السفر عبر الزمن.. حلم يقترب من الواقع/محمد خالد السبهان
Sun, 2 Sep 2012 الساعة : 14:23

العلم وهو يسابق الزمن.. لايكف عن تحويل الأحلام الى حقيقة والخيال الى واقع. العلم ينطلق في كل المجالات ولا حدود له.. وبفضله صار العالم قرية صغيرة كل أسرارها لاتخفى على أحد بفضل الشبكة الالكترونية العالمية التي تربط هذه القرية.
والسفر عبر الزمن.. ظل حلما يداعب العلماء خاصة مع ظهور نظرية النسبية لاينشتاين، وهو الآن على شفا أن يصبح السفر عبر الزمن حقيقة على أرض الواقع.. يسعى اليها عالم طبيعة أميركي هو رونالد ماليت.
هذا الباحث وهو في العاشرة من عمره توفي والده بنوبة قلبية وهو في ريعان الشباب ولم يتجاوز الثالثة والثلاثين من عمره. أصيب رونالد بصدمة قوية وشعر بأن حياته كلها قد دمرت.
وبعد ذلك بعام تقريباً، قرأ رواية الخيال العلمي «ماكينة الزمن» للكاتب إتش جي ويلز، وعقد العزم منذ ذلك الحين على بناء جهاز للسفر عبر الزمن، لكي يستطيع أن يعود إلى الوراء في الزمن ليمنع وفاة أبيه المبكرة.
طموح وحماس
كان ذلك قبل 50 عاماً. ثم أصبح ماليت بروفيسور في الفيزياء بجامعة كونكتيكيوت بالولايات المتحدة، لكن طموح طفولته في السفر عبر الزمن إلى الماضي لايزال متقداً في عقله ونفسه وبحماس متزايد حتى يومنا هذا.
يقول ماليت «في البداية حرصت على ألا أخبر أحدا بطبيعة الأبحاث التي أقوم بها، لكي لا يؤثر على نجاحي المهني. ولذلك عكفت على دراسة الثقوب السوداء، كغطاء للتمويه على حقيقة اهتماماتي. لكنني، من ناحية أخرى، لم أتوقف عن محاولاتي المستمرة لفهم المزيد عن الزمن وكيفية المضي قدماً من أجل التوصل إلى بناء آلة السفر عبر الزمن».
وبعد سنوات طويلة من العمل الدؤوب، توصل ماليت إلى التصميم المثالي، حسب اعتقاده، لبناء ماكينة الزمن، التي تعتمد في طريقة عملها على استخدام حزم مستديرة من الضوء لجرّ المكان والزمان إلى حلقات مغلقة، كما يحدث عندما نقوم بتحريك القهوة بشكل دائري داخل الفنجان. وتتلخص الفكرة في أنه بينما يدور الزمن في حلقة مغلقة، لا بد أن تفلت بعض جزيئاته عائدة إلى الماضي.
تشكيلة من الليزر
ويعمل ماليت حالياً مع عالم الفيزياء التجريبية البروفيسور تشاندرا رويتشودري، أيضاً في جامعة كونكتيكيوت لاختبار هذا التصميم . وهما يخططان الآن لاستخدام تشكيلة معقدة من أشعة الليزر لتوليد حلقات ضوء تتحرك بشكل دائري حول مركزها، على أمل أن تكون تلك الحركة الدائرية قوية بما يكفي لإرسال الجسيمات الذرية إلى الماضي لبرهة وجيزة من الزمن.
الجسيمات الذرية
ويقترحان قياس هذا التأثير عن طريق استخدام الجسيمات التي تضمحل بشكل طبيعي خلال فترة زمنية محددة بشكل دقيق.
وعلى سبيل المثال فإن الجسيمات الذرية، التي تسمى البيونات، لديها عمر محدد لا يتجاوز 26 جزءاً بالمليار من الثانية.
وإذا أمكن تحريض هذه الجزيئات للسفر في الزمن إلى الماضي، فمن المفترض ان يقصر عمرها الافتراضي. ويسعى العالمان الآن لتوفير الموارد المالية لمشروعهما، الذي يحتاج، حسب تقدير ماليت، إلى عشر سنوات حتى يكتمل.
لكن بعيداً عن الجسيمات الذرية، ماذا عن إمكانية سفر الناس في الزمن إلى الماضي؟
يقول ماليت إن «ذلك سيتطلب تعاوناً دولياً على نظاق واسع. واعتقد اننا، في حال توفرت لنا موارد مالية غير محدودة، قد نرى جهاز الانتقال عبر الزمن حقيقة على الأرض الواقع قبل نهاية هذا القرن».
في انتظار الدعم
من المثير للاهتمام أنه يتم حالياً العمل على انتاج فيلم سينمائي للمخرج سبايك لي مقتبس من القصة الحقيقية لعالم الطبيعة الاميركي رونالد ماليت.
فهل يحقق ماليت في الفيلم ما يطمح أن يحققه في الواقع، وهل ستظل التجسيدات العملية لمثل هذه الأفكار النظرية حبيسة الخيال العلمي أم أنها ستخرج إلى عالم الواقع في عصرنا الحالي؟
يرى المتحمسون لهذه الأفكار الطموحة أن المسألة مسألة تمويل فقط، وأنه إذا قررت الحكومات فعلاً توفير الدعم الحقيقي، فسوف نرى نتائج عملية في وقت قياسي. وبالفعل فقد استطاعت اميركا، التي لم تكن قد ارسلت روادها حتى إلى المدار، استطاعت ان توصل الإنسان إلى سطح القمر خلال ثماني سنوات فقط. لكنها أنفقت في سبيل ذلك 4 .25 مليار دولار، أي حوالي 3 بالمئة إجمالي ناتجها المحلي لعام 1969 وما يعادل حوالي 150 مليار دولار اليوم.