الذين آمنوا باله ورسوله/محمد عبد المجيد العبادي
Sun, 9 Sep 2012 الساعة : 3:51

في المقال السابق ( الذين آمنوا بالله ورسوله ) حاولت بيان الفرق بين
الاسلام والايمان . وذكرت ان الاسلام هو الايمان بالله سبحانه وتعالى وهو
ايمان فطري ( فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك
الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون) الروم 30والدليل على فطرته قوله
تعالى (يمنون عليك أن أسلموا , قل لا تمنوا علي اسلامكم بل الله يمن
عليكم أن هداكم للاسلام ان كنتم صادقين ) الحجرات 17, والايمان هو
الايمان بالله ورسوله النبي الأمي (ص) فكل مؤمن مسلم ولكن ليس كل مسلم
مؤمن , فنحن أتباع محمد (ص) مسلمون مؤمنون . أما اليهودي أو النصراني
وغيرهم فهم مسلمون غير مؤمنين . ويصر الكثيرون على ان الاسلام هو الدين
الذي جاء به محمد (ص) وفسروا الايمان كل حسب هواه .
ان الفهم الخاطئ لمعنى الاسلام والايمان بقصد أو بغير قصد جعلنا نعلم
أولادنا في المدارس على ان الاسلام هو دين محمد (ص) فجاءت المناهج
الدراسية بأركان الاسلام وأركان الايمان , فأركان الاسلام حسب مفهومهم هو
( الصلاة والصوم والحج والزكاة ) وهذه الأركان هي السبيل الى الجنة ,
وكأنهم يريدون أن يقولوا ان الجنة حكرا لنا دون غيرنا من الأديان الأخرى
لأنهم لا يصلون كصلاتنا ولا يصومون كصيامنا ولا يحجون الى البيت الحرام
ولا يزكون . فهم وقعوا فيما وقع فيه اليهود والنصارى من قبل ( وقالوا لن
يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى تلك أمانيهم , قل هاتوا برهانكم ان
كنتم صادقين ) البقرة 111 فاليهود يحصرون الجنة لهم دون غيرهم ونحن فعلنا
مثلهم من حيث لا نشعر أو ربما ندرك ذلك .
لنعد الى أصل الموضوع , ودعوني أذكر هذه الآية الكريمة ( ان المسلمين
والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات ) الأحزاب 35 . ماذا تعني هذه الآية ؟ هل
ان المسلمين والمؤمنين شيء واحد ؟ وأنا أجزم ان المسلمين في هذه الآية
شيء والمؤمنين شيء آخر. ان الخطاب في هذه الآية موجه لجهتين المسلمين
والمؤمنين والمسلمات والمؤمنات . ولو ان المسلمين والمؤمنين شيء واحد ما
كان الخطاب بحرف عاطف وهو ( الواو ) وهو يعني في اللغة المشاركة كأن نقول
جاء علي وأحمد . فلا يمكن أن يكون علي وأحمد حالة واحدة
ان الاسلام كما قلنا هو الفطرة , أما الايمان فهو تكاليف , فالصلاة
والصوم والحج والزكاة كلها تكاليف وهي ليست أمر فطري , فالصلاة ليس من
الفطرة تحتاج الى جهد تتعارض مع طبيعة الانسان الميالة الى الراحة
والاسترخاء وكذلك الصوم تكليف لا يمكن أن نعده أمر فطري لان الجوع والعطش
وكبح الغرائز تتعارض أيضا مع طبيعة البشر المدفوعة الى الأكل عند الجوع
والشرب عند العطش والى الثورة عند الغضب . ما أريد أن أقوله ان الدين
الذي جاء به محمد (ص) هو دين تكليف يتعارض مع الفطرة . ولا يخالفني أحد
ان القتال ليس من الفطرة وقد أمرنا الله بالجهاد والقتال فهو أمر تكليفي
. ان من يؤمن برسالة محمد ينبغي أن يؤدي الصلاة وأن يصوم رمضان وأن يحج
البيت وأن يدفع الزكاة وأن يجاهد في سبيل الله وان لا يأكل مال اليتيم
وأن لا يسرق ولا يزني وغيرها الكثير من التكاليف التي جاء بها المصطفى
(ص) .اذن ما دامت هذه التكاليف يؤديها من اتبع دين محمد (ص) فهي أولى أن
تكون أركان الايمان التي ينبغي أن نعلم أطفالنا عليها ... والبقية تأتي