زعماء الصدفة/جواد كاظم اسماعيل

Wed, 29 Aug 2012 الساعة : 17:25

 

في زحمة المتغيرات العاصفة التي اجتاحت بلدنا العراق بعد عام 2003 برزت إلى السطح السياسي شخصيات هزيلة وضعيفة جدا بكل قياسات الضعف , ونتيجة للفراغ الكبير الذي نتج بسبب انهيار دولة كاملة بكل مؤسساتها بمنهج مدروس من قبل قوات الاحتلال المتعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وبدفع من بعض القوى السياسية تبوأت هذه الشخصيات مسؤوليات حساسة ومهمة في الدولة’ بالطبع هذه الشخصيات التي نتحدث عنها هي لاتتمتع بالكفاءة ولا المهنية ولكن هي الفرصة من صنعت هؤلاء لذلك بقى العراق (( مكانك راوح) رغم مرور أكثر من 10 سنوات على سقوط النظام البعثي , حيث كل شيء معطل ومخرب في هذا البلد, فلا القطاع الصناعي منتج ولا القطاع الزراعي مثمر حتى وصل بنا الحال إلى استيراد( البصل) من دول الجوار, وإذا مررنا على بقية القطاعات فهي من سيء إلى أسوء وبقى المواطن العراقي يطلب الخدمات ولا من مجيب بسبب انشغال هذه الشخصيات الهزيلة بالفساد والسرقة,, طبعا أنا هنا لا أعمم الرأي على الجميع إنما هناك أحزاب وشخصيات لها تأريخ جهادي كبير ودور مهم في إسقاط النظام الدكتاتوري مثل حزب الدعوة والمجلس الأعلى بكل تشكيلاته قبل ان تنفرط هذه التشكيلات منه والحزب الشيوعي العراقي,, لكن هذه الأحزاب وغيرها كما أسلفنا في بداية حديثنا قد تسللت إليها الشخصيات الانتهازية التي صنعتها الصدفة . والمشكلة الكبرى التي جعلت هذا الحال يستمر ربما حتى بعد( نزول البعير من التل) هو الدستور(( المُلَغَمْ)) وتشريع قانون خاص بالانتخابات هذا القانون الذي شرع عام 2008 قد شوه وجه العملية الديمقراطية التي ندعيها أنها ولدت في العراق ( الأمريكي) حسب وصف الأستاذ حسن العلوي ’ حيث هناك الكثير من الملاحظات والمأخذ على هذا القانون ورغم المطالبات بتعديله من قبل منظمات المجتمع المدني والمرجعيات الدينية مؤخرا لكن الكتل الكبيرة لها رأي أخر بإصرارها على بقاء ذات القانون ,,المشرعن,, حسب مقاساتها لأنه يخدمها ويخدم مصالحها,, هذا كله وَسعَ من بروز شخصيات طفيلية لاتتمتع بأي صفة من الوطنية والمهنية والكفاءة ومع الأسف الشديد هذا الواقع أنسحب على السلطات المحلية في المحافظات والافضية والنواحي وعلى النظام الإداري برمته في الدولة العراقية (( المُدمقرطة كللللللش)),,حيث أخذت المحسوبية والعشائرية والمصالح الحزبية الدور الأول في ترشيح الأسماء ,,القرقوزية) إلى المناصب الحساسة بل أصبحت هي المعيار في ارتقاء هذا الشخص أو ذاك في هذا المنصب الإداري أو في موقع مهم في مفاصل السلطة التشريعية وكذلك السلطة التنفيذية, وقد خلق هذا النمط من الحكم ظواهر فساد مدمرة للبلد وطبعا الفساد لاينحصر في زواية السرقة فحسب وإنما في ضعف الأداء وضيق أفق الرؤية لدى المسؤول الذي جاء بطريقة صدفة العلاقات والظروف( الكسيفة) الى هذا المنصب حتى ان هذا المسؤول ( الفلته) صار لايكترث إلى حاجات الناس بقدر همه بالثراء الفاحش واكتناز الذهب والفضة والتوسع على عقارات الدولة نتيجة سلطته ( الصدفية) والحديث عن هذا الموضوع كثير وطويل والشواهد أكثر ومؤلمة, وبصراحة أقول لكم إني وبحكم عملي الصحفي والإعلامي قد التقيت بالكثيرين من هؤلاء( أصحاب الحظوظ) من المسؤولين وقد تحاورت مع البعض منهم فوجدتهم إناء فارغ حتى لم تمر أوراق الجريدة على تنظيف قعره ( الأملس) ,,ثم ان هناك بعض الشخصيات لها خلفيات اجتماعية وعملية لاتؤهله ان يقود( بزونة) ناهيك ان هذه الصدفة قد خلقت قادة أمنيين وهم لايعرفون( فك الخط) كما يقول المثل العراقي بل لايعرفون ان تقع الكويت على الخريطة أناس جميل ان تجيد التجديف بالمشحوف ,لكن أكتافهم ترصعت بالنجوم الذهبية والفضية بل حتى النسور والتيجان تربعت على أكتاف البعض منهم دون معرفة لهؤلاء بمهنية العمل العسكري والشرطوي لان الرتبة في هذا السلك لاتمنح الا بعد دخول دورات واختبارات عديدة ومن هذا الواقع الكارثي استوطن عفن الإرهاب في جسد الدولة العراقية بسبب غياب المهنية وارتقاء شخصيات إلى موقع القيادة والمسؤولية دون أي مراعاة لعامل الكفاءة والمهنية,,بربكم هل يصح ان أأتي بشخص ليس له لقلب علمي ورصيد من البحوث والكتب والانجازات العلمية وأنصبه عميد كلية او رئيس جامعة اذا كان الجواب كلا؟؟ فكيف نأتي بأشخاص ونجعلهم امناء على رقابنا وهم لايعرفون اسم السلاح الذي استخدمته الجماهير العراقية في ثورة العشرين ؟؟
إذن نحن بحاجة ماسة إلى وقفة جدية في إعادة النظر في كل ماتم تأسيسه من بعد سقوط النظام إلى اليوم ,, وإعادة النظر بكل الشخصيات التي خلقتها الصدفة والنظر بمهنية عالية إلى التكنوفراط لقيادة الدولة ..؟ لأننا جربنا رجال أحزاب الصدفة ولم نتقدم بل خسرنا,,العنب والسلة’’ فدعونا نؤسس ثقافة حب الوطن ونبني العراق جميعا بعيدا عن ثقافة( هذا إلي وهذا الك )
وأخيرا أقول ...عليكم العباس كافي ترة العراق خطية بس وحق العباس أيشور..!!
Share |