الاشراف التربوي في تربية محافظة ذي قار بين الامس واليوم/الحاج هادي العكيلي
Sat, 25 Aug 2012 الساعة : 18:13

يحتل الاشراف التربوي مكاناً بارزاً ومرموقاً في السلم التربوي في مؤسسات وزارة التربية ،وذلك للدور الكبير الذي يلعبه في رسم السياسيات التربوية وتحديد استراتيجياتها التربوية ورسم اطارات مناهجها وتعيين الهيئات التعليمية والادارية والفنية وتدريبها وتقويمها وتنميتها علمياً ومهنياً وتربوياً .
ويعتبر الاشراف التربوي أمرٌ أساسي وجوهري في تحديث وتجديد التعليم والتعلم الصفي ويدعم البحث التربوي .هذه المكانة للاشراف التربوي اذا ما نفذ على خير وجه يستطيع الاشراف تعزيز الممارسة التعليمية بطرق تمكن المعلمين وتقويمهم وتسهل تعلم الطلبة والتلاميذ .ونحن نعتقد ان الاشراف التربوي كعملية ديناميكية تسهل الحوار لتعزيز التحسن التدريسي هو أمرٌ مهم واساسي لتجديد التعلم والتعليم في القرن الجديد .
ففي عصرنا يُهاجم فيه الاشراف كممارسة وميدان هجوماً شرساً فان الاشخاص الذين يجادلون ان الاشراف أمر حيوي للتحسين التدريسي يجب ان يبقوا يقظين للمحافظة على افضل ما يمكن ان يقدمه الاشراف التربوي ،فمع التاكيد على نتائج الطلبة والتلاميذ وعلى المعايير الوزارية ،فان الاشراف التربوي هو رابط لا مفر منه يلهم التعليم الجيد ويعزز تعليم التلاميذ اكثر من أي وقت مضى .
وعلى اعتبار ان الاشراف التربوي عين التربية التي ترى بها العملية التربوية فان تربية محافظة ذي قار قامت وضربت هذه العين وجعلتها لاترى ولاتبصر لكي لاتظهر السلبيات في العملية التربوية من خلال اختيار مدراء على قسم الاشراف منفذين ومطعين دون ان يحركوا ساكناً اتجاه حقوق المشرفين ودعم عملهم لانجاح ونجاح العملية التربوية في المحافظة ..
ان اختيار مدراء ضعفاء وموالين وعلى خط الادارة التربوية في المديرية جعلت الاشراف كما يقال حلقة زائدة في العملية التربوية لان هولاء المدراء كانوا وما زالوا عليهم تنفيذ الاوامر بغض النظر عن انها مستوفية للشروط والتعليمات والقوانين او مخالفة لذلك .ان ابعاد الشخصيات الكفوءة والنزيهة من قيادة الاشراف التربوي في المديرية بسبب اولاً انها غير موالية وليس على خط الادارة الحزبي وثانياً انهم لايريدون لتلك الكفاءات ان تبرز وتاخذ دورها الحقيقي بقيادة الاشراف .فقد توالت ادارات ضعيفة على قيادة الاشراف التربوي همها الاول الوصول الى الكرسي بكل السبل غير المشروعة والتشبث به بخدمة الادارة واطاعتها طاعة عمياء دون النظر الى حقوق المشرف التربوي وتفعيل دوره في رفد العملية التربوية بمقترحات وتوصيات واراء تصب في نجاح العملية التربوية في المحافظة .
ان ضياع حقوق المشرف التربوي بين اروقة المديرية العامة لتربية في محافظة ذي قار دون المديريات العامة للتربيات في المحافظات هو عامل انتكاسة للعملية التربوية في المحافظة التي اصابها التدهور والنحطاط على مدى ثماني سنوات عجاف مرت على العملية التربوية دون النظر اليها وتغيير الادارة التربوية بسبب المحاصصة الحزبية المقيته وكسب المنافع على حساب المصلحة العامة .
ان الذين لا يرضون على عمل الاشراف التربوي لهم جزء من الحق ولكن المشرف في تربية ذي قار لا حول له ولا قوة عدا انه كما يصفه البعض عبارة عن رباط وجنطه وانه لايهش ولا ينش وانه مسلكي في عمله يمشي بجانب الحيط كما يقال المثل المصري وبالفعل هذه الشخصيات موجودة في قسم الاشراف التربوي بسبب سوء الاختيار لوجود العلاقات والانتماءات الحزبية سابقاً ولاحقاً ،فان هولاء عملهم غير مفعل كما يقضي الواجب عليهم والسبب كما يقولون لا توجد ادارة تفعل دورها وتدافع عن المشرف واظهار حقوقه لذلك تسلك الموقف المسلكي الجبان .
ان اختيار ادراة ناجحة وكفوءة لادارة قسم الاشراف التربوي بعيدا عن المحاصصة الحزبية والاصطفاف العشائري والولاء الشخصي وتبادل المنافع هو الطريق الصحيح نحو بلورت العمل التربوي ونجاح العملية التربوية في المحافظة واظهار دور الاشراف برعايته للعملية التربوية .
لذا ندعوا كل المسؤولين عن العملية التربوية المتمثلة بوزارة التربية وفي اللجنة التربوية في مجلس النواب وفي مجلس المحافظة ان تاخذ بنظر الاعتبار مايلي :-
1- فصل الاشراف التربوي عن المديرية العامة للتربية وجعل ارتباطه بالمديرية العامة للاشراف التربوي لتفعيل دوره الرقابي بعيدا عن الضغوطات والتهديدات .
2- احقاق حقوق المشرف التربوي في تربية ذي قار حاله حال المشرفين في محافظات القطر باعطاءه استحقاقه وحقوقه .
3- زيادة مخصصات الاشراف التربوي وعدم جعلها كمخصصات مدير المدرسة .
4- اختيار قيادات لتولي ادارة الاشراف التربوي بعيدا عن المحاصصة والاصطفاف الحزبي والعشائري والولاء الشخصي وعلى ضوء الكفاءة والنزاهة والشخصية .