أعدادية ألناصرية وانا والاخرون!!!!!/حمدان التميمي - تكساس\الولايات المتحدة

Mon, 20 Aug 2012 الساعة : 22:45

 

في سنة (1989)التي كانت الوحيدة من بين سنوات العراق تحت حكم صدام الهادئة (وأن شهدت بعض المنغصات) أنتقلت الى مرحلة الدراسة الاعدادية وكأغلب ابناء منطقتي توجهت الى اقرب أعدادية وهي (أعدادية الناصرية )والتي تجاور معسكرات موقع الناصرية العسكري ومن الجهة الاخرى (متوسطة الرسول للبنات)وهنا تكمن اهم مشاكلها!!!
كنا نضطر للمسير من نهاية شارع بغداد مقابل المعهد التقني مكان بيتنا الا المدرسة مرورا بتقاطعي (جامع الصادق)والتقاطع الاخطر الذي كان مرعب لنا وهو(تقاطع بداية جسر النصر مع شارعي المحطة وبغداد !!!)ومرات عدة كدنا ندهس تحت عجلات السيارات المسرعة لان التقاطع هو اصلا اقرب للساحة منه لوصف تقاطع,وعلى مدخل شارع بغداد تقع اكبر مجمعات صوب الشامية وهي (عمارت ال عجام)والتي بها محلات حديثة بوقتها وأهمها مكتبة الشامية لصاحبها (الاساذ ثامريرحمه الله)ومثلجات بيروت وقد كنت عند العودة من المدرسة اشتري صحيفة (البعث الرياضي او غيرها من الصحف التي بها صفحة رياضية ) واحيانا اشتري مجلة (الرشيد الرياضية) وهذا يكلفني تقشف قسري لانها كانت غالية الثمن(دينار!!!) وانا الذي كل مصروفي المتواضع من الاهل ومن نفس العمارة لا افوت يوم الا واشتري كوب ازبري او ايس كريم ليبرد جسدي الصغير بطريق عودتي المتعب للبيت ولو كنت لم ادمن على الرياضة ومتابعة اخبارها لصعدت بالباص الصغير (الرف الروسي)الذي يعمل على خط شارع بغداد \الحبوبي بدلا من دفع مصروفي لشراء الصحف والمجلات!!!!
أعود للحديث عن أعدادية الناصرية التي كان بها افضل مدرسي محافظة ذي قار على الاطلاق والذين اكثرهم حصلوا بعد سنوات على عقود للتدريس بالدول العربية والبعض نقل لبغداد لكفائته ولكن نقطة ضعفها ومعانات طلبتها هي ضعف أدارة مديرها (صاحب حسن مجيد) الذي كان عضو كبير بحزب البعث المنحل وكان لا يخشى شيئا عند ممارسة هوايته بالتفرقة بين الطلبة حسب مكانة ذويهم التجارية او الوظيفية او الحزبية طبعا وكانت الرشوة شبه علنية بتلك الفترة!!!
لقد عاصرت زملاء كثر بتلك المدرسة لاني أطلت المكوث فيها (كوني اصبحت دجت بالدراسة على رأي جدتي يرحمها الله!!!)ومن ابرز اللذين تأثرت بما حل بهم هو الراحل(حارث باسل) الذي توفي بحاث مؤسف عندما أحترق الفندق او المجمع( لا اعرف بالضبط)الذي كان يقيم فيه بمدينة البصرة عند دراسته (بجامعة البصرة)ببدايات التسعينيات من القرن الماضي وهو ابن اخت المدرس المعروف باعدادية الناصرية وصاحب محل بموقع مهم بساحة الحبوبي وهو(صادق مكي) الذي سمعت بأنه اصبح عضو مجلس بالمحافظة ولست متأكدا لاني منذ سنوات مهاجر من البلد,اعود لعلاقتي بالمرحوم حارث فرغم عدم وجود صداقة بيننا ال انه كان من اكثر الزملاء احتراما لي (ولغيري)وكان قيادي بالصف وخارجه ولطيف وكم كان يمازحنا بلا اي تجاوز او غرور
ومن أجمل المواقف التي اذكرها له هو انه احد الايام وكان الدرس الاخير فلم اشعر الا بورقة تتداويل بانتضام بين طلبة القاعة ولما وصلتني قرئتها واذا مكتوب بها (زميلي العزيز اليوم عيد ميلادي ارجوا ان تتاخر بالذهاب للبيت لان الكل معزوم على ازبري من مثلجات بيروت:اخوكم حارث!!!)وفعلا بعد انتهاء المدرسة ذهبنا جميعا لعمارة عجام واشترى لنا ازبري وسط قفشات ومزاح جميل بين فتية بمقتبل العمر رغم ان الواجب اننا من يهدي له ويقيم له احتفال ولكن فاجئنا وكان هو المبادر وهو قدر ان بذلك الزما اغلب الشباب لا يعرفون اقامة اعاد ميلاد لهم وهو ايضا يعرف تعفف كثير من زملائه لان بتلك السنة كانت الدولة ضعيفة اقتصاديا وكان يرحمه الله بوضع مادي جيد وان لم تخني الذاكرة فقج كان وحيدا لاهله ويوم عرف بحادث وفاته حزن أغلب من عرفوه من أهل الناصرية.
هذه بعض من بقايا الذكريات التي لم تمحها سنوات المعانات والاغتراب المرير ..
حمدان التميمي
تكساس\الولايات المتحدة
Share |