فلسفة الابتلاء/نوفل عبد الحميد الموزان
Thu, 6 Sep 2012 الساعة : 1:52

عن امير المؤمنين علي بن ابي طالب ع ثلاث تمتحن بها عقول الرجال ( المال – الولايه – المصيبه) فاذا كان البلاء سنة الاهيه تشمل كل انسان على وجه الارض فلابد ان نتسائل لماذا البلاء؟ الجواب لاشك ان الابتلاء لايكون جزافا وانما لحكمه الاهيه فقد ورد في الحديث القدسي ( وان من عبادي من لايصلحه الى الغني ولوصرفته الى غبير ذلك لهلك وان من عبادي من لايصلحه الا الفقر ولو صرفته الى غير ذلك لهلك) ،الا ان سبب الابتلاء وانواعه يختلف باختلاف الاشخاص فكما ان الذي يدرب مجموعه في الجيش يعاملهم باشكال متنوعه فمنهم من يعذب في التدريب كي يتادب ومنهم من يمتحن اكثر من غيره كي يرتفع درجه او يصبح قائدا، كذلك بلاء الانسان ولذا يقول الامام علي ع البلاء للظالم ادب فالظالم قد يبتلى بالفقر والمرض وفقد العزيز كي يجازى على افعاله السيئه ويعود الى رشده وصوابه ، ورد في احدى خطب نهج البلاغه عن امير المؤمنين ع انه قال ( ان الله يبتلي عباده عند الاعمال السيئه بنقص الثمرات وحبس البركات واغلاق خزائن الخيرات ليتوب تائب ويقلع مقلع ويتذكر متذكر ويزدجر مزدجر) وعن رسول الله صلى الله عليه واله لولا ثلاث ماطأطأ ابن آدم رأسه - الفقر والمرض والموت . وذلك لان الفقر يمنع الانسان من الطغيان ويشعره بالاحتياج الى العمل والتعب وفي ذلك ترقيق للقلب ومجاهده للنفس وأما المرض فهو يجعل الانسان قريبا من الله تعالى وذلك للآنكسار والخضوع الذين يبدوان عليه . وهو دائما في حالة التوجه الى الله تعالى وذكره واما الموت فلانه منتهى التسليم لامر الله فلا طاقه للانسان حيال الموت وللمؤمن امتحان فالمؤمن يمتحن لكي يزداد ايمانه وتقواه . قال تعالى ( امتحن الله قلوبهم للتقوى) فالامتحان هو تربيه عمليه لطاقات الانسان التي توصله نحو الكمال، وهذا مانجده جليا في الحياة العمليه فالانسان لايصير قويا في جبهات القتال الا اذا لاقى اقصى انواع التدريب كما لايصبح قائدا الا اذا مر في حياته بتجارب تصقل شخصيته القيادبه ومقابل ذلك فان الانسان اذا لم يتعرض للمشاكل في حياته فان طاقاته ستبقى جامده هامده لاتنمو ولاتنتفخ، فالاهل الذين يدللون اولادهم ويبعدونهم عن الصعوبات والشدائد انما يربون اولادا ضعاف الشخصيه. ورد في الحديث ( ان الله اذا احب عبده غته بالبلاء غتاوالغت هو الغمس بالماء اي ان الله تعالى اذا احب عبدا غمسه في الشدائد والقاه فيها وذلك لانها طريق لتكامله ورقيه فكما ان معلم السباحه حين ياتيه من يريد ان يتعلم السباحه فانه يحمله على القاء نفسه في الماء ليصبح سباحا ماهرا فالله عندما يحب عبدا ويريد ان يوصله الى الكمال يغرقه في البلاء .وعن الامام علي ع لاتفرح بالغناء والرخاء ولاتغتم بالفقر والبلاء فان الذهب يجرب بالنار والمؤمن يجرب بالبلاء وان الله تعالى يبتلي عباده المؤمنين المخلصين اكثر مما يبتلي غيرهم وليس ذلك امتهانا بهم وانما لمصالح فيها ،وعن الصادق ع من لايعد الصبر لنوائب الدهر يعجز، وعنه ايضا في الحديث القدسي قال تعالى عبدي المؤمن لااصرف في شيء الاجعلته خيرا له فليرضه بقضائي وليصبر على بلائي وليشكر نعمائي اكتبه يامحمد من الصديقين عندي.