بعد عشر سنوات من التحرير ونسيان الماضي العقيم وانتهاء الكوابيس التي كانت تخيم على المواطن واصبح المولود في سنة 2003 بعمر عشر سنوات اي انه الآن في الصف الرابع الابتدائي وربما كان من النوابغ الذين يتوجهون للصفوف المتقدمة لحلول المسائل الرياضية المعقّدة او بروزه في الفيزياء المادية وبقية المواد الدراسية وربما انتقد الواقع المأساوي الذي يمر فيه الشعب ويضع الاقتراحات المهمه والصائبة . ونحن لا زلنا نعيش في أول الاحتلال وانهيار البنية التحتية للوطن والفوضى تعم البلاد وانتشار الفساد الاداري والاجتماعي وانعدام الامن والامان ... وعندما تنتقد هذا الواقع المؤلم يتوالى عليك الانتقاد اللاذع والكلام الغير مسئول والتعرّض لشتى المصائب حتى تتمنى انك لم تكن عشت لهذا الوقت ولم تكن رأيت ما رأيت من الكوارث التي تصيب المواطن او الجوع والفقر الذي يعيشه ابناء الشعب اضافة الى الظلم والجور الذي نراه يعم دوائر الدولة سواء في المعاملات او التعيينات او المراجعات .

لقد اعتاد اعضاء البرلمان او الوزراء ان يدافعوا عن انفسهم وعن تقاعسهم وكسلهم واهمالهم للعديد او كل مشاريعهم ومسئولياتهم بكلمة انه لا يوجد عندنا ( العصا السحرية ) !! حتى نستطيع تنفيذ كل المشاريع التنموية والخدمية والاصلاحية .. ومن قال لكم ان (العصا السحرية) تستطيع انجاز هذه المشاريع العملاقة مشاريع الوطن الجبارة التي يعتمد عليها المواطن في كل حياته وشئونه لو تم انجازها واظهارها بشكلها الصحيح ..

هناك أسئلة كثيرة تدور حول ( العصا السحرية ) !! هل العصا السحرية تستطيع انشاء مشروع الماء الصحي لكل الشعب ؟؟ . هل العصا السحرية تستطيع انجاز مشروع الكهرباء الوطنية ؟؟ . هل العصا السحرية تستطيع انشاء المشاريع الطبية مثل المستشفيات وتوفير الاجهزة الطبية الحديثة والادوية اللازمة للمرضى والاطفال والمسنين ؟؟؟ . هل العصا السحرية تستطيع ان تحمي الشعب من الارهاب ؟؟ او تستطيع تشكيل الجيش المقاتل بكامل عدته واجهزته الحربية الناجحة ؟؟ . هل تستطيع العصا السحرية اشباع الجائع واغناء الفقير واصلاح الفساد ؟؟ . وهناك الكثير من الأسئلة حول العصا السحرية وما تستطيع القيام به ..

ان العصا السحرية هي اوهام مرضى وأماني مفلس وخيال مجنون !! ان العصا السحرية هي الغش والدجل بعينه لان الدجال هو الذي يقلب الحقائق ويمنّي النفس ويصوّر الواقع كما يريد وليس كما هو الواقع .. ان العصا السحرية هي التي استعملها المشعوذ والسحرة ليسحروا الناس بسحرهم ويحصلوا منهم على شبع بطونهم بعد ان يمنّونهم بالاماني وفك عقدهم وحل مشاكلهم وشفاء مرضاهم !! وان كانت غير صحيحة !! لان فك العقد وشفاء المرضى ينبغي مراجعة الطبيب النفسي او طبيب الاختصاص وحل المشاكل يأتي بالحلم والهدوء والتفاهم وكل له اختصاصه وقواعده وحلوله !! وليس ( العصا السحرية ) الا وهم غامض يراد منه التمويه وتشويه الحقائق وما هي الاّ اثبات العجز عن العمل وعدم المعرفة والجهل بعينه !! .

ان اعضاء البرلمان والوزراء في الحقيقة أثبتوا فشلهم الذريع في العمل واثبتوا جهلهم بقوانين العمل وبنود الدستور والا لماذا عطّلوا الدستور واهملوا المشاريع وابتلوا بأمراض الدجل والشعوذة والغش والتمويه والتدليس على الشعب , وفرّغوا انفسهم تماما للسلب والنهب والسرقة لثروات الشعب وخيراته ولم يستفيدوا من هذا الوقت الطويل مدة عشر سنوات في انجاز المشاريع الخدمية والصحية والعمرانية والزراعية والصناعية ..

ان اعضاء البرلمان والوزراء ينبغي عليهم تصحيح سلوكهم واسلوبهم العملي واصلاح ما فسد من اعمالهم التخريبية واستبدالها بالاعمال التربوية الصحيحة وانجاز ما وعدوا به الشعب واستمرار العمل وتواصله ليلا نهارا ليلتحقوا بركب الانسانية والحضارة والتطور ليسجل لهم التاريخ حسنة ويمحوا عنهم الف سيئة وقعوا فيها وما هذا الفساد الاداري والاجتماعي الاّ نتيجة سيئات اعمالهم المتكررة بدون الالتفات اليها اوالتوبة منها !!

ان الملفات العالقة التي تكلّموا عنها وعدم انجازها لسنوات طويلة , بماذا نفسرها ؟ وما هو الجواب عنها ؟ هل هو الاّ الاهمال والاستخفاف بالشعب !! والاّ لو انهم احترموا شعبهم وكبّروه وجلّلوه لخجلوا منه واهتموا بشأنه وبذلوا كل جهودهم من أجل سعادة الشعب ... ينبغي على كل أعضاء الكتل السياسية احترام الشعب واحترام المبادئ والقوانين التي قيدوا انفسهم بها !! وتقديم التنازلات الرئاسية والحكومية فيما بينهم !! والتوافق الاكيد والرضا بعضهم على بعض والمحبة فيما بينهم لينعكس هذا التراضي والحب على الشعب وبالتالي يستطيع النائب والوزير تنفيذ المشاريع وتطوير الواقع وازدهاره ...

ان التراضي والتوافق والمحبة هي من البديهيات في الشراكة .. وهي عناصر التماسك والتلاحم والوحدة والقوة والطاعة .. وما وضع الرفق على شيء الاّ زانه وهو قول الامام الجواد (عليه السلام ) !! رفقا بنا ياحكومتنا ووزرائنا . رفقا بنا يا أولياء أمورنا . رفقا بنا يا أحبتنا يا من انتخبناكم للامانة والعمل والتجديد وليس العكس ....