هل أصبح الدستور العراقي {{ قرآناً حمال أوجه}}؟/صكر محمد عكاب

Thu, 6 Sep 2012 الساعة : 23:38

 

يعيش الشعب العراقي المظلوم في حيرة من أمره بل من أمر مسؤوليه وحكامه وممثليه!, وقد أعطى الشعب العراقي ضريبة الدم الزكي ولا زال؛ من أجل نيل الحرية والديمقراطية! والعيش الرغيد بعد مسيرة مرهقة دامية يحدوه الأمل في الأمن والإستقرار والرفاه!. وأوكل مصيره ومستقبله لممثليه الذين انتخبهم للمحافظة على حقوقه وصيانة منجزاته إلى مَنْ انتخبهم واعتبرهم صوته وسمعه وضميره ووجدانه ودرعه؛ أصبحوا اليوم في واد والشعب الذي انتخبهم في واد آخر.
المشكلة القائمة اليوم والمحيرة؛ وهي مشكلة التوافق والمشاركة والحقوق والواجبات ونوع الحكم وأسسه التي تناولها الدستور العراقي؛ هذا الدستور الذي أصبح كما قيل في القرآن الكريم بأنه {حمّال أوجه}!!؛ واتخذ قادة الجماعات السياسية والدينية والقومية الحاكمة أو الذين هم خارج الحكم من هذه المقولة التأريخية وسيلة للمناورة والمحاورة! الطويلة المملة وكل يستخدمها لكسب الوقت! وتثبيت الأقدام وتقوية المراكز والحصول على أكبر قدر ممكن من السيطرة والإستفراد والإنعزال ومن ثم الإستقلال إذا أمكن!! كما يحصل في إقليم كوردستان ومحاولات محافظ أربيل السيد "مسعود البارزاني" وقلة معه من المستحوذين على السلطة المحلية هناك في شمال العراق العزيز.
كل هؤلاء الحكام والمسؤولين اليوم يفسرون الدستور وفق ما يرونه مناسب لرغباتهم وطموحاتهم بل وأطماعهم في ثروات البلد والسيطرة عليه وإخضاعه لإرادات خارجية مشبوهة ولتحقيق مصالح خاصة وهيمنة فردية خطيرة يبدو أنها سوف تقودنا إلى كوارث وصدامات تهدم كل ما تم بناؤها وسنعود إلى الوراء سنين عديدة مع الذل والتبعية وفقدان الكرامة وتعريض شعبنا للهلاك والدمار والتشرد والذل من جديد.
نسمع هذه الأيام وبطريقة مملة ومتكررة تصريحات المسؤولين في الحكومة المركزية العراقية الدعوة للإحتكام إلى الدستور واعتباره الفيصل في حل جميع الخلافات والإشكالات لأنها واثقة بأن الدستور يدعم مواقفها والسياسة التي تتبعها. ومن جانب آخر نسمع من بعض قادة الكورد نفس الدعوة للرجوع إلى الدستور والإحتكام إليه لأنه يضمن ويثبت حقوقهم التي يطالبون بها وفق ما يفسرونه هم لتحقيق طموحاتهم وحقوقهم, وهناك جماعات أخرى وأحزاب وطوائف هي الأخرى تفسر الدستور وتفصله عند "خياطيها"!؟ وتطالب بحقوق ومناصب وحصص!! ضمنها لها هذا "الدستور"!! حمال الأوجه!! وهكذا فإن هذا الدستور و"خياطيه ومفصلي قماشه"!! عند كل جماعة وحزب وقومية وطائفة أصبح عنصراً خطيراً في التفرقة والإختلاف والتنازع وحجة للتمرد والتصرف المستقل بعيداً عن مصلحة البلد ومصير الشعب الذي يقف حائراً مستغرباً عاجزاً أزاء هذا الدستور الذي اتخذ وسيلة للتفرقة والخلاف والتنازع مما ينذر بمصير مرعب ورهيب إذا استمر الحال على ما هو عليه وفي تنامي خطير لا تُرى له نهاية محمودة!.
فهل أصبح الدستور العراقي اليوم أداة للتفرقة والتنازع والإقتتال كما هو حال المسلمين اليوم من تفرقة وخلاف ونزاع عندما اعتقد البعض منهم بأن القرآن الكريم "حمال أوجه" وذهب كل من هب ودب يفسره على هواه ويخلق على هذا الأساس مذاهب وطوائف وأقوام يكفر بعضهم بعضاَ ويسفك دم بعضهم بعضا؛ وسوف يكون مصيرنا نفس هذا المصير إذا اعتبرنا الدستور العراقي هو "دستور حمال أوجه" يفسره تارة "مسعود البارزاني" وزمرته كما يريد؛ وأخرى يفسره "نوري المالكي" ورفاقه كما يراه ويريد!!؟ وآخرون يفسرونه كما تملي عليهم أهواؤهم وعلاقاتهم الخارجية المريبة!
مَنْ ينقذ هذا الدستور المريض أصلاً من وضعه المزري, وهل صحيح أن القوي في هذا العالم اليوم هو الذي يضع الدساتير ويفرضها على الشعوب وفقاً لمصلحته؟؟ وإلى أين يقود هذا الواقع في خضم الصراعات العراقية العراقية اليوم؟ وإلى متى نبقى ننتظر وفود الكونغرس الأميركي وقادتهم العسكريين إلى "روضة أطفال السياسة العراقية" ليقدموا لهم التوجيه والنصيحة وبعض "لعب الأطفال والمصاصات"!!" إلى متى؟؟؟؟؟ .. إن الأميركان اليوم يستعملون "الجزر" العراقي!! مع "موظفيهم" في العراق! ولا مانع لديهم من استعمال العصى الغليضة في الوقت المناسب!!؟ فهل أنتم مدركون؟؟ أم على الإهانة مدمنون؟
Share |