الحياة الاكاديمية والطقوس/عبدالخالق خضير‎

Tue, 28 Aug 2012 الساعة : 1:16

 

لطالما قرانا عن الطقوس وعلاقتها بأنواع السلوك الانساني في مختلف نواحي الحياة وفي كل الحضارات سيما القديمة منها التي ترتبط فيها الطقوس بالمظاهر الطبيعية والفطرية المحيطة بالإنسان كالبلوغ وظواهر الطبيعة من جفاف و فيضان او الطقوس السحرية وإذا كانت علوم الاجتماع والانثروبولوجي وعلم النفس الاجتماعي قد تناولت بالدراسة طقوس تلك الحضارات القديمة فأنها لم تتناول طقوس حضارتنا المعاصرة إلا لمما وكأن الطقس حكرا على الحضارات القديمة وفي هذا المقال الصغير اود ان الفت الانتباه الى طقوسنا الاجتماعية الخاصة بالمجتمع العراقي وبالأخص الطقوس المعاصرة التي لا تمثل امتدادا أوجزء من ثقافتنا المحلية بل دخلت الينا من الباب الضيق ظاهريا الواسع حقيقة .
من تلك الطقوس كما ادعي حفلات التخرج للطلبة الجامعيين ولا اعني به الحفل الرسمي الذي تتبناه الجامعة بل الحفل الخاص الذي يعد له طلبة كل مرحلة قبل نهاية السنة الدراسية وقبيل الامتحانات النهائية ويمكننا وصفه بأنه حفل للأزياء التنكرية يقوم به كل طالب او اغلبهم بارتداء زي يعجبه وبدون اي تقييد الا ما تفرضه الثقافة السائدة من خلال اللاشعور الجمعي او الفردي او تمثيل دور قريب لنفسه او لمستقبله الافتراضي بعد التخرج وأحيانا يكون اختيار الزي او الدور لغاية تهكمية من الوضع المتوقع له بعد التخرج ويقوم الطلبه بالسير داخل اروقة الجامعة بعد ان انهاء حفلا صغيرا داخل احدى القاعات الدراسية مع ترديد قصائد او اغاني او الرقص على انغام موسيقى ما
وهنا انا لا اريد ان يحسب كلامي على انه ضد او مع هذا الطقس الجديد فالكثيرون استثمروا الصحافة الالكترونية وكتبوا ضد او مع هذه الاحتفالية .
ما اريد ان اكتب عنه هو طقس فرعي على هامش تلك الاحتفالات او جزءا منها واعني به وضع او تعليق لافتات او بوسترات ما شئت فعبر تحمل اسماء طلبة القسم الذين هم على وشك التخرج وأمام اسم كل واحد منهم لقبا له و كنية او وصفا يراه متلائما مع المناسبة وصفاته الشخصية جدا او هزلا وقد شاهدت الكثير من تلك البوسترات في السنوات الماضية وبجامعات متعددة ولفت انتباهي وجود الفاظ وتعابير لا تنسجم مع الذائقة العراقية العامة ولا اقول شيئا اخر حتى لا اطالب بتحديد المفهوم وإدخالي في زاوية نسبية المفاهيم والقيم
اكثر من ذلك فأن بعض الطلبة يعلق لافتة خاصة به وكأنه مرشحا لانتخابات ما ويختار كلمات لا تمت للحياة الاكاديمية بصلة وأنا اذ اكتب عن ذلك فلاني اعده مؤشرا لمسار الحياة الجامعية المستقبلية في العراق واكتب عنه ايضا لأتساءل اين هو رئيس القسم والعميد ورئيس الجامعة عن القيام بالتصرف الملائم امام هكذا سلوكيات
ترى هل يخشون التحرك مخافة الاصطدام بمصطلحات حقوق الانسان وحقوق الصحافة وحقوق الطلبة ؟
علينا ان نفرز بين تلك المصطلحات التي يستخدمها الكل لنيل المكاسب ولم اجد احدا يدافع عنها لمساعدة الغير على نيل الحق
ان يعتذر طالبا ما عن تحرشاته وتصجيماته لزميلاته ثم يدعو لهن بالستر لمؤشر على سلوك سائد في جامعاتنا بل اصبح حجر الاساس لدى اغلب الطلبة في سعيهم للحصول على مقعد دراسي الا ما ندر ولعلهم اندر من الكبريت الاحمر كما هو النزيه بين اهل السياسة .
Share |