تركي وتركية (ح -2 )/عقيل عبد الجواد

Thu, 23 Aug 2012 الساعة : 16:03

قام التنفيذ باعطائي كتاب الى غرفة التجارة لتقييم صرف الدولار الامريكي في وقت حدوث الدين ذهبت الى هناك وبعد سماح موظف الاستعلام لي دخلت الى قاعة بها موظفتان اتجهت مباشرة نحو احداهما وتدعى تركية حسبما عرفت لاحقا ً زعقت بوجهي " اشلون طبيت " فاخبرتها ان موظف الاستعلام سمح لي فاخذت الاوراق مني بعد ان هدأت هممت بالخروج مجرجرا ً اذيالي ولما استدرت سمعت الموظفة الاخرى تلومها على طول لسانها واسلوبها .

يبدو انه كان يقتصر الدخول على الموظفين فكان تقصير موظف الاستعلامات فلقد كانت هناك تعليمات بانه صاحب الحق الحصري بادخال المعاملات الى غرفة الحرم التركي
قالوا لي ان هناك خلل في شبكة الانترنت وان اسعار الصرف التي ارسلتها لهم سوق بغداد للأوراق المالية لتلك الفترة لا تظهر على الانترنت .
في اليوم التالي جلست في البهو الداخلي قدموا لنا نحن المراجعين قهوة عربية كما شاهدت فاصل رقص غجري لأحد الاتراك كان تحت تاثير ارتفاع مفاجيء لهرمون السعادة .

كانت هناك فوق راسي قطعة كتب عليها شروط الحصول على هوية الانتساب لغرفة التجارة كتب فيها كل الشروط عدى شرط الرصيد فقد بقيت مبهمة اذا كتبوا ان يكون لديه رصيد وابقوها فارغة . اما لماذا ابقوا الشرط الاخير والاهم غير مكتوب فبالطبع لكي يعطي تركي لنفسه المرونة المطلوبة ليقبل من تقل ثروته وارصدته عن الشرط المراد اي مرونة الواسطة والمحسوبية فتركي يكره القوانين ويحبذ ان يكون سيد الموقف . استمرت مواعيد غرفة التجارة لما لا يقل عن اسبوعين حتى ظفرت منهم اخيرا ً بسعر صرف الدولار .
رجعت بالكتاب الى قسم التنفيذ في المحكمة وهو ممر ضيق تقع على جانبيه غرف متعددة والازدحام فيه شديد فتركي الذي بناه لم ياخذ بنظر الاعتبار عدد المراجعين وبما ان البنايات تبنى لغرض تحقيقها اهداف معينة لذا فالمبنى الذي لا يحقق غاية بنائه يعد فاشل وظيفيا ً وهكذا عودنا تركي مقتصد بالافكار وبالمساحة ولندع قضية ان البناية يجب ان تؤدي الهدف منها ولندع قضية راحة المراجع جانبا ً ولناخذها من جانب ديني – اذا احب تركي - فهناك الاحتكاك بين الرجال والنساء على اشده .
كانت تطالعنا لافتة تقول بتوجيهات صادرة من وزير العدل تفوق الاربعين نقطة اعجبني منها واحدة لواقعيتها المفرطة وهي : استخدام اساليب المكننة الحديثة في الحفظ وفي اكمال المعاملات قيد الانجاز والواردة . وبالمناسبة فالمكننة عبارة موروثة منذ حملات تطوير الزراعة ايام الثمانينات - ولا ادري اين المكننة الحديثة من طريقة خزن الملفات حيث يعطيك التنفيذ رقم لملفك لكي تاخذه من الارشيف العثماني البالي
واذا كانوا مولعين بالتقنية الحديثة حقا ً فلم لا ينصبون شاشة باسعار العملات تبث مباشرة من سوق بغداد للاوراق المالية بدلا ً من احالة المراجع الى غرفة التجارة او اقلها يجهزون التنفيذ بمنظومة انترنت ويختصرون الامور خطوة .
لقد طور تركي -وان كان تركي التسعينات - استخدام الواح خشبية ثبت عليها شاش لغرض مسح المراجعين ابهامهم فيه من اثر حبر البصمة انقاذا ً للحائط رغم ان قطعة الشاش تصطبغ بالحبر تماما ً والناس تعود لتمسح ايديها بالحائط على اية حال استخدامهم لعبارة المكننة كان بمحله ولم يقولوا التكنولوجيا لانها قد تعني فيما تعنيه استقدامهم للبصمة الالكترونية فالاتراك اذن كانوا وللانصاف دقيقين بذلك كل الدقة
عموما ً فتركي لا يبالي بتعبنا لان التعب عالمعيدي بفلس بل ولا يبالي ايضا ً بوقتنا المسفوح ولا باموالنا المهدورة والا لو اراد التطوير والتغيير لقام وقامت كل دائرة - باجتماع لرؤساء الاقسام فيها وعملوا فكرهم في كيفية اختزال الخطوات على المراجع من خمسة الى ثلاثة مثلا ً .
بعد ان اتموا اجراءاتهم اعطوني اوراق التنفيذ لتوقع مجددا ً من قبل الخصم أي التبليغ الثالث لأن الخصم تم تبليغه عند تحديد موعد المرافعة وتم تبليغه عند الحكم واعطاءه مهلة شهر للنقض اما هذا التبليغ فيتضمن شيء مضحك وفاقد لجدواه وهو توقيع الخصم على ورقة التنفيذ واستعداده لتسليم الاموال خلال اسبوع بعد التوقيع والا فان المبلغ يقسط عليه .. يا تركي الله يسامحك اولوا ترى ان الخصم مستعد للدفع فلم اوصل الامور الى هذا المستوى ثم انه اذا قرر الدفع فجأة فليتفضل الى التنفيذ ويدفع ما عليه من اموال وليس هناك من داعي لاضافة خطوة زائدة اخرى بوجوب توقيعه لكن تركي يرفض ان يستخدم أي زيوت حتى الالمانية لتزييت دماغه المحجر منذ 1921 والضحية انا واشباهي .

Share |