المالكي والنجيفي والمطلك تحالفات الاضداد تقارب الخطاب السياسي/ناجي الغزي

Fri, 31 Aug 2012 الساعة : 16:36

 

ما يلوح في الافق خلف كواليس الساسة شبه تقارب في الخطاب السياسي للاطراف المتصارعة ويبدو هناك هدنة مؤقتة بين السيد المالكي والنجيفي والمطلك لتجنب مساحات الجدل السياسي العقيم عبر مبادرة تذويب الجليد بين الاضداد لتجنب المشهد السياسي تداعيات الازمةالسياسية وخطورة المرحلة القادمة. ويبدو أن هناك مرونة تفوق التوقعات في التقارب السياسي بين الفرقاء, رغم الخلافات والاختلافات بين الاطراف الا أنهم متجهين حول تقارب حذر يشبه التحالف أو التقارب المرحلي  وهذا مرهون بحسن وحجم النوايا.
وعودة السيد صالح المطلك الى كابينة رئاسة الوزراء وممارسة اعماله جاءت على أنقاض "علاوي والهاشمي" وفي ظل أجواء ملبدة بالغيوم بين الحكومة المركزية وأقليم كردستان, والمالكي فكر جديا بترميم العلاقة بينه وبين الاضداد ليبقى المطلك والنجيفي اقوى حليفينوأبرز زعيمين للطائفة السنية, وهما لايختلفان في الرؤية السياسية والدستورية مع المالكي أتجاه القوى السياسية الكردية وحكومة الاقليم  من حيث علاقاتها وأستحقاقاتها. وهذا التقارب في الخطاب السياسي كان واضحا جداً في خطاب السيد المطلك "لدولالجوارالعراقيالىعدمالانجراروراءدعواتالطائفيةوتقسيمالشعوب،علىأسسالقوميةوالدينوالمذهبومحاولةالاستفادةمنالتجربةالعراقيةفيهذاالمجال"
وزيارة النجيفي لرئيس الوزراء السيد نوري المالكي هي دليل آخر على بوادر التقارب أوالتحالف الذي يراد به وحدة خطاب وطني بالضد من الخصوم السياسيين في كلتا الجانبين. فالمالكي بعد الاطاحة بخصومه السياسيين ونجاحه في تفيت القائمة العراقية, ينوي أختيارالطرفين الاقوى في الجانب السني, في ظل العلاقة المتشنجة بين الاقليم والمركز وتخطيالحواجزالطائفية وأستباق تداعيات سقوط نظام الاسد من خلال التحالف السياسي الجديد.
ويبدو ان الفترة المنصرمة أستهلكت الأطراف المتخاصمة وأنهكت قواهم من لعبة شد الحبل وأسلمت الى أسلوب المراضاة الذي يعتمد على فك الاختناقات والحد من التدافعات والركون الى تحالفات سياسية تعتمد الاستحواذ على السلطة من خلال توسيعنفوذهاالجماهيريوكسب ثقة الجماهير بتحالف يأخذ عنوان جديد يلامس مشاعر الناخب ويدغدغ عواطفه. وبالتالي يؤمن لهم وصول سلس للسلطة وتشكيل حكومة أغلبية مطلقة على أساس الاستحقاق الانتخابي وليس على أساس طائفي او عرقي, دون الإعتماد على شركاء او مشاركين فيالسلطة أو مستأثرين بمناصب سيادية مهمة ومنهم الأكراد, دون النظر الى توزيع المناصب على أساس المكونات .
وهذا التحالف له مردودات إيجابية كبيرة على شكل الدولة في حالة تشكيل حكومة أغلبية, مما يجبر الاطراف الخاسرة بالجلوس في مقاعد المعارضة وبهذه الحالة يتوازن البرلمان في ثنائية السلطة والمعارضة. ربما يستغرب البعض من طرح تلك الرؤية في رسم تحالفمهجن أو مستهجن عن البعض, كون الخلافات كبيرة أيدلوجيا, وفيعالم السياسةلايوجدخصمدائمأوحليفثابت.والتحالفات كفيلة بتذويب البرامج والمراجع الفكرية وراء اهدافها السياسية.
ويبدو ان المرحلة القادمة تحتم على الاطراف ضرورات التحالفات وانفتاح النقيضين على بعضهما ويبدو ان السيد المالكي أدرك أكثر من غيره الى ضرورة المرحلة القادمة, لذلك ساهم في تطبيع العلاقات مع الخصوم وخلق ظروف وأجواء إيجابية ممكنة تساعد الاطرافللذهاب الى مرحلة جديدة وإزالة العقبات التي تحول دون ذلك مما ينتج التحالف الجديد تطور سياسي مغاير ينعكس على السلوك السياسي ويحد من حالة الصراع السياسي.
وهذا التحالف يمكن ان يؤسس مرحلة جديدة من الاصطفافات على أساس الأغلبيةالسياسيةدون النظر الى المرجعيات الفكرية, طالما أن أحدهم لايلغي وجود الاخر وهذه المبادرة كفيلة بأعادة الحسابات على أساس الإستحقاقات الانتخابية.  ومن خلال تلك التحالفات الجديدةيمكن ان تتكون جبهة عربية وطنية تفوق الجبهة الكردية في التحالفات وتقطع الطريق عليهم في المطالبة بالمناصب السيادية أذا ما جنح الجميع الى الدستور والعمل بنصوصه دون النظر الى الصفقات السياسية. لان جميع القوى السياسية العربية على مختلف مذاهبها تتفق على أن التحالف الكردستاني يتمتع بمزايا تفوق أستحقاقه السياسي والمالي. 
Share |