بين الجبوري والطالباني امتطانا ظافر العاني -عقيل الموسوي-المانيا

Sun, 19 Jun 2011 الساعة : 9:15

لا اخفي فرحي وسروري بجديّة تعامل المؤسسه العدليه في قضية (عرس الدجيل) , تلك القضية التي هزّت مشاعر كل شريف سمع عنها , كما لا اخفي قلقي من احتمالية احتواء مشاعرنا تلك ومن ثم المتاجرة بدماء الابرياء الشريفه خصوصاً اذا ماتعلّق الامر بالسيد رئيس الجمهوريه الذي لازال يصرُّ على قدسيّة توقيعه امام تلك الدماء التي فضلها الله تعالى حتى على بيته الحرام , وكأنَّ فخامته يريد من الله أن يُنزِلَ عليه سورة (براءة) جديده وبلسان كردي فصيح يثبّت بها فؤاده ( المعصوم) كي يتراجع عن موقفه ويتفضل علينا بتوقيعه لتكتمل عملية القصاص التي لنا فيها حياةٌ ان اعتبرنا من أُولي الالباب , ولا أدري كيف نسي فخامته أو تناسى وهو رجل قانون أنَّ توقيعه في هكذا موقف ـ ومنذ تسنمه منصب الرئاسه ـ لم يعد يمثله بصفته الشخصيه بل يمثله بالاضافة الى وظيفته , ولا ادري كيف يتصدى لمنصبٍ يجتزأ منه ما يناسبه ويمجُّ ما يتعارض مع افكاره التي آمن بها وحده من دوننا , أليس ذلك كمن يؤمن ببعضٍ من القران ويكفر بالبعض الاخر ؟ , فهو يعلم علم اليقين ان عمليات الاعدام لا يتم تنفيذها مالم يصادق على احكامها رئيس الجمهوريه ( فأذا كنت ياسيدي لا تستطيع التوقيع فلماذا لا تبصم وتنهي الامر على خير؟) , والّا فلا حاجة لي (انا كمواطن عراقي) بتوقيعٍ يسلك هُداه متصدراً اوراق العقود والبروتوكولات ولا يقف شامخا بل ويجف مداده فوق اوراق العدالة التي تُعيد الينا بعض الكرامة التي أُهدرت على مرآىً منه ومَسمع , بل سأتقيء على هكذا توقيعٍ طرفي النهار وزُلَفاً من الليل , كذلك لا حاجة لفخامته أن يوكل نوابه الذين تمددوا وتعددوا ليشملوا طوائف العراق وأحزابهم وربما قومياتهم ومحافظاتهم في القريب العاجل أو الآجل الذي سيتم فيه تطبيق فيدرالية المحافظات , فهاهو احدهم يعلن استقالته دلالاً وغنجاً مدّعياً ان المرجعيةَ غازلته دون سواه مغرمةً بخصره الميّال كي يتخلص ربما من التوقيع على اعدام مرتكبي جريمة مصرف الزويه , وأما الثاني فهو الأب الشرعي للجبوري وأمثاله فأنّى له التوقيع على اعدامه ولمّا يرَ في المنام أنه يذبحه ؟؟؟ , يبقى أملنا في الثالث أن لا يأخذه حبه للحسين وذوبانه بشخصه الى العفو عن أبناء الطلقاء .
وهنا لابد لي أن أتساءل وليس أسأل ( لأني على يقين ان لا مُجيب) أليسَ اِحجام الرئيس عن المصادقةِ على الاحكام القضائيةِ سيعطي لمرتكبي الجرائم زخماً اضافياً لارتكاب المزيد , ولممثليهم السياسيين الذين يشاركونه الحكم فرصاً لخلق الازمات السياسيه ومن ثم مقايضتها بالعفو عن المجرمين وأطلاق سراحهم , أو غض النظر عن عمليات تهريبهم المفتعله على اقل تقدير (ان لم تكن هناك مشاركه فعليه في تلك العمليات) , وهذا ما يؤدي كنتيجةٍ حتميةٍ الى ضياع حقوق الدماء المهدورةِ ظلماً وجَوراً وبهتاناً , ولعلَّ خير شاهدٍ على ذلك هي الفرحة التي ارتسمت على وجه ظافر العاني وبدون خجلٍ ابداها ضحكةً صفراء وشماتةً واضحة , وانّى لظافر العاني وامثاله الخجل او الخوف بعد أن أمِنَ العقابَ والغرابَ على حدٍ سواء.
وهل من العدالة يافخامة الرئيس أن تبحث عن حقوق الانسان بين من المجرمين وقطاع الرؤوس والأثداء ( ان كانوا بشراً كما تزعمون ) وتنساها بين المظلومين والمغتصبات والمعتدى على شرفهن وكرامتهن ؟؟؟.
شخصياً أُطالب أن يهتدي فخامة الرئيس الى المصادقة على احكام الاعدام الصادرة بحق المجرمين أو... ليترك هكذا منصب لأن رعايته لحقوقنا وحراسته للدستور الذي أوكله ذلك ستكونان ناقصتين , وكما انه لايقبل أن يأتيه راتبه منقوصاً , كذلك نحن , فأننا نطالبه بتأدية واجباته غير منقوصةٍ ابدا.
أخيراً وقبل أن أطبع مقالي هذا حذّرني ابني بعد أن اطّلع عليه قائلاً : أرى أنهم سوف يعدموك ياأبي , فقلت له بلهجة حجي راضي رحمه الله ( لا وليدي ميكدرون ...لأن مام جلال ماراح يوقع على اعدامي )...
 

Share |