عاصفة الطريق !/ صلاح رزاق عودة الحميداوي -امريكا

Sun, 9 Sep 2012 الساعة : 1:01

 

ربما ندرك من النظر في سياسات اتبعت لفرض السلام كما اعلنت سابقاً كخارطة الطريق لتسوية الخلاف الاسرائيلي - الفلسطيني المستديم والذي لا ينتهي الا بإنهاء احد طرفي المعادلة وهذا محال. اليوم تنقلب هذه التسمية الى "عاصفة الطريق" ولاعبيها ليس إسرائيل وفلسطين، بل الثورات العربية وحكامها فهناك من انهى المشوار وهنالك من ينتظر النهاية التي تتمثل بإزالة احد اللاعبين اما الحاكم أو المحكوم وذلك بفرض السلطة ومنع غليان الثورة. سوريا تعصف بها الثورات لكن لاعبيها أعقد مما نتوقع وأبعد مما نتصور فهي ليس ليبيا ذات الاغلبية السنية او لو اصح التعبير ذات الطائفه السنية الغالبة والفتنه الطائفيه ستكون أقل خطوره من سوريا والعراق . وليس مصر الأخوان او تونس ، تلك الدول وإن كانت تعصف بناء بتأثيراتها والتي لا يمكن لمسها على الأمد القريب، بل ستتطلب لسنوات او اشهر لتفتح مخاليبها لإثارة النعرات بين الشعب الواحد. فهم ينظرون الينا كخصمين  أو فريقين متناقضين أولهم  فريق إيران وثانيهم فريق السعودية.  ويتناسوا عراقة الشعب وروابطة المتينه ,وكأن سومر وأور وبابل دخلت أرضنا كعابر سبيل أو مستورد دخيل كناتج للعولمة . لذا لاتتوقف تلك العاصفة التي تقودها المؤامرة الممزوجة بدوافع   متعددة منها الديني لشق صف الشعب الواحد، والأ قتصادي لإزاحة العراق عن الواجهة العالمية والاقليمية كبلد نفطي وصادراته في تصاعد يومي  مستمر على الرغم من الفجوات التي تؤثر بشكل طفيف قياساً للمعدل العام. لذا يجب ان تكون هنالك رغبة حقيقه في التصدي لمؤامرة بدايتها خارجية وخططت لأجل أن تكون نهايتها في بغداد. اليوم الولايات المتحدة الامريكية تقف على أعتاب سوريا ولن تتدخل لحساسية الموقف ولتعقيدها أكثر من ليبيا. ففي سوريا هنالك أكثر من طائفة ومذهب وهنالك مؤيد ومعارض لتغيير النظام السوري والتأييد للنضام ليس تمجيداً له فلربما خوفاً من المجهول ذالك المجهول الذي تم صنعة وتصديرة من قبل قطر ودول خليجية اخرى. وبالتالي هنالك  تخوف من ان تتنقل مأساة تفجير العسكريين الى سوريا وضرب المقدسات من قبل جماعات تهدف الى إثارة حرب تمتد من جنوب لبنان والعراق وسوريا وصولاً لإيران والسعودية والبحرين. فعاصفة سوريا ستكون شديدة على جيرانها وستنقلب حتى تلتهم من حركها ووضع سيناريو تغيير النضام في سوريا. لذا يجب ان لايتم خلط الأوراق والسماح لدخول الفتنة "أرض العراق "، والتصدي لمن يروج الى تلك الفتنة ومن صفق لها، والتصدي بجدية لتلك المؤامرة التي تخطط خليجياً وتنقذ في العراق. فمن ينادي بالربيع السني قادم "طه الدليمي" وغيره يجب ان يعلم أن الربيع سيجمد في بلاد الرافدين ولا يجد العشب الاخضر في أرض الرفدين. كذلك ليعلم أن مايروج له هو وأمثالة لاتعبر عن أهل العراق سنة وشيعه. وأنحكومتنا لا تمتد ثلاثين عاماً ولاجلالة ملكنا يوصي بمن يستخلفة وكأن لا يوجد في شعبة ممن هو أهلا للقيادة .نحن لدينا القوة لمنع الاستبداد ولدينا ربيع الاختيار فهو ربيعنا كفله الدستور ولنا القدر في القيادة وممارسة التغيير بأنتخابتنا . انها الانتخابات التشريعيةالتي تعتبر سلطة المواطن ,وكلنا نختار بكل مذاهبنا لايفرقنا الأختلافات والتوجهات السياسية لأنها ضاهرة طبيعيه وتعكس صورة الرأي والرأي الأخر. فاختيارنا مسؤوليتنا إن أصبنا سنجني ثمار صوابنا, وأن أخطاءنا علينا ان نحترم أرادتنا.  كذلك سيكون ربيعك الذي تدعو اليه من قنوات خليجية  منحازا ومتعاونا سيقف ذالك الربيع  مع العراقيين وحكومتهم وستفشل مخططات تحاك بأيدي خارجية، فعاصفة الأعلام وأثارتكم للنعرات لن تجدي نفعاً مادام هنالك شعب عرف وتعلم من الماضي  أن بتكاتفه  يقهر الصعاب وأن بالتفرقة سيكون لعبة  يتم تحريكها والتحكم بها بأيدي  خارجية وفي مقدمتها إيران والسعودية .
 
صلاح رزاق الحميداوي
 
طالب دراسات في  العلوم السياسية / قسم العلاقات الدولية
جامعة : سوذرن الينوي الولايات المتحدة الامريكية
Share |