ابو طالب عم الرسول (ص)/محمد عبد المجيد العبادي

Sun, 9 Sep 2012 الساعة : 19:57

 

أبو طالب عم الرسول (صلى الله علية وآله )
ان أبا طالب بن عبد المطلب رجل عظيم خلده ويخلده التاريخ ويذكره باحرف من الفخر والاعتزاز لانه الذائد عن صاحب الرسالة محمد (ص) والناصر له في ثورته الخالدة والدافع عنه أذى أعدائه والحاقدين عليه
لكن هذا الرجل العظيم كان موضع خلاف بين أطراف دينية حول حقيقة ايمانه وتجاهلوا دوره الأبي في الدفاع عن ابن أخيه والرسالة الخالدة التي جاء بها (( ما نالني من قومي سوء حتى مات عمي أبو طالب )) قول خالد لصاحب الرسالة يبين دور عمه ومساندته له في تبليغ الرسالة وقوله صلى الله عليه وآله ((يا عم ربيت صغيرا وكفلت يتيما ونصرت كبيرا )) أليس هذه شهادة مباركة على الدور الكبير الذي قام به أبو طالب ورفده لابن أخيه في فترة الدعوة الميمونة وقوله أيضا (( ان الله عز وجل وعدنب بأربعة : أبي وأمي وعمي وأخ كان لي في الجاهلية ))
يقينا مني ان سبب الخلاف حول موضوع ايمان أبي طالب من عدمه هو ابنه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فمن يحب عليا يؤكد ايمان أبا طالب اعتقادا منه انه يرفع من مكانة علي (ع) . ومن يبغض عليا يؤكد عدم ايمانه سعيا للحط من مكانة علي . والحقيقة ان الطرفين على وهم كبير .
هل يشك أحد ان أعظم رجل بعد النبي هو علي بن أبي طالب ؟ . وعظمته لم تأت من فراغ وانما في جهاده وتضحيته بنفسه في سبيل الله والاسلام واعلاء كلمة الله , وفي صدقه ووفائه وعدله وشجاعته التي لايماثلها شجاعة في التاريخ بشهادة الأعداء والمحبين ,وفي علمه الفياض ونصرته للحق وانصافه للمظلومين وقولةالحق بوجه أعتى الطغاة .
أنا لا أدعي اجمال فضل علي في سطورعديدة , فذاك ميخائيل نعيمة الكاتب اللبناني المسيحي الذي قال في حقه ( لو اجتمع ألف كاتب وأديب وكل كاتب جاء بألف كتاب وكل كتاب بألف صفحة ما أعطوا عليا حقه وما أحاطوا بسجل حياته الحافل بالبطولات والمفاخر وكنوز العلم ووحي العدالة التي يصدح بها الزمان )
ان شخصية علي كادت أن تلامس الكمال ليس بفضل من كان أبوه أو من هم أولاده أو انه ابن عم الرسول أو أنه زوج فاطمة (ع) . لو كان علي على غير ما هو عليه لكانت شخصيته لامعة كما هو بالأمس واليوم وغدا الى حيث قيام الساعة . . فمن يحاول أن يؤكد ايمان أبا طالب : أقول له ليس علي بحاجة الى هذا فعلي هو الشمس بعينها وهل تحتاج الشمس الى من يجتهد في وصفها ليعرفها لناس ؟. ومن يريد أن يؤكد عدم ايمان أبا طالب ليحط من مكانة علي (ع) فأقول له : خابت مساعيك فعلي هو القمر المنير رغم أنفك وأنف أسلافك ودعو عنكم هذا السجال الذي لاجدوى منه سوى زيادة الفرقة والشتات
Share |