صباح الساعدي مهلا بالعراق/وليد سليم
Tue, 21 Aug 2012 الساعة : 22:46

التصريحات التي يطلقها صباح الساعدي كل حين لا تعدو ان تكون سياسية او تأليبية في حدود حصرها بكل ازمة تمر بالبلد والكل يتفق ان الازمات التي مر بها العراق كثيرة وخصوصا على مستوى الوضع الداخلي والتناحر الحاصل بين الكتل السياسية سواء داخل البرلمان او بين البرلمانيين والسلطة التنفيذية .
واحد من هؤلاء النواب الذين يجوز لنا ان نسميهم نواب الازمة الشيخ صباح الساعدي فهو في كل زوبعة يثيرها لا تخلوا وان يعلق كل المشكلة برقبة المالكي رئيس الوزراء وكأنه بات شغله الشاغل خلال عمله في دورته البرلمانية الحالية وكنا سنفرج لو ان الساعدي تمكن من وضع النقاط على الحروف حتى نقول فعلا ان الرقابة البرلمانية تعمل وفق المنهجية الصحيحة وتؤشر على الخطأ فتصيب لكننا للاسف ما نلاحظه هو التهريج الاعلامي وليس حتى التأشير على هذا الخطأ او ذاك .
ما يمر به العراق اليوم سواء على مستوى الداخل السياسي او مستوى اشتعال النيران في المنطقة المحيطة بنا ليس بالامر السهل وهو يحتاج الى ان يكون العراق قويا وبيدة تكون زمام المبادرة وليس العكس لذلك فلا يمكن القيام بهذا الدور طالما نجد ان معول التهديم وتكسير الارجل قائم على قدم وساق من قبل البعض الذين لا يحلو لهم الظهور الا بالتهجم على شخص رئيس الوزراء او رئيس الجمهورية او رئيس مجلس النواب فهم يجدون في تلك الاسماء الشهرة الاعلامية السريعة خصوصا مع اعلامنا العراقي الذي لا يصدق وان يمسك بخبر وان كان نصفه صحيح والاخر مختلق فالمهم ان يهرج ويطبل على هذا الطرف او ذاك وهو ما يحصل اليوم بالفعل من قبل بعض الاعلاميين الموتورين الذين يبحثون عما هو مثير للجدل وان كان على حساب الوطن وأمنه ووحدته وسيادته لذلك اعتقد ان تصريح صباح الساعدي لا يمثل حرص النائب البرلماني على مقدرات البلد لانه يعلم ان الاحزاب التي تحالفت من اجل سحب الثقة او الاستجواب لم تتمكن من ذلك بسبب الملفات التي طرحوها فهي مغلوطة والكثير منها لا أساس له من الصحة والدقة وبعيدة عن اعتقاد الكثير من النواب لعدم وجود ما يقنعهم فيها فلم تتمكن جبهة اربيل والنجف من ارسائها في العملية السياسية لتكون فعالية سياسية نشطة يخضع فيها الجميع الى المساءلة وبما ان المنطقة التي تحيط بالعراق خطرة وملتهبة كان البعض من قادة اربيل والنجف قد استوعبوا الحالة التي يمكن ان يكون عليها العراق فيما لو كان هناك فراغا حكوميا او سياسيا لعلمهم ان ما يقدمون عليه فيه خراب للعراق وسياسته الجديدة ، وعليه فليس من المعقول ان يأتي اليوم صباح الساعدي ليقول ان استجواب المالكي امرا دستورا مقدسا ( كما قال غيره انه امر رباني) وهو حق وانا معك لو كان نظيفا بدون دوافع شخصية وواقعيا ليس للاستهلاك السياسي او لدواعي انتخابية لان التصريحات والكلام ببلاش وليس عليه ضريبة ولكن الفعل وما يختفي خلف هذا الفعل هو الاهم ،فهو ما يريده صباح الساعدي في الظرف العصيب الذي يمر به العراق وسط تلك النار المشتعلة من عصور الظلام الوهابية التي تحميها السعودية وقطر ،، ألم يكن ذلك ما تبحث عنه هاتين الدولتين ؟ لا بل تدفع من اجلها المليارات من الاخضر الامريكي كما دفعت للاعلام المغرض جزاء التسقيط الذي مارسوه .
هل يتصور الساعدي موقف العراق فيما لو لم يخرج من ازمته السياسية الحالية في ظل التطورات المتصاعدة كل يوم وعلى قرب منا نار تلتهب ؟ أنا اعتقد انه يعرف كل ذلك لكنه إما ان يكون ضمن هذه الخلطة العربية التي استوعبت البعض وجعلتهم ضمن خارطة الطريق التي تمارسها السعودية كما قال بندر بن سلطان بأن له من يعينه من السياسيين في العراق على تنفيذ ما يريد ، او انه يعمل دون وعي سياسي لما يدور حوله ظنا منه انه يؤدي واجبه البرلماني الذي تنقصه المعلومة من اجل الظهور بمظهر الحريص على هذا الوطن ، لكنني في نفس الوقت اتمنى ان يرد الشيخ صباح الساعدي على ما قاله عنه النائب كمال الساعدي خلال عرضه وثائق في برنامج تلفزيوني يظهر انه (الشيخ الساعدي) طلب اموالا من السفارة الامريكية والتي لم يرد عليها مطلقا بل تركها وركن الى السكوت فالسكوت اولى بأن تنسى بعد عدة ايام وينساها الشعب واي تعليق عليها سيجلب له المتاعب !!! بقي علينا ان نقول للشيخ الساعدي مهلا بالعراق وما ينتظره من بلاء محتدم فقد اوجعتم رؤوسنا بتلك التصريحات فيجب ان تنظروا بعين الخوف على العراق والحرص عليه ، لا أن تلمّعوا صورتكم بها والتي يختفي خلفها ما يختفي من ذاتكم الذي تريدون