبة لصالح الباراستن، ولكن لا حياة لمن تنادي، فإلى من الشكوى. 
Share |