من الخطأ تسمية الاحداث التي تعصف بالمنطقة بالربيع العربي فهذا الربيع المزعوم لم يحصد اهله سوى القتل والدمار وجرت فيه دموع الارامل والايتام الصغار فضلا عن الاف المشردين ومجاميع طائفية تتقاتل باسم الدين باتت كتسونامي كاسح ومدمر تنتقل عدواه من منطقة لاخرى يمول اقليميا ودوليا من قبل الاطراف المستفيدة منه تمهيدا لاعادة ترتيب ميزان القوى في المنطقة الغنية بالنفط وتفتيتها الى دويلات اصغر مسلوبة الارادة .

المستفيد الوحيد من هذا الدمار هم الكرد طبعا فكما يقول المثل المعروف ( مصائب قوم عند قوم فوائد ) نراهم يلعبون علي جميع الحبال متخطين قوانين اللعب وكافة الاعراف والخطوط الحمراء ابتداءا من التحالف مع اسرائيل وعقد الصفقات العسكرية والاتفاقات الامنية معها وتسهيل نفوذها عن طريق مناطقهم لدعمهم في تحقيق مشروعهم.

لقد تجاوز الكرد السيادة الوطنية المتمثلة بالحكومة الاتحادية ابتداءا من التعاقد مع الشركات النفطية خارج اطار وزارة النفظ العراقية ومد الانابيب لتصديرها والتجاوز على الاراضي العراقية وافتعال الازمة تلو الاخرى بين مكونات الحكومة الحالية بغية الهائهم بمشاكلهم الداخلية واعتراض الجيش العراقي من قبل قوات البيشمركه ومنعه من الوصول الى الحدود لتامينها تمهيدا لاعلان دولتهم القومية .

مسعود البرزاني دعا الفصائل الكردية السورية وحثهم على التوافق والتكاتف خلال هذه المرحلة و يقوم بتدريب قرابة 4000 الاف كردي سوري لبسط سيطرتهم على مناطقهم وهو بهذا العمل يقود مشروع التقسيم في العراق والمنطقة باسرها .

فاكراد سوريا رفعوا العلم الكردي في مناطقهم وفي تركيا ينشط حزب العمال الكردستاني اما اكراد ايران فهم في حراك وتحالفات مستمرة بين معارضي الداخل والخارج للحصول على اعتراف ودعم دولي مستغلين الظروف العصيبة التي تمر بها الجمهورية الاسلامية حاليا وهذا ما اكدته بعض وسائل الاعلام عن عقد اتفاق استراتیجي بين الحزبين الكرديين في ايران (کومله و حدکا) لتوحيد الصفوف خلال المرحلة القادمة لاقامة اقليم فدرالي يدار من قبلهم .

المعروف في فصل الربيع تتفتح الازهار وتورق الاشجار اما المنطقة العربية فقد ضربها الاعصار ولم يجلب لاهلها سوى الالم والمرار و لارضها مزيدا من التقسيم والدمار . اما الذين اطلقوا على هذه الفوضى بالربيع العربي فيحتاجون دروسا جديدة في الاملاء بعد اظافة الكاف والدال بدل حرف العين والباء .

 

امير الكلابي

كاتب واكاديمي عراقي