رمضان في اسطنبول/حازم محمد حبيب

Fri, 24 Aug 2012 الساعة : 15:56

لاول وهلة عندما يقع نظرك على شوارع اسطنبول المدينة التي تتنفس عبق الماضي التليد. تستقبلك مثلما تستقبل شهر رمضان بعبارات الوعظ والتقوىوتذكرك بان الدنيا مزرعة الاخرة وهي عبارة حرصت بلدية اسطنبول على رفعها فوق احدى ماذن جوامعها المشهورة عند بداية كل شهر رمضان ...لكن الحرص على ابراز تلك الموعظة تتضح جلية بما يقدم من موائد مجانية تقدمها ادارة البلدية في تلك المدينة العتيقة للالاف الفقراء والمحتاجين وحتى السائحين

مرشدنا السياحي عيسى اكداغ قادنا وسط هذا المشهد ونحن نرى الالاف العلب التي تحتوي على وجبات افطار جاهزة يحملها الالاف هناك
حيث اكد لنا حرص بلدية اسطنبول على تقديم تلك الاطعمة من خلال ثلاثة جوامع شهيرة في المدينة
ولايقتصر هذا المشهد التكافلي على ماتقدمة بلدية المدينة ..بل ان الميسورين اقاموا الكثير من السرادقات لتقديم وجبات الافطار المجانية على مدى ايام الشهر الفضيل
وهناك منظر ساحر يشد السائحين ليقضوا تجوالهم المسائي حتى اوقات السحر بالقرب من مضيق البسفوروشواطية وهو المضيق الذي يعني البقرة او ثور ويربط بين البحر الاسود ومرمرة بوابة ماء البحر ويستخدم لعمليات النقل البحري الدولي ، بالاضافة الى ان ما يميز المضيق انه يقطعه اهم جسرين في المدينة وهما يمثلان نقطة تحول بين الجانب الاوربي والاسيوي في المدينة ، وتقع على ضفاف البسفور في الجانب الاسيوي اهم القصور والفلل وهي تعد الاكثر اهمية في في انحاء الحلق على طول الباب الضيق وعلى بعد 33 كيلو مترا في اضيق نقطة من مضيق البسفور ، فضلا عن وجود مسجد السلطان احمد والقصر العثماني وقصر Dolmabahceالذيعاش ومات فيه مؤسس الجمهورية التركية مصطفى جمال اتاتورك ، وكذلك مسجد السلطان عبد المجيد وقصر السلطان عبد العزيز الذي تاسس عام 1956 وكذلك حصن روملي واسوار القلعة التي بناها السلطان محمد الفاتح ، اما في الجانب الاوربي فتجد ان اهم ما يميز هنالك هو وجود القصر الذي جرى فيه تصور المسلسل المدبلج التركي الشهير مهند ونور ، وكذلك فلل عملاقة مملوكة لعائلات تركية .

وتشدك هناك ايضا ميزة لتناول السحور في مطاعم اسطنبول الرائعه التي تقدم ملذ وطاب مصحوبا باعذب معزوفات الشرق والتراث الاناضولي ويطعم ذلك المنظر اللوحات الفلكورية التي يغلبها الطابع الديني الذي لايختلف عن ليالي رمضانية في عواصم الشرق الاوسط الصخب الانساني المطعم بعبق نفحات الشهر الفضيل يعطر ليالي شوارع وشواطي اسطنبول حيث تسهر مقاهيها العامرة بزرافات من العوائل والشباب وهم ينشدون اعذب الاغاني التركية ..ويعطر المكان عطر الاراكيل التي تنوعت بتنوع ما يخالج الذوق من عطر التبوغ المطعم بالفواكة التي تشهيها الانفس في مساءاءت رمضضانية اقل ماتوصف بانها ساحرة

و ما يلفت النظر ايضا في مدينة اسطنبول هوانك تدرك بان جميع المنازل فارغة من سكانها كونك ترى الصغار والكبار والفتيات يملؤون الشوارع والمتنزهات اذ تجد الاف من الاسر متجمعة عند اهم ثلاثة جوامع جامع السلطان احمد وابو ايوب الانصاري وجامع الميناء او في كنيسة ايا صوفيا ، كذلك تجد العلائلات تملئ الحدائق وهي تفترش العشب المطرز بالورود المختلفة الالوان كانها الوان قوس قزح وهي بانتظار موعد الافطار ، وان ما يميز سكان اسطنبول هو انه لايحد يفطر بشكل علني حتى ولو كان غير صائم احتراما وتقديرا لمواطنيهم الاخرين الصائمين ، والكل حر في اداء طقوسه الرمضانية على ما يشتهي فالبعض يمضي ساعات الليل وحتى الصباح ما بين كنيسة ايا صوفيا وجامع سلطان احمد وهم يستمعون الى اشجن الالحان والمعزوفات الموسيقية والفلكلورية و القسم الاخر من الشابات والشبان يقضون ما تبقى من الليل في جلسات سمر في المقاهي الى تقع على ضفاف شواطئ البسفور وهم يشربون الاركيلة او يدخنون التبغ او يلعبون الطاولة والدمينو .

Share |