الولايات المتحدة للعراق ( هاك لا هنات بها !!!!!)/ طالب حربي
Fri, 24 Aug 2012 الساعة : 15:11

انسحبت امريكا من العراق بعد سبع سنوات فقط من احتلالها له في سابقة هي الاولى من نوعها بعد ان كانت الولايات المتحدة ( كلزقة جوونسون الشهيرة التي لا تغادر جلد الانسان دون ان تاخذ منه ماخذها) . انسحبت دون تحقيق الاهداف والمصالح التي جاءت من اجلها ووظفت لها مئات المليارات من الدولارات وقد كان انسحابها اشبه مايكون بالهزيمة المذلة مما اشعرها بالمرارة من الحكومة العراقية التي ارغمتها على انسحابها السريع الذي ما ارغمها على مثله دولا قوية كالمانيا او اليابان التي ما زال للولايات المتحدة فيهما القواعد العسكرية الضخمة حتى بعد مضي تسعين عاما. يبدو ان انسحاب الولايات المتحدة من العراق دون تحقيق مكاسب ملموسة قد اشعر سياسييها بمرارة عبر عنها الكثير منهم جمهورييين كانوا ام ديمقراطيين . بل ان بعضهم قد وصف الحكومة العراقية صراحة بانها قد تنكرت للجميل الامريكي واساءت مكافئته بعد ان خلص العراق من الطاغية صدام . ان الانسحاب الامريكي كان فوزا للعراق بكل المقاييس فحتى بعض الساسة العراقيين لم يصدقوا ان الامريكان سينسحبون بالفعل من العراق , فلما سار وفق الجدول الزمني المتفق عليه عاد اولئك الساسة ليشيعوا بان الاتفاقية على انسحاب الامريكان لها ملاحق سرية تتضمن امتيازات وحقوق مجحفة بحق الشعب العراقي ستجنيها الولايات المتحدة بعد الانسحاب . ولقد تبين الان بان الاتفاقية كانت انتصار للمفاوض العراقي يستحق الفخار.
خيبة الامل الامريكية من الحكومة العراقية جعلها تلتف وتتملص من شروط الاتفاقية التي تضمنت التزام الحكومة الامريكية بتسليح وتدريب الجيش العراقي الجديد فحاولت وتحاول عدم السعي الجاد لتطوير وتقوية الجيش العراقي ليكون بمصاف الدول المجاورة فها هي تسعى بتركه طعمة سهلة للدول المجاورة .
كان من ضمن الالتزام الامريكي ذاك , هو بيع الولايات المتحدة 36 طائرة من نوع F16 للقوة الجوية العراقية , ولكن الامريكان المتبرمون من المالكي راحوا يحاولون ابتداع الشروط المذلة للجانب العراقي فمرة يشترط البنتاغون على قائد القوة الجوية العراقية ان يرسل للتدريب على قيادة الطائرات من كل اطياف الشعب العراقي (عدا الشيعة طائفة المالكي) وقد امتنع السفير الامريكي في العراق التعليق على الخبر نفيا او اثباتا مدللا على صحته . ومرة اخرى يقولون بان الدفعة الاولى من الطائرات ستصل العراق في الشهر الاخير من عام 2014 (وهي عبارة عن طائرتين فقط) اي بعد ان يغادر المالكي منصبه ليرثه احد جنود القائمة العراقية البعثية ( وربما هذا الشرط جاء لترضية البرزاني الذي صرح بلا حياء بانه سيكون حجر عثرة بوجه تقوية الجيش الاتحادي العراقي وطلب من الامريكان الغاء صفقة شراء الطائرات اصلا او اعادة العمل بمناطق حظر الطيران العراقي على كردستان العراق التي فرضت على حكومة صدام من قبل الامم المتحدة) ثم اشترطوا ان تكون الطائرات المباعة للعراق من النوع الدفاعي ويشترط ان لاتحمل اية اسلحة هجومية وان لا تستعمل ضد اي من الدول المجاورة الصديقة للولايات المتحدة (اعتقد ان الامريكان يريدون من العراق استخدام طائرات F16 لرش المبيدات الزراعية ومكافحة حرائق الغابات) واليوم اطلعتنا لجنة الامن والدفاع النيابية على شرط جديد الا وهو ان لا تزيد مدة الطيران اليومية للطائرة لاكثر من 30 دقيقة في اليوم ( اي ليس ابعد من حدود القاعدة الجوية التي تضم الطائرة) . الشروط التعجيزية هذه لم تشترطها الولايات المتحدة سابقا على اي دولة مجاورة اشترت هذا النوع من الطائرات مثل الكويت والامارات والسعودية فضلا عن الحبيبة اسرائيل وكانها تقول للعراق كما يقول المثل العراقي مدللا على حقد المعطي على المستلم (هاك لا هنَاك). لذا على العراق التخلص من الاستهتار الامريكي بالكرامة العراقية والتوجه فورا واستثمارالوقت بشؤاء وتنويع مصادر السلاح الاستراتيجي كالطائرات . لنتوجه الى روسيا والصين والدول الشرقية التي تمتاز على السلاح الامريكي بسرعة التجهيز ورخص الاسعار والتقنية العالية هذا فضلا عن الخجل من فرض الشروط التعجيزية اللامعقولة .