الأستاذية بين عدي صدام حسين وابن سينا /عبدالخالق خضير
Sun, 26 Aug 2012 الساعة : 17:21

تطلق الألقاب بعض الأحيان لتميز احدهم من غيره ويكتسب بعض أهل الحرف لقبا يشير إلى درجة إجادتهم لمهنتهم وهكذا المشتغلين في أنواع المهن والحرف و من الألقاب التي اشتهر بها بعض العباقرة :المعلم الأول لأرسطو والمعلم الثاني للفارابي والشيخ الرئيس لابن سينا و الأستاذ المحقق للسيد الخوئي والسيد الإمام للسيد الخميني وشاعر العرب الكاظمي وهكذا دواليك ومنذ بدء التاريخ لليوم لم لسمع عن احدهم جمع كل الألقاب لنفسه
في التسعينات من القرن الماضي أيام سطوة عدي ابن الطاغية أطلق على نفسه لقب الأستاذ وصار كل من يسمع كلمة الأستاذ من وسائل الإعلام يفهم منها على الأغلب الإشارة ل عدي ابن الطاغية وكنا نستغرب من إطلاق هذا اللقب التربوي والمهني على شخص بعيد كل البعد عن تلك الصفات و لكن استغرابنا لم يكن في محله خاصة وان الدكتاتور الأب اختص بأسماء أكثر من أسماء الله الحسنى وجمعها المتملقين بلوحة واحدة وبخط عربي مبين وعلقت تلك اللوحة في المؤسسات الرسمية لأيام وربما لأسابيع قبل ان ترفع كونهم وجدوا إنها 99 اسما مئة إلا واحدا كأسماء الله الحسنى المشهورة
اليوم وبعد ذهاب تلك الحقبة من التاريخ وصيرورتها ماضيا ظهرت علينا ألقاب جديدة مثل المفكر والمحلل السياسي والمحلل الاستراتيجي والفنان والمهتم بالشأن السياسي والناقد الأدبي والباحث العلمي وآية الله والمرجع أل....والمقدس
وإذا أردنا تعداد تلك الألقاب ربما احتجنا لعشرات الصفحات ...ومع أني اعرف كل ذلك واستبطنه في ذهني وذاكرتي إلا إني استغربت من الألقاب المسطرة في بضعة بوسترات إعلانية معلقة على بعض الجدران في منطقة الكاظمية لأحد ممتهني ما يسمى حديثا العلاج البديل وهو يسبغ على نفسه الألقاب التالية :العلامة الفيلسوف الشيخ الأستاذ صاحب مركز الميمون للدراسات الإسلامية والإنسانية وطب الأعشاب والعلاج النفسي والباراسايكولوجي مختص بعلاج الأورام السرطانية والتدرن والصرع المزمن .
تلاحظون انه نال لقب العلامة وهو بذلك يذكرنا بالعلامة الحلي واكتسب لقب الفيلسوف وبصورة مطلقة وحسب علمي القاصر عقمت الرحم العربي عن ولادة فيلسوف منذ قرون وكل ما حصلنا عليه هم متفلسفون أو مدرسي فلسفة ك الآلوسي والاعسم وبدوي كما اقترن اسمه بلقب الشيخ فذكرنا بالشيخ الأنصاري آو الشيخ الرئيس وفي نهاية القائمة جاء لقب الأستاذ ل(يذكرنا بعدي صدام حسين )
ترى ما هي الدلالة النفسية لتفخيم الذات هذا ؟اهو شعور بمركب نفسي ما يجد التعويض في هذه الألقاب لعل الذات تشعر ببعض الأمان؟ أم تراها وسيلة لاجتذاب الأنظار والحصول على مكاسب اقتصادية ؟أم هي من بقايا تاليه الذات التي علمنا عليها الطاغية لعقود طويلة فأصبحت جزء من سلوكنا حتى دون أن نشعر بذلك ؟!
ليعذرني صاحب البوستر أن كان فعلا مؤهلا لتلك الألقاب لكني استبعد ذلك فلم اسمع لحد الآن عن مصاب بالسرطان قد شفي رغم كثرة زياراتي للكاظمية كما اعتذر له عن باقي الألقاب التي لم يذكرها في إعلانه إذ من المتيقن انه عالم بالأحجار الكريمة والعلاج الروحاني والعلاج بالقران والسحر الأبيض والسحر الأسود ,اعتقد بأنه بقي لنا نحن الشيعة أن نتسمى بكل ما يثبت للمعصوم ثم نقول نزهونا عن العصمة وقولوا فينا ما شئتم .