المهدي المنتظر ( روحي فداه ) امام العدل والهدى والسلام !!/عبدالامير الخرسان - فنلنده
Fri, 24 Aug 2012 الساعة : 2:32

السلام عليك يا صاحب العصر والزمان .. السلام عليك يا أمام الانس والجان .. السلام عليك ياحجة الله ووليه في أرضه وبلاده .. وخليفته على خلقه وعباده .. وسلالة النبوة وبقية العترة والصفوة .. صاحب الزمان ومظهر الايمان وملقّن أحكام القرآن .. ومطهّر الارض وناشر العدل في الطّول والعرض .. والحجة القائم المهدي الامام المنتظر المرضي وابن الأئمة الطاهرين المرضيين .. ( عجل الله فرجه الشريف ) . لقد ادّعت الديانات السماوية بأجمعها ان المنقذ سيخرج في آخر الزمان ليظهر كلمة العدل والسلام والانسانية , كذلك ادّعت كل الطوائف والقوميات ان المهدي او المنقذ سيكون منها او من قوميتها ابتداءا من الزرادشتية او الفارسية قالوا ان المهدي المنتظر سيكون منّا ومن نسل كيروش الذي قاد الجيوش الفارسية واحتل الكثير من بقاع العالم وسيطر عليها وحكمها وحسب قولهم ان (كيروش الملك الفارسي ) هو نفسه الاسكندر ذو القرنين الذي ذكره القرآن الكريم في سورة الكهف كما قال تعالى (ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلوا عليكم منه ذكرا. اناّ مكنّا له في الارض وآتيناه من كل شيء سببا . 84 الكهف ) . باعتبار انه من سلالة فارس عن طريق (شاهزنان ابنة ملك الفرس التي أسّروها مع أخواتها بعد احتلال بلاد فارس من قبل المسلمين في زمن عمر بن الخطاب , فكانت من نصيب الامام الحسين (ع) بعد ان خيرها الامام علي (ع) اي الشباب تختار فاختارت الامام الحسين وبعد زواجهما انجبت له الامام علي بن الحسين ( زين العابدين , عليه السلام ) وكان هذا النسب من النساء وان كانت العرب لا تعطي النساء دورا في النسب . لقد ادعت اليهود ان المنقذ منهم , لان اليهود كانوا يتصورون ان النبي الخاتم هو منهم ولكن عندما بعث الله محمد (صلى الله عليه وآله) أنكروه كما قال الله ( ان الدين عند الله الاسلام وما اختلف الذين أوتو الكتاب الاّ من بعد ما جاءهم الهدى بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فان الله سريع الحساب . 19 آل عمران) واولوا الكتاب هم اليهود والنصارى , والنصارى ادعت ان المنقذ منهم باعتبار والدة الامام المهدي هي ( مليكة ابنة قيصر الروم اي امبراطور الروم , وانها من ذرية(شمعون) وصي عيسى (ع) . حتى البوذيين ادّعوا ان المنقذ سيكون منهم , وهكذا كل يدّعي المهدي المنقذ هو من قوميته وعشيرته لانه فخر العالم كله ورمز الانسانية كلها وامام العدل والهدى والسلام وامام الرحمة والخير والبركة ويشكل الرافد الاساس للرحمة الالهية والمقوّم الاساسي لمنطق العدل في الوجود وباعث الخير والاحسان في ربوع البشرية لم يبقى أحد في زمانه الاّ تنعّم وترفّه واستغنى , سواءا ماديا او معنويا او ثقافيا وسيخرخ العلوم كلها في زمانه . ان سيرة الامام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) هي نفس سيرة رسول الله (ص) وسيرة أمير المؤمنين (ع) وهم آبائه بلا شك ولا ريب . وسيكون منهجه ودستوره هو نفس دستور رسول الله (ص) ونهج علي (ع) , عندما يخرج في المدينة المنورة ويذهب الى مكة المكرمة وهناك يعرفونه أصحابه المنتظرين ويهتفون باسمه الشريف وينصبونه قائدا ورئيسا للبلاد ويكونون في خدمته وحمايته . ان الروايات التي جائت عن النبي الاكرم (ص) والعترة الطاهرة (عليهم السلام ) منها حتمية ومنها غير حتمية لان في عقيدتنا الاسلامية مفهوم اسلامي اسمه ( البداء) وهو ان الله بسابق علمه يعلم بمصلحة البشرية ولا يعمل الاّ لمصلحة البشر وللصالح العام ولذلك لا نستطيع ان نجزم بوقوع الأحداث كلها وهذا ما أكّد عليه الامام علي (ع) بقوله ( لولا آية في القرآن ان الله يمحو ما يشاء ويثبت لأخبرتكم ما يكون من الآن الى يوم القيامة ) وهذا ليس من علم الغيب بل من علم المنايا والبلايا علّمه رسول الله الى الامام علي ( صلوات الله وسلامه عليهم وآلهم ) . ان المهدي المنتظر (روحي فداه) يمتلك نظام ودستور الحياة كلها لا يترك صغيرة ولا كبيرة الاّ ولها حكم معلوم عنده . ان الامام المهدي عندما يخرج يستعمل نفس اسلوب رسول الله (ص) عندما بعثه الله رسولا للبشرية سيخرج بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة والسلوك العقلائي وبذل المعروف والخير والاحسان لأن القلوب جبلت على حب من أحسن اليها , وكذلك يستعمل اسلوب البشاشة والابتسامة في الوجوه واحتواء الغضب المقابل وامتصاص البغض والحقد ومقابلته بالمحبة والمودة والتقارب وحسن التعايش مع كل البشر , لانه يؤمن بقول جده أمير المؤمنين (ع) ( عدو واحد كثير والف صديق قليل ) لانه يريد ان يصادق كل البشر ويصاحبهم ويؤالفهم ويواددهم ليكونوا له نعم الاصحاب والانصار بعد ان يرفع عنهم المعاناة ويدفع عنهم الضيم والظلم ويقدم لهم كل ما يحتاجونه من الخدمات والامن والسكن وحسن الاقتصاد والتطور والتقدم والازدهار حتى يتمنّى الاحياء ان الموتى يشهدون هذا السلم وهذا الرفاه والامن والامان والروحانية والقدسية التي يتشرفون بها في زمن المهدي (روحي فداه) . ان الامام المهدي ليس عنده عداء مع طائفة من البشرية مهما كانت قوميتها او عرقيتها او عنصريتها لانه لم يحمل العداء في روحه وذاته لانه الامام المعصوم والمبرّأ من كل عيب , والعداء هو من العيوب التي يحملها اصحاب النفوس المريضة والغير متطلّعة والغير واعية لثقافتها وسلوكها وعملها الحقيقي , فكيف نحكم على امام معصوم صاحب مهمة الهية عالمية يحمل في داخله العداء لصنف من البشر الابرياء ؟؟ وهذا عكس ما جاء من أجله , لانه جاء يقوّم البشرية ويصلحها ويصلح ما فسد من أمورها , والعداء هو من الامور الفاسدة في الأمة لأنه يسبب الحروب والدمار والخراب , وقضية الارهاب والعفالقة هي قضية عداء للانسانية وحب الذات والأنانية والمصلحية والنفعية لانهم يريدون قتل الشعب والاستيلاء على ثرواته , والامام المهدي يريد حفظ الشعوب وانتفاعها بخيراتها وثرواتها بعد توزيعها بالعدل والحق . ان الامام المهدي (روحي فداه) ينظر الينا وللبشر بعين الرحمة والمحبة والود والعطف والشفقة لاننا من رعاياه والبشرية كلها رعاياه وجده امير المؤمنين يقول ( وأشعر قلبك الرحمة للرعية ) فكيف بالامام لا يشعرنا برحمته ولطفه واحسانه ؟؟ من الطبيعي سيكون الامام المهدي لنا نعم الامام ونعم المؤنس ونعم الرحيم سيغدق علينا بنعم الله التي يظهرها له الله سبحانه حيث تخرج الارض نباتها والسماء بركاتها فيجعلها ملكا لبني الانسان كله . ان الامام المهدي (روحي فداه) يريد ان يخرج الناس من الظلمات الى النور ومن الجهل والتخلف الى العلم والثقافة والوعي ومن الفقر والفاقة الى الغنى والاستغناء ومن المرض والآفة الى الصحة والعافية ومن القتل والاقتتال الى السلم والامان ومن القلق الى الاطمئنان لان الامام المهدي طبيب دوار بطبّه كجده رسول الله (ص) يضع المراهم المناسبة للامراض المناسبة لها لعلاجها وازالتها نهائيا والامام المهدي جاء ليزيل عنا هذا العداء والتفرقة والتمزيق لنعيش أخوة متحابين متكاتفين ومتلاحمين فكيف له ان يصنع عداء هو في غنى عنه بل لا يفكر فيه لانه ليس من مصلحة الانسانية وليس من برامجه العملية التي جاء لنشرها لاعلاء كلمة الدين والانسانية جميعا . ان الامام المهدي روحي فداه أمل الشعوب كلها وأمل الانسانية كلها لانه يحمل مشعل الحرية والعدالة والعلوم الايديولوجية والاستراتيجية المتطورة والتي يطور العالم بها ويرفعه الى مستوى الرقي العظيم الذي لم يخطر على بال أحد , لانه السبب المتصل بين السماء والارض وانه السبب في تحقيق العدل الالهي ونشر الرحمة الالهية بين ربوع البشرية وهذا ما تتمنّاه البشرية بأجمعها . ان الحكومات الاسلامية كلها مدعوّة الى تحقيق العدل والحق ونشر الامن والامان وتقديم الخدمات وتوفير السكن وبناء المؤسسات الصحية والترفيهية والتثقيفية لشعوبها وخصوصا حكومة الشعب العراقي باعتبارها تمثّل عنوان الاسلام والديمقراطية والعدالة وباعتبارها المثل الاعلى لحكومات الشعوب الاسلامية فينبغي عليها ان تعمل جاهدة في الليل والنهار من أجل رفع مستوى الشعب العراقي اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وأمنيا وترفع عنه الضيم والظلم والمعاناة والفقر وتدفع عنه الارهاب والتفجيرات اليومية المنسّقة من قبل أعداء الشعب العراقي وان لا تشرك العفالة والبعثيين في المسئوليات المدنية او العسكرية لانهم من المتربصين بالمواطنين ينتظرون لحظة الغفلة من الحكومة او من أنيطت لهم مسئوليات الأمن ليفجروا ويدمروا ويقتلوا ويسرقوا وينهبوا ثروات الشغب وخيراته . ان مهمتنا نحن البشر هي الاخلاص للامام المهدي في العمل والسلوك والعبادة والدعاء وان نعوّد انفسنا على حب الخير وعمل الخير واحتواء الآخر والتشجيع على الوحدة والتماسك والتلاحم والتعايش السلمي لصالح البشر والانسانية جميعا لنكون من انصار الامام المهدي سواءا في حضوره او حال غيبته ليجعلنا الله محل رحمته ولطفه وعنايته انه واسع كريم . والحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا وآله الطاهرين , اللهم اجعلنا من أنصار الامام المهدي المنتظر والمستشهدين بين يديه انك نعم المجيب .