مدينه تغفوا في مساءتها على نهر الفرات تقع جنوب غرب العراق , كانت ولا تزال مهد للحضارات البشرية الأولى قبل أكثر من 7000ق.م ,خط فيها أول حرف , مدينه للعلم والفن والأدب منذ القدم وملحمة كالكامش وقيثارتها الذهبية شاهد على ذالك , كانت المنبع والأساس للحضارة السومريه التي أسسها الملك السومري اورنمو والتي لا تزال شواهدها قائمه بزقورتها العظيمة ومعابدها وبيت نبي الله إبراهيم (ع) ومدنها القديمة (أور , اريدو, أوروك ـــــالخ ) . سادت الحضارة السومريه مطلع القرن الرابع ق.م عرفت مدينه أور ايظآ (بأور الكلدانيه )حسب كتاب الله (الإنجيل) وهذا ما دلت عليه اغلب أثارها التي سرقت ولا زالت موجود حاليآ في متحف برلين في ألمانيا , ومتحف اللوفر في فرنسا .

 

امتاز السوريون كذالك ببراعتهم بعلم الفلك حيث اكتشفوا ومنذ القدم أن الشمس هي مركز الكون وهذا ما أكده العلماء الاوربين فيما بعد . شكل السومريون مع البابليون والاكديون والآشوريون دوله العراق القديمة . عرف عن أهلها الشجاعة منذ القدم بتصديهم لهجمات الأقوام التي تسكن بلاد فارس القديمة . سميت هذه ألمدينه(ألناصرية) بعدة أسماء منها :ــ

 

اولآ / بلاد سومر نسبه إلى الأقوام السومريه التي أسستها قديمآ .

ثانيآ/ سميت ذي قار يقال نسبه إلى معركة ذي قار التي حدثت بين العرب والفرس قبل الإسلام , وهذا الاعتقاد خطئ لأن المعركة تأخذ تسميته من المكان الذي تحدث فيها أي أن تسميه معركة ذي قار جاءت من المكان الذي وقعت فيه وليس العكس .

ثالثآ / ذي قار تسميه جاءت من مكان تميز بينابيع مياهه العذبة وهذا ما تشير إليه اغلب الادله التأريخيه .

رابعآ/ سميت ايظآ بذي قار نسبه إلى مادة (القار) التي كان يستخدمها سكان ألمنطقه في البناء وعلى مر العصور .

خامسآ/ سميت كذالك بلواء المنتفق نسبه إلى عشيرة المنتفق التي نزحت من اليمن ثم إلى ارض الحجازبحثآ عن منابع المياه ثم استوطنو العراق في مدينة سوق الشيوخ اولآ ثم إلى ارجاء العراق كافه ويعتبرون الأكبر من حيث العدد والثقل وينقسمون إلى عشائر ( بني سعيد , بنو مالك ,وعشائر السعد ون ).

سادسآ/ سميت بمدينة ألناصريه نسبه إلى مؤسس الناصرية ألحديثه الأمير ناصر باشا الأشقر وهو من عشائر السعدون وكان له دور كبير في محاربة الاستعمار البريطاني منذ دخوله العراق في تموز 1915الى خروج أخر جندي بريطاني منها , وهذه ألتسميه حديثه بالنسبة للمدينة .

 

تأسست ألناصريه مع مدينة الرمادي على يد الوالي العثماني مدحت باشا عام 1870 , سكن هذه ألمدينه العديد من الأقليات عدى المسلمين منهم اليهود, والمسيح, والصابئة المندائين , وكانت تلك الأقليات تسكن المدن ألرئيسه بالقرب من نهر الفرات وتعمل في الغالب بالتجارة ,لم يبقى من هذه الأقليات سوى القليل في ألناصريه خاصة والعراق عامه , فاليهود مثلآ هاجر قسم منهم إلى إسرائيل بعد احتلال الأراضي الفلسطينية وتكوين دولتهم اليهودية والقسم الأخر هاجر إلى الدول الاوربيه لكن لا زال تأريخهم موجود في ألمدينه التي عاشوا ولقرون عديدة فيها . ولا زال العديد منهم في إسرائيل يجتمعون ليعيدوا ذكرياتهم في مدينتهم ألناصريه .

أما المسيح فاغلبهم هاجر للعاصمة بغداد أو لدول اخرئ ولم يبقى منهم سوئ القليل . أما الصابئة المندائين الذين لا زال البعض منهم يسكن محلة الصابئة على نهر الفرات فقد بقي منهم القليل يمارسون مهنة صياغة الذهب وآخرون هاجروا إلى بغداد وكثير منهم هاجر إلى الدول الاوربيه .

 

أعيدت تسميه ذي قار مره أخرى على ألمدينه في عام 1969بعد مجيء الدكتاتور إلى الحكم والذي اتبع سياسة تعسفية إرهابيه ضد هذه ألمدينه وأهلها قتل , إعدامات , مجازر جماعية ,إهمال , فقر, كان أهل ألناصريه رافضين تمامآ لدكتاتوريه صدام وكانت نتيجة هذا الرفض أن أصبح اغلب أبناء ألناصريه الشرفاء معارضين لحكمه والذين راحوا ضحايا المبادئ والوطنية وخاصة في ألانتفاضه الشعبانيه ألمباركه 1991 وكذالك ألانتفاضه التي حدثت عام 1999 على اثر منع صلات ألجمعه من قبل أعوان النظام من البعثيين ألكفره بعد أن اغتال النظام أية الله السيد محمد صادق الصدر وولديه .لم تقف ذي قار عند هذا الحد في نضالها بل وقفت بوجه الاحتلال الأمريكي على العراق عام 2003 منذ دخوله العراق إلى خروج أخر جندي منه .

 

مدينه تمتلك من الثروات الكثير نفط, غاز , قار, ارض زراعية , مقومات سياحية, مقومات صناعية لكن لا زالت تقع تحت خط الفقر بسبب الحكام الذين توالوا على حكم العراق عامه والناصرية خاصه هي كأخواتها من المدن العراقية لم تستفد من ثرواتها لأنها تذهب في الأخير إلى جيوب المسؤلين العراقيين في كل وقت وحين , سرقات للأموال سرقات للآثار, فبعد سقوط النظام الذي سرق مع عصاباته الكثير من أثار العراق لبيعها في الخارج جاءت عصابات منظمة ومدربه من قبل المخابرات الأمريكية واليهودية لتسرق ما تبقى من أثار العراق ووثائقه المهمة خاصة الأرشيف اليهودي ولم نجد احد يطالب بما سرق لأنهم هم سراق ايظآ ,لكن ستبقى حضارة العراق عامه وحضارة وتأريخ ألناصريه ينزف دمآ لتأريخ كان شاهدآ على أبناءه والقوى ألاستعماريه الذين خربوه تخريبآ ولم يعطوه أهميه .

 

تأريخ علم البشرية الكثير الكثير ألكتابه ,ألعماره , الفن , الأدب والحضارة , اليوم نوجه عتبآ كبيرآ على الحكومة الجديدة التي اهتمت بالسياحة ألدينيه وأهملت سياحة الآثار على الرغم من أن ارض العراق كلها مواقع أثريه لا زالت قائمه لحد ألان وان وفود عدد من الدول الاوربيه تتمنى زيارة العراق لمشاهده حضارته وتأريخه الذي يعرفه كل العالم بأسره ,أما الشكر هنا فنقدمه لعالم الآثار البريطاني الراحل (لينا رد دولي )الذي كان الأول في التنقيب عن أثار ألناصريه عام 1922وكان أهم ما اكتشفه هو المقبرة ألملكيه التي لا يضاهي اكتشافها المقابر ألملكيه الفرعونية في أهرام الجيزة . كذالك العالم العراقي طه باقر الذي نقب عن أثار ألمدينه في ستينات القرن الماضي .

 

 

حميدة مكي ألسعيدي