القرآن الكريم ؛ موسوعة علمية ومعرفية- الجزء الاول/مير عقراوي - كاتب بالشؤون الاسلامية والكوردستانية
Tue, 28 Aug 2012 الساعة : 16:00

شر السيد جمشيد ابراهيم قبل أيام خلت مقالة بعنوان ( في الخربطة يظهر صوت الله ) ، في موقع صوت كوردستان ، حيث قال في بدايتها ؛ ( لقد كتبتُ وكُتب الكثير عن خربطة نصوص القرآن وسوره وآياته ) ! .
بالنسبة له ، بالحقيقة نحن لم نعثر ، أو نطّلع على هذا ( الكثير ) الذي كتبه عن القرآن الكريم ؛ هل هو مقالات وأبحاث ، أو هو دراسات تتميز بالعمق الأكاديمي والبحثي والتحقيقي الجاد والرصين ! ؟ . أنا شخصيا لم أطّلع لحد الآن على الكثرة التي ذكرها الكاتب بإستثناء هذه المُقَيْلَةِ ذات العشرين سطرا ، مع بضع كتابات أخرى له نشرت في موقع صوت كوردستان . وقد رددت على بعض منها ، وعلى الأخطاء الفاحشة التي وقع فيها .
إستخدم الكاتب لعنوان مقالته لفظا عاميا باللهجة العراقية الدارجة وهو [ الخربطة ] ، وهي تعني الشيء اللامنظم ، أو الشيء الفاقد للتنظيم والترتيب ، وهو يقصد القرآن بطبيعة الحال ، حيث في لاتنظيمياته يظهر صوت الله . لاشك إنه بهذا العنوان القاصر وغير الموفق والسخيف في الوقت ذاته قد قصد السخرية عبر ( خربطته ) التي عَنْوَنَ بها مقيلته التي تنضح منها كل أنواع الوهن والتناقض والإضطراب والعجز المعرفي والقصور المعلوماتي ! .
في مطلع مقيلته إستند الكاتب على ( هارولد بلوم ) أستاذ اللغة الانجليزية في جامعة نيويورك الذي أشار في كتابه ( العباقرة ) المنشور عام 2002 ، حيث قال نقلا عنه ؛ ( لو كان محمد لا يقرأ ولايكتب يجب إعتباره إذن من أهم شعراء النثر النقل الشفوي ) . ثم بعدها مباشرة ينقل الكاتب جمشيد ابراهيم كلاما مطولا حيث يختم به مقيلته . هذا بدون أن يضع النقل الذي آستشهد به من الأستاذ الأمريكي المذكور بين قوسين ، أو مزدوجين . وما فعله الكاتب خاطيء من ناحية كتابة أصول وقواعد المقالات ، ومن الناحية الفنية أيضا ، لأن النقل الذي أورده ليس كلامه ، بل إنه ، كما قال هو بنفسه إنه يعود للأستاذ الأمريكي السالف الذكر ! .
إن هذه المقيلة ، كما قلت قبل قليل تعاني ماتعانيه من الوهن والخطإ والإضطراب الى حد أني أشفقت على كاتبها وتساءلت في نفسي ؛ لماذا يفعل الكاتب المذكور هكذا بنفسه إن لم يكن كُفْئا لقضية ، وما الداعي الى خوض غمار معترك وهو لايملك أسبابه !؟ . لأجل الإستدلال على صحة ما قلت أبرهن للقراء الأكارم مايلي ؛
إن الكاتب جمشيد ابراهيم قد كتب ثمان وثلاثين كلمة فقط في مقيلته هذه ، أما الباقي فهو نقل عن الغير . ثم إن مقالته كلها تتكوّن من عشرين سطرا بالحجم المتوسط ، وبعضها بالحجم الصغير . لذا فإن مجموع ما كتبه الكاتب المذكور هو ثلاثة أسطر وربع السطر لاغير . أما الستة عشر سطرا وثلاثة أرباعه فهي منقولة نقلا عن الآخر ! .
على هذا الأساس أتساءل ؛ أحقا يسمى ما كتبه السيد جمشيد ابراهيم مقالة ، وهل إنها تُصَنّف ضمن المقالات العلمية الرصينة ، وهل بالكساد والعجز العلمي والمعرفي للكاتب حول كتاب عظيم بقامة القرآن يريد نقده وآنتقاده ! ؟
ومما بدا لي أيضا من كتابات الكاتب جمشيد ابراهيم إنه يجهل ، أو إنه يتجاهل قواعد البحث وأصول ومباديء النقد لدين ، أو كتاب ، أو فلسفة ، لأن أولى قواعد البحث ومباديء النقد تستلزم عنوانا مناسبا وهادءا لمقالة ، أو بحثا ما ، ثم بعدها عرض النصوص التي يسعى الى نقدها عرضا أمينا وموثّقا ، ومن بعد البدء في تحليل وتفسير وشرح تلكم النصوص بالنقد ، أو الاعتراض . أما كاتبنا فإنه قد قفز على كل هذه الأصول والقواعد العلمية والنقدية ولم يعطها قيمة فلس أحمر على الإطلاق ! .
إن المستشرقين الغربيين وعلماءهم ليسوا في صف واحد في تحقيقاتهم وآرائهم وأبحاثهم حول الاسلام وكتابه وشريعته ورسوله ، بل هم متباينون في مواقفهم وآرائهم . أما الكاتب جمشيد ابراهيم فإنه لايهمه هذه المعلومات والتقسيمات والمواقف لمستشرقي الغرب وعلماءه ، كما لم يهمه الأمانة العلمية في النقد والاستعراض لما يصبو اليه ، بل همه الوحيد هو إلتقاط مقولة من هنا وهناك توافق هواه وفكره .
في الجزء الثاني التالي سوف أستعرض موجزا عن حياة وأفكار البروفيسور هارولد بلوم وآراءه وفقا لما أورده الكاتب جمشيد ابراهيم ، مع الأخطاء التي وقع فيها بلوم عن القرآن ورسول الله محمد عليه وآله الصلاة والسلام .