اشربوا ياعرب الموت الزئام/المحامي يوسف علي خان
Wed, 5 Sep 2012 الساعة : 4:04

لابد لنا اليوم ان نتحدث عن اخطر حالة تمر بها البلدان التي حدثت فيها الثوراة وتم فيها اقصاء حكامها الذي من اجلهم كما اشيع قد قامت الثوراة .. وهي الان العراق ولو تم ذلك عن طريق الاجنبي وليس عن طريق الثورةالشعبية العارمة ولكن على اية حال فقد اطيح برأس النظام بل النظام برمته مع دولته وغاب عن الساحة جميع جلاوزته .. وهو ما حدث في تونس ومصر وليبيا وما زال يجري في غيرهم .. فكان من المفروض ان تستقر الامور وتهدأ النفوس ولو الى حين . فقد كان هم كل تلك الشعوب هو ازالة رأس النظام الذي اعتبروه هو السبب في جميع مصائبهم وقد زال معظمهم وهو ما كان تدعوا اليه هذه الشعوب وعملت من اجله .. فهل تحققت كل امنياتهم ..؟؟؟
سابعد في بحثي الان العراق لان موضوعه شائك وخطير لايمكنني الخوض في غمار ملابساته في الوقت الحاضر وساتخذ النموذج المصري المتأجج الان مثالا وهيكلية اغور في اعماقها بتدرج متسلسل لاصل الى كل النتائج التي قد تكون واحدة لما يحدث في كل دول المنطقة العربية التي سقطت انظمتها ولا زالت الاخرى في الطريق الحتمي الذي لامناص منه وهو السقوط والاطاحة بها .. فسورية المدعمة بالعديد من الجهات سوف لن تستطيع ان تصمد طويلا رغم كل المناورات والمحاولات فسوف تسقط لا محال وسيذهب حكم الاسد فهو قرار امريكي مفروغ منه قد اتخذ وكل من يراهن على امكانية استمراريته بدعمه وحثه على المقاومة سيبوء بفشل كبير وستذهب كل وسائل دعمه هباءا منثورا .. وتد ل محاولاته على قصر تفكيره وسذاجة عقله ومبالغة في قدراته .. فقد سبق ان اخطأ التقدير صدام ولم يدرك ان نهايته قادمة لا مفر منها .. اذ كان الامريكان قد قرروا وحزموا امرهم وانتهى كل شيء ولكن كان خداع الملتفين حوله من الانتهازيين اوصلوه الى مصيره المحتوم كما انه راهن على مواقفه الطويلة وخدماته الجليلة التي كان قد قدمها للامريكان ستشفع له فقد اخطأ الحساب وفاته ان امريكا لها مؤسساتها التي قد دخلت في دماغ صدام ودرسته حجيرة حجيرة ولكنه اصر وكانت نهايته حبل المشنقة .. فالذي اعدم صدام هم الامريكان كما يعلم الجميع وليس توقيع الي الشأن من العراقيين فلم يكونوا سوى وكلاء عن الاصيل .. وهو نفس ما حدث للقذافي الذي راهن على ما يمتلكه من اموال وما اغدقه على الملوك والرؤساء فخاب ظنه .. فكان على بشار الاسد ان يتعض ويفهم اللعبة ويدركها وان قرار اقصائه قد وقع في البنتاكون وانتهى كل شيء فليخرج على رجليه ولا ينخدع بالملتفين حوله كما فعل صدام والقذافي والايام القادمة ستكشف صدق تنبؤات المنجم الدجال حسين الجوهري فتنبؤاته لا تخطيء ولكني في مقالي هذا اريد ان ابحث امر اخر هو الهياج والفوضى وعدم الاستقرار والاضطراب والرعب والارهاب النفسي الذي يحدث بعد انتصار الثورات كما يزعمون ومغادرة الحاكم وزبانيته وما سبب كل ذلك والشعب قد حقق اهدافه وازاح عن كاهله ذلك الحاكم الظالم المستبد فكل المطالب قد انجزت بالاطاحة برأس النظام والمفروض ان تهدأ الامور وتستقر النفوس وتتغير الاحوال الى احسن ما يكون ولكن الذي حصل على العكس من كل ذلك فالامور اخذت تتأزم وبدأ الهرج والمرج والاوضاع اخذت تشتعل من جديد ويتزعزع الاستقرار وتثور الاحتجاجات وينتشر الاجرام وينهار الامن ويصبح الوضع اسوأ مما كان عليه قبل الاطاحة بالنظام فلما كل هذا والهدف قد تحقق .. اذا لابد ان يكون هناك شيء في الخفاء .. فلابد للانسان ان يفكر ولكن كيف يكون بامكان الجاهل ان يفكر او يصل الى الحقائق وهو مغرق في ظلام دامس تسيطر عليه الخرافة والدجل وهو اسيرها وسجين قيودها .. وهي تعم جميع بلدان العالم الثالث بل العاشر .. وهي على الوان واشكال مختلفة ومتنوعة ولكنها منطلقة من منبع واحد مهما البسه المشعوذون من اقنعة او ثياب .. فاللوبي الصهيوني الجهازالعلني للماسيونية هو المسيطر على امريكا كما اوضحنا في مقالات سابقة والذراع الفاعل في تحقيق الاهداف هي الادارة الامريكية وهي بمثابة السلطة التنفيذية في الدول .. وقد اعتمدت في تعاملها مع الدول اسلوب جديد مختلف عما كانت تسلكه الدول الاستعمارية في سالف العصور بالاعتماد على القوة العسكرية المباشرة في تنفيذ اغراضها واهدافها .. اما اليوم فلم تعد مثل هذه الاساليب تجدي نفعا في السيطرة على الشعوب ولكنها لا تنحيها فهي تنشيء جيشا قويا وكفوءا لابتعداده بل بما يملكه من امكانيات ومعدات واجهزة حديثة وتعده اعدادا جيدا وتبقيه جاهزا كقوة ردع عند الضرورة غير انها قد اعتمدت الحروب الخفية في تفتيت الدول وتدميرها واخضاع الشعوب وهو العمل الناعم السري والاستخباراتي واستقطاب الشعوب واستدراجها واستمالتها لجذبها كفريسة الى احضانها والانقضاض عليها عن طريق نشر سمومها المتنوعة ايضا والذي يستند بشكل رئيسي الى المال فهو السلاح الاكثر فعالية من أي قوة على وجه الارض فهو السلاح الذي يخضع له الجميع وهو الطعم الذي لايرتاب منه احد ولايقوى على رفضه من تجلى بجلباب الزهد زورا وبهتانا .. فقداتضح للامريكان بان كل شعوب العالم الثالث تعيش تحت خط الفقر وهي بامس الحاجة الى الفلس الواحد كما اكتشفت
1- طبيعة هذه الشعوب القبلية المتنوعة الذي لازالت تسيطر عليها نعرات التفاضل والتنافس والانقسام والانغلاق ما جعل العلاقات فيما بينها قلقة غير مستقرة
2- الاختلافات العرقية التي ادت الى تأجيج الصراعات بين هذه العرقيات التي قد تتواجد في مكان واحد مما يثير الحساسيات المستمرة فيما بينها لاعتقاد كل منها باحقيتها في السيطرة والاستحواذ على تلك المنطقة واعتبار الاخرين دخلاء عليها وبذلك تكون مثل هذه الامور بؤر صراع واشتعال مهيأة باي لحظة للتفجر بين هذه العرقيات وهي مظاهر قد تختلف عما هي عليه الولايات المتحدة الامريكية المكونة من مئات العرقيات المتألفة والتي يعمها الوئام والسلام اذ ان جميع تلك العرقيات اجنبية الاصل عن الولايات المتحدة الامريكية فلا تتواجد في دواخل ساكنيها مثل هذه الاحاسيس على عكس العرقيات المقيمة في البلدان العربية التي يرى كل منها هو الاحق والاقدم والساكن الاصلي فيها
3- الاختلافات الدينية – حيث ان في البلدان العربية يتواجد العديد من المعتقدات السماوية مثل الديانة الاسلامية والمسيحية واليهودية والبابلية والقاديانية والبهائية والصابئية واليزيدية وقد يتخذ البعض منها شكلا عرقيا مثل اليزيدية والصابئية واليهودية وهم شرائح بشرية تتخذ من الاديان صبغة قومية لهم لايتزاوجون إلا فيما بينهم منغلقين على انفسهم مما ولد في كثير من الاحايين احتكاكات ادت الى تأجيج الصراعات اما مع السلطات الحاكمة او مع العرقيات الاخرى المتواجدة قريبة منهم وهي نقاط ضعف وبؤر ايضا مهياة للاشتعال بشكل دائم اضافة الى الاحتكاك الديني الذي يحدث بين الكتل الدينية خاصة بين الاقلية والاكثرية الدينية كما يحدث بين اونة واخرى مع الاقباط في مصر او حتى كما يحدث في بعض الاحيان في العراق اوغيرها من البلدان العربية
4- الطائفية – وهي اكثر البؤر خطرا خاصة في العراق لضخامة الكتلتين الشيعية والسنية التي لايمكن ان تعتبر احدها اقلية ضعيفة فالسنة لهم امتداد داخل البلدان العربية السنية المذهب والشيعية التي لها امتداداتها في ايران والتي قد تعتبر من اخطر البؤر قابلية للاشتعال في أي لحظة .. اضافة للطوائف الدينية الاخرى المتواجدة في البلدان العربية مثل الطوائف الشافعية والمالكية والحنبلية والعلوية والدرزية والاسماعيلية والاباضية المنتشرة في المغرب العربي والوهابية الاصولية المنبثقة عنها تنظيمات القاعدة المختلفة .. وكذا الحال بالنسبة للطوائف المسيحية والتي تتكون من الارثدوكسية والكاثوليكية والبروتستانتية والكلدانية وغيرها وهي غي متوافقة داخل جدران اطقمها المنغلقة
5- الايديوليجيات والتقسيمات الفكرية ومنها القومية العربية والاشتراكية المختلفة الالوان والشيوعية والبعثية ومئات الاحزاب الاخرى ذات البرامج المختلفة والمتشابهة ومنظمات المجتمع المدني المتنافسة والتي لاتعد ولا تحصى كلها شكلت بؤر صراع وتفجر.. قسم كبير صنعته الادارة الامريكية وزرعته في قلب الوطن العربي لاثارة الصراعات وزرع الفتن
وقد استغلت الادارة الامريكية كل هذه الاختلافات على انواعها في اثارة الصراعات داخل الشعوب المتخلفة وانطلقت من خلال هذه النزاعات للقيام بعمليات التخريب والتدمير واثارة الخوف والرعب في النفوس واشاعة الفوضى وهي الوسيلة الفعالة لتنفيذ مأربها الخبيثة وذلك عن طريق تنظيماتها التي توظفها وتدربها داخل مؤسساتها كما اوضحنا او نوهنا عنها والتي ترتبط معظمها في مؤسسة فريدم هاوس داخل الولايات المتحدة الامريكية واستعمال المال كأداة فعالة في شراء الذمم مستغلين حاجات الناس له او اغراء الطامعين به وهم بعدد حبات الرمل في بلداننا وعلى مختلف المستويات فحتى تجد من يصلي ويرفع ايديه الى السماء وجيبه مفتوح يتلقى ما يسقط فيه من الدولارات فهي حلال اذ هي نعم من نعم السماء .. فما يحدث في العراق اليوم من صراع عرقي او طائفي او مناطقي اقليمي او فدرالي وهي صناعة امريكية ودعوة (( بايدنية)) صميمة او صراع ديني كله نتيجة ما تفعله الادارة الامريكية عن طريق عملائها من جميع الاطراف فقد جندت لخدمتهامرتزقة مما كانوا في حضانتها معارضين وغرزتهم في كل طائفة وكل فئة وعرق مغدقة عليهم ملايين الدولارات طبعا عندما كانوا مفلسين اما اليوم فلم تعد الملايين تسد الرمق وهم يشاهدون المليارات تتقاذفها الاجواء من ابراج ابار النفط كما انها قد ارغمت كل من يحاول ان يزوغ ويلعب بذيله معها فلديها الوثائق والمستندات التي تدينهم وتثبت خيانتهم لشعوبهم كما يحدث مع بعض الساسة والزعماء مما يحاولون ان ينسحبوا من الميدان بعد ان يملاؤا حقائبهم بما لذ وطاب فتشهر لهم الاوراق او تنشر لهم الاخبار في هذه القناة التابعة لها اوتلك فيعود اليها صاغرا خانعا يطلب الغفران فيضطر هذا السياسي الى العودة لتنفيذ المأرب التي قد تودي به الى الموت الزئام في بعض الاحيان والحديث طويل وذو شجون في هذا المجال ولا يمكن كشف الاوراق في الوقت الحاضر واللبيب بالاشارة يفهم وقد شاهدنا كيف تجمع الاحباب في سجن تورة في مصر ولربما الطمع الذي يركب الكثيرون مما يسرقون اموال العراقيين لاينسحبون بما لديهم فهم يريدون المزيد وعندها سيقعون في قبضة العدالة ويوم لاينفع الندم .. فما يجري في مصر هو شبيه تماما لما جرى ويجري في العراق فاين مليارات الدولارات ؟؟؟؟؟ هل لازالت في مغارة علي بابا ام انها في الحفظ والصون في مكان امين ؟؟؟؟؟ وها نحن نرى سورية تدخل على الخط فقد صدر القرار ولن تستطيع اية دولة او جهة ان تنقذها من المصير المحتوم فعلى بشار ان يكون اكثر تعقلا ويتخذ طريق ابن علي قبل فوات الاوان فالقرار لاتراجع فيه ولا يقع بما وقع به القذافي وزعيمنا الراحل صدام ويركب رأسه فعلينا ان لاننطح الجبال فهي سمكة بجوار قرش فالزحف الامريكي قادم لامحال وعندها يصبح الاسد ((.......)) حمل وديع ولا زال الاخرون في الطريق والبعض الاخر قيد الدرس .. فقد وجدت الادارة الامريكية طغيان الاخوان المسلمين فاتجهت كي تثيرهم لاعلى الحكومة بكونها بعثية المبدأ بل هي تعتمد في زحفها على خطين الخط الديني المتمثل بالاخوان المسلمين والخط الثاني المتمثل بالخط الكردي العرقي فبالنسبة للخط الاول فهي تعتمد على النعرة الطائفية باعتبار الحكومة علوية فحركت عليهم الاخوان المسلمين السنة والخط الثاني العرقي باعتبار الحكومة السورية تضطهد الاكراد فاثارتهم للانتفاض مدعمين باكراد العراق وما هو متواجد في تركيا من اكراد مما يدعمونهم ويمدونهم بالسلاح فجعلت الاسد وصحبه بين فكي كماشة ومن ورائهم ((العم سام )) فجعلت الحكومة السورية تدوخ فان ارضت الاكراد ثار عليها العرب من الاخوان المسلمين وان ارضت الاخوان ثار عليها داعميها من الجيران الذين تعتمد عليهم في صمودها والعم سام يدعم الجميع كي يستمر النزاع والصراع حتى يقضى على النظام .. وهو ما تفعله في مصر ولكنه بشكل اخر فبيدها العديد من الاوراق فهناك موجود لديها منظمات الشباب خاصة منظمة 6 ابريل المدربة اركان قياداتها في الصرب تحت اشراف اتبور وهناك الاخوان المسلمون المتضاددون مع المنظمات الشبابية والناشطة علياء المهدي كذلك هناك الاقباط وكلهم ثائرون ضد المجلس العسكري الماسك بزمام الامور الى حد الان والذي ابقى مصر صامدة محافظة على كيانها وهو ما لايريده العم سام فلازالت مصر تخيف الزعيم الاكبر اسرائيل ولا زال جيشها كما هو قويا متكاملا فلا بد من تحطيمه كما جرى للجيش العراقي ولكن المجلس العسكري لايمكنه ارضاء الجميع فان سلمها للاخوان ثار عليه الشباب وان سلمها للشباب ثار عليه الاخوان والمطلوب ان يخرج هو واسلحته من الميدان كي يسلمها للاخوان والشباب كي يتصارعوا ويقتل بعضهم بعضا وتنتهي مصر كما انتهى العراق وما الت اليه ليبيا وما سيحدث لها عن قريب من اقتتال وتشرذم كما يريد ذلك العم سام وقد بدت البوادر في ليبيا باستقالة محمود جبريل وبعد ذلك سوف تدور عجلة التخريب ويلعب برنارد ليفي كما لعب في العراق ومصر والحبل على الجرار ...!!!
المحامي يوسف علي خان