غفل المستشار...اين هي الكفاءات/مهدي الصافي

Sat, 8 Sep 2012 الساعة : 1:28

 

ينقل عن بعض قيادي حزب الدعوة إن مستشارا للسيد رئيس الوزراء المالكي,رد باستهزاء حول فكرة استقطاب الكفاءات والخبرات العراقية المهاجرة,بالسؤال عنهم بطريقة شعبية معروفة(هم وينهم الكفاءات..يعني إنها أكذوبة ولايوجد كفاءات عراقية في الخارج),مدعيا بأنها عبارة مفخمة ومضخمة ليس لها وجود!
اغلب المواطنين العراقيين المهاجرين العائدين لوطنهم(للزيارة أو الإقامة)يصطدمون بحجم الكارثة العراقية,
التي تشمل كل مجالات الحياة,
تبدأ من المطار والمنافذ الحدودية ,وتعثر أو انعدام بقية الخدمات الآدمية الطبيعية,(الغريب اني اصطدمت سابقا مع احد الموظفين العاملين في وزارة النقل في الخطوط الجوية العراقية,لانه قدم جوازات احد معارفه أمام المواطنين الآخرين المنتظرين في مطار دبي,وكان يرتدي بدلة العمل الصفراء,ولكن رأيته مؤخرا في شاشة العراقية وقد أصبح مديرا في وزارة النقل..هذا هم كفاءة) ,وخصوصا في مناطق الوسط والجنوب(كنت شاهد في اربيل على تغيير أماكن صعود الناس أو عربات المعاقين إلى الأرصفة ,وجعلها مستوية مع الشارع ,وهي فكرة غربية,إلى ألان الأرصفة العراقية العربية في الجنوب والوسط وحتى العاصمة بغداد عصية على الصعود السهل لكبار السن),علما إن اغلب العراقيين العائدين هم كفاءات عراقية(سواء كانت عندهم شهادات دراسية أو لا),لأنني اعتقد ويعتقد معي الكثيرين إن عامل بلدية (أو في أي مهنة أخرى)في أي دولة أوربية يمكنه ان يقدم عمل أفضل من اي مسؤول(إن لم يكن الوزير نفسه,ليس انتقاصا من احد ,ولكن هذه حقائق يعرفها جيدا المسؤول العراقي ,والكفاءات المهاجرة,ويجهلها المواطن العادي)
يعمل في وزارة البلديات أو الوزارات الخدمية,لان العمل في مثل هذه الدول يعني انك تحتك وتتعامل مع التكنولوجيا الحديثة المتطورة,ويعطيك خبرات عملية متقدمة لم يعرفها العراق منذ عقود,بل إن بلدان عربية وإقليمية مجاورة تتفوق على الخبرات العراقية بكثير,نعتمد عليها اليوم في العديد من المشاريع العمرانية في بلادنا,
هناك ثلاثة أو أربع أجيال مهاجرة إلى الدول الحضارية المتطورة(الجيل الاول المهاجر في سبعينيات القرن الماضي-والثاني في الثمانينيات,والثالث في تسعينيات القرن نفسه,
أما الجيل الرابع هم أجيال العقد الأول من القرن الحالي من الأطفال والمراهقين الناشئين في الغرب, والذين اجبروا أهاليهم على الهجرة المضادة بعد العودة,اي العودة إلى الغرب ثانية ,لقلة أدب معلمي المدارس واستحالة ترجمة الإهانات والسباب والشتم المدرسي,ولقسوة الحياة العراقية اليومية,بالضبط كصعوبة الشرح لهم حول بكاء الناس في الحسينيات في ذكرى استشهاد الإمام الحسين ع,أو حتى توضيح الخلافات المذهبية لهم,),
كلها خبرات عالمية يندر وجودها لاي بلد أخر,لدينا خبرات في مختلف المجالات(الطب-الهندسة-التعليم-البناء والتعمير-الثقافة والأدب-السياسة والقانون_الخ),كيف يمكن ان يتجاهل مستشاري رئيس الوزراء هذه الحقائق ,مع انه كان احد العائدين من دول الحضارة,
هل هي عقدة نقص المسؤول الشرقي ؟
أم تبقى سمة الإنسان المعيدي ,وشخصيته الناقصة إلى معرفة روح الحياة المدنية العصرية(علما إن المعيدي لاتعني هنا الإنسان القروي أو ابن الريف البسيط, بل تعني الإنسان الغير حضاري).
ليس بعيدا عن العراق ,في إقليم كردستان, يمكن ان يتلمس هذا المستشار وغيره أهمية استقطاب الكفاءات العراقية المهاجرة,التي قدمت كل جهدها وخبراتها على طبق من ذهب إلى تلك المناطق الآمنة,
إن دولا متقدمة ولها باع طويل في مجال البناء والأعمار,لازالت تبحث في مختلف دول العالم عن خبرات العمالة الماهرة,
خذ مثالا استرالية: ذالك البلد الحديث,لك ولغيرك ياسيادة المستشار ان تعرف إن حضارة وادي الرافدين لم تستطع ان تبني مدينة عراقية تقترب ولو للنصف من تطور اي قرية بعيدة عن المدن في عمق الصحراء الاسترالية,ولازال هذه البلد يبحث عن العمالة الماهرة
(تدرس وزارة الهجرة الاسترالية هذه السنة أكثر من عشرة ألاف طلب مقدم للهجرة إليها,وتتعجب عندما ترى هذا البلد وتقول في سرك ,وهل انتم فعلا تحتاجون عمالة ماهرة,وأنت ترى أيضا انه بلد خدماته تتقدم بسرعة الرياح التقنية,تنتقل من دورات المياه العادية لتشملها التكنولوجيا الحديثة ,الماء ينهمر على يديك أوتوماتيكيا),
-إن فشل العملية السياسية في العراق سببها قلة الخبرات والكفاءات والطاقات المشاركة في بناء البلد...
-تعثر عملية الأعمار والبناء وازدياد حالات الفساد المالي والإداري, سببها إبعاد الكفاءات والخبرات الوطنية والمهاجرة
-بقاء النظام الإداري الكلاسيكي العتيق سببه عدم الاستفادة من العقول التكنولوجية والتقنية المهاجرة
-سبب قلع عيون المرضى بعد إجراء العمليات الجراحية العادية لهم,سببها أيها السادة الخبرات والكفاءات المغيبة قسرا عن دوائر الدولة..الخ.
يقول الناس إن الحكومة العراقية لاتريد إدخال التكنولوجيا الحديثة إلى دوائر الدولة,لأنها ستحد من عمليات النهب والسلب المنظم لثروات الشعب!
ويقول الناس أيضا إن السيد رئيس الوزراء أو الدائرة المقربة منه, بدأت تدرك فائدة استعادة الخبرات البعثية المتمرسة في قيادة الشعب العراقي سابقا إلى دوائر القرار السياسي والأمني وحتى الإداري!
ترى هل ترغب الحكومة العراقية بقائمة أسماء العقول والكفاءات والطاقات والخبرات العراقية المنسية ليستفاد من خبراتها,أم هي راغبة بالبقاء في الوحل الذي طمست فيه سفينة الديمقراطية العراقية المشلولة!
أو تكتفي بعبارات المقاولين الأسطورية... نفذت المشاريع حسب المواصفات العالمية!
مهدي الصافي
Share |