مخازي وهمم في قمة القمم!/خليل الفائزي

Sat, 1 Sep 2012 الساعة : 0:49

 

اننا و من باب النصيحة بجمل! والسكوت عن الباطل شيطان اخرس! نواصل انتقادنا الشديد بهدف إصلاح الأمور الأمة وتغيير وعزل وطرد الإعلاميين والسياسيين الفاشلين والمنافقين الذين ينهبون حتى لقمة عيش المحرومين من اجل تضخيم بطونهم و لحس أحذية الحكام والمسئولين من خلال النفاق و الدجل و تشويه الحقائق او التغطية عليها.
و نشير في هذا السياق الى النقاط التالية:
* قمة عدم الانحياز التي انعقدت في طهران وانفق عليها – حسب الإعلام الرسمي – مئات ملايين الدولارات وممارسة أسوء الضغوط الأمنية و الاجتماعية على ملايين من الناس يقطنون في طهران لمجرد تطبيق اسخف وأحقر خطة أمنية لحماية أمن ثلة من الضيوف من خلال هدر و إضاعة حقوق المواطنة والعيش لمئات آلاف من الأسر التي تعيش في منطقة عقد القمة والفنادق التي نزل فيها الضيوف غير المرحب بهم بتاتا ، كانت هذه القمة افشل وأسوأ اجتماع عقد حتى الان عبر التاريخ لان المشرفين عليها و من اجل نهب و إهدار مئات ملايين الدولارات من أفواه المحرومين في إيران و إنفاقها على بطونهم وبطون المشاركين فيها، شحنوا عقول كبار المسئولين في النظام الإيراني بحفنة من الأكاذيب والأمور غير الواقعية خاصة فيما يتعلق بزعم المشرفين على القمة من ان حضور قادة و حكام و وفود دول عدم الانحياز في طهران سيغير من سياستهم و مواقفهم لصالح النظام الإيراني!.
ما هذا التفكير السخيف ومن هم وراء إشاعة هذه الأراجيف والمزاعم الفارغة؟ فهل يعقل ان يغير حكام مستبدون وقامعون لشعوبهم مثل حاكم كوريا الشمالية المستبد والعديد من قادة المنطقة والعالم لاسيما زعماء "أنظمة الجمهوريات التوريثية المزيفة" سياستهم لمجرد المشاركة في مؤتمر و شحن طائراتهم بالهدايا والعطايا التي جمعت من أفواه و جيوب الملايين من الفقراء والمحرومين في ايران؟. وهل ان أمير قطر وأمثاله من الذين يتفاخرون بإنفاق مليارات الدولارات على زعزعة أركان أنظمة في المنطقة سوف يكفون عن سياستهم و تنسيقهم مع أمريكا (وربما في الخفاء مع اسرائيل) و ينصاعون فورا وطواعية لسياسة إيران بعد وصولهم ومشاركتهم في قمة عدم الانحياز بطهران؟!.
حقاً كل من لديه مثل هذا التصور، فإما انه غبي وأحمق او انه متفائل بجنون و يعيش في أوهام زيف العظمة و أحلام الكبرياء الباهتة!.
* كان تركيز أضواء قمة طهران على مشاركة ثلاث شخصيات بارزة و هم دكتاتور كوريا الشمالية الذي قاطع القمة دون سبب وجيه، والآخران: بان كي موني أمين عام الامم المتحدة والرئيس المصري محمد مرسي. الاول رفض وجهة نظر الحكومة الإيرانية (وهي محقة) بشأن النووي السلمي للجميع وإزالة الأسلحة النووية من يد الجميع، و أصر على ضرورة التزام طهران بشروط الغرب والأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة النووية، إضافة الى إصرار بان كي مون على التزام حكام ايران بعدم تهديد إسرائيل او الدعوة لإزالتها، و هذا الأمر كان ولازال متوقعاً من أمثال بان كي مون، فلماذا كل هذا التقدير و التمجيد له و التعامل معه و كأنه وحي منزل وولي من أولياء الله الصالحين؟!.
الشخصية الثانية تمثلت بالرئيس مرسي الذي له مواقف وتصريحات نحترمها اذا كانت من باب حرية الفكر وندينها اذا شحنت بالحقد والإساءة. فقد نقل عن مرسي قوله: الشيعة اخبث من اليهود!. و عندما عانق الملك عبد الله نقلت عنه صحف سعودية: إنني التزم فقط بالمذهب السنّي الذي تمثله المملكة السعودية، اي المذهب الوهابي!.
و خلال كلمته في مؤتمر قمة عدم الانحياز أغاظ المشرفين على القمة بإشادته بأسماء الخلفاء الراشدين والصلاة عليهم! بشكل ملحوظ متعمدا ومعلنا انه من اتباع المذهب السلفي في عقر دار التشيع!. ووضع مرسي بطيختين تحت إبطيه من خلال محاولته إغاظة المسئولين الإيرانيين اكثر بدعوته لإسقاط نظام بشار الأسد في سوريا وهو الحليف الأساسي للنظام الإيراني، واعتبار ما تصفهم طهران بالإرهابيين في سوريا، ثوار و مجاهدين يمثلون كفاح و إرادة الشعب السوري.
وكان أول غيث مشاركة مرسي في قمة طهران هذا الخبر الذي نقلته قناة العالم الإيرانية نصا:
((( بعد كلمة مرسي، السلفيون يعلنون الجهاد ضد نظام الأسد حيث خرج المئات من أعضاء الحزاب السلفية والوهابية في مصر بمسيرات حاشدة طالبوا بفتح باب القتال ضد نظام الاسد في سوريا وذلك عقب الكلمة التي ألقاها الرئيس المصري محمد مرسي خلال افتتاح قمة دول حركة عدم الانحياز بطهران!)))
فهل استطاع المشرفون على قمة طهران تغيير سياسة مرسي او دفعه لنبذ الحلف الذي تقوده السعودية وقطر وانضمامه الى حلف إيران وقلة أنصارها؟!.
* خلال انكباب القادة الحكام المشاركين في قمة طهران على افخر موائد الضيافة ووضع إمكانيات ومزايا قدرت بمئات ملايين دولار تحت تصرفهم، نقلت بعض الأجهزة الإعلامية مشاركة الممثلة الأمريكية المعروفة انجلينا جوليا شخصياً في تقديم مساعدات إنسانية لمنكوبي الزلزال الذي ضرب مناطق فقيرة جداً في إقليم تبريز شمال ايران.
يا ترى هل ان ممثلة الإغراء و الخلاعة جوليا اكثر إنسانية ام المشاركون في قمة طهران، و أليس من الناحية الإنسانية والشرعية كان من الأحرى تقليص نفقات هذا المؤتمر و إنفاقها على ملايين الفقراء والمحرومين في إيران خاصة منكوبي زلزال تبريز؟!.
* بالرغم من إنفاق ملايين الدولارات على أجهزة الإعلام و طاقم الترجمة و التقنية والخدمات لتنظيم مؤتمر طهران الا ان من اكبر المخازي الذي رأيناها جلياً خلال انعقاد المؤتمر ( وما خفي اعظم لاننا لا نعلم غيب و حقيقة المخازي التي لم تعرض علانية) هي:
- الانقطاع المكرر للصوت في قاعة انعقاد القادة الوفود المشاركة في القمة ليس لمرة واحدة بل لعدة مرات الأمر الذي أدى لاستياء الرئيس المصري و رؤساء آخرين.
واسخف ما حدث في هذا المؤتمر هو تحريف وتحوير الترجمات لكافة المتحدثين خاصة خلال كلمة الرئيس مرسي الذي كان يندد بالنظام السوري و يدعو لاسقاطه فيما كان ينقل مترجم وزارة خارجية ايران عن مرسي من انه ندد بحكام البحرين و ان مرسي كان يشجب المؤامرة على الشعب السوري أحيانا و استبدال اسم سوريا بالبحرين أحيانا أخرى اذا كان التنديد لنظام الاسد!، وكأننا نعيش في عمق الأدغال وخلف الجبال ولا توجد قنوات متلفزة ولا إنترنت وان المستمعين والمشاهدين في العالم سوف يستمعون فقط لقول وأكاذيب المترجمين بالفارسية الذين كانوا موجهين مسبقاً لتغيير الترجمة لصالح سياسة أجهزة النظام الحاكم فقط مهما كانت كلمات المتحدثين في اجتماعات القمة!، وهذا الأمر شمل أيضا موضوع الخليج، حيث كان القادة والمتحدثون يصفون الخليج بالعربي في حين كان المترجم ينقل عنهم: الخليج الفارسي.( لسنا بصدد البحث في اصل تسمية الخليج و لكن قصدنا مهنية الترجمة فقط)
الترجمة قانوناً يجب ان تكون نصاً ولا تحوير فيها لنقل جميع الأقوال بصدق ليفهم الجميع ما ينطق ويفكر به الآخرون بكل حرية وديمقراطية وليس ان نفرض عليهم مواقفنا بالقسر وتحوير كلماتهم بالترجمة والنقل الإعلامي الزائف او لا نسمح لهم بيان مواقفهم مهما كانت حتى و ان كانت ضدنا و لا تمثل إرادتنا.
فهل من المعقول ان نحور خصومتهم و مواقفهم المعادية لنا ونقول للداخل ان هؤلاء من اخلص أصدقائنا و أنبل الناس في العالم! و انهم ينطقون و يتحدثون بما نفكر به ونريده ونطلبه منهم فقط!.
ولكن ماذا نتوقع من أنظمة وأجهزة لا تفهم مع الأسف سوى لغة وسياسة الكذب والنفاق والتزوير!.
 
((ملاحظة كل من يرى ان في كلامنا تهجما و افتراء او تحويرا للحقيقة يمكنه الرد علينا و تقديم شكوى ضدنا))
 
• إعلامي و قانوني مقيم في السويد
Share |