عيد الفطر المبارك مضامين عالية وأهداف سامية ../عبدالامير الخرسان - فنلنده

Sun, 19 Aug 2012 الساعة : 18:50

نتقدم الى أمتنا الاسلامية بخالص التهاني وأزكى التبريكات بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك وأقدم باقات الزهور المعطرة بعبق الاقحوان الوردي ومسكها رحيق مختوم , رمز المحبة وادخال البهجة والسرور على قلوبهم النقية ونفوسهم البريئة لتزيح عنهم كاهل المعاناة والمحن التي يعيشونها سواء في حاضرهم وبلدانهم التي حرموا من خيراتها وثرواتها وذهبت الى الصهيونية ودول الاستكبار وعملائهم ومعتمديهم في بلادنا العربية والاسلاميه ’ او في غربتهم ومعاناتهم وابتعادهم عن الاوطان الحبيبة بسبب ممارسات الطغاة الأثيمة ضد أبناء بلدهم الواحد .
لقد فرض الله علينا العيد الذي يشمل بمفهومه الكبير عدة مضامين ومعاني عندما يعيشها المواطن قلبا وقالبا وسلوكا لن يرى في حياته الاّ خيرا كثيرا وسرورا دائما ومن هذه المضامين والمعاني لمفهوم العيد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والعقل :
1- الارتباط بالله سبحانه وتعالى لانك في العيد تعود الى الله بقلب مطمئن وروح متسامية ومتعالية ومترفّعه عن كل الدنايا والآثام ومرتبطة بالله سبحانه تهلله وتسبحه وتقدسه وتطلب منه العفو والمغفرة والرحمة اضافة الى طلب العافية والرزق الواسع والخير الكثير الذي ليس له انقطاع ان الله واسع كريم يغدق على عباده بعطائه الوفير الذي لا نهاية له . اذن العيد في المضمون الاول هو العودة الى الله وهذه أعظم نعمة ينعمها الله على العبد بحيث يشعره عظمة الايمان والتقوى والاخلاص وآثارها العظيمة على العبد الذي تجلب له السعادة والبهجة والسرور في الدنيا والآخرة .
2- ارتباط الانسان بأخيه الانسان اي يعود الانسان في العيد على أهله وعياله وأخوانه وأصدقائه بالمحبة والاحترام والتعاون والدعاء لهم وتقديم الخدمات وقضاء الحوائج كل حسب استطاعته , ليعيشوا أخوة متحابين متآلفين منسجمين متعاونين لا فرق بين غنيهم وفقيرهم وقويهم وضعيفهم وسيدهم وعوامهم ورئيسهم ومرئوسهم , يقفون صفا واحدا أمام الله وأمام أنفسهم لا يشعر الفقير بذل الفقر ولا يشعر الغني بعز الغنى بل يشعرون سواسية أمام الله والقانون وفي الحقوق والواجبات وما لهم وما عليهم . المفهوم الثاني للعيد هو ارتباط الانسان بأخيه الانسان ارتباطا وثيقا وعميقا قائم على الالفة والمحبة والتعاون بين افراد المجتمع الواحد بكل طبقاته وأطيافه وقومياته . لانه يعود على محسنهم بالاحسان وعلى مسيئهم بالعفو والسماح وعلى المجمتمع بالتماسك والالتزام بالقيم الانسانية الخلاّقة والمثل العليا ليكون مجتمعا متماسكا متكافلا ومتراحما متواصلا ومتزاورا .
3- العيد بمعنى الجديد اي يعود علينا بكل جديد من محاسن الخلق ومكارم الاخلاق والأدب العالي الذي نتصف به فيما بيننا ليكون لنا منهجا وسلوكا عمليا نمارسه في معاملتنا وكل حياتنا . والجديد يعني ان نجدد العهد فيما بيننا على الانسانية والتعاون ونشر الخير والاصلاح وبذل المعروف في مجتمعاتنا ولا ندع مجال للمفرّقين بين الأحبة او المنافقين من اختراقنا وتفكيك وحدتنا وتفريق شملنا نعوذ بالله كما يفعل الآن الوهابية والعفالقة من نشر الفتن الطائفية وزرع الحقد واالبغض والغل في نفوس أتباعهم على تفريق الجماعة وتمزيق وحدة الامة اضافة الى زرع الالغام والعبوات الناسفة والمدمرة في طريق الشعوب البريئة الآمنة . ان الارهاب الذي لا دين له ولا أخلاق ولا ضمير أو حياء يفعل ما يحلو له من قتل وتدمير وزرع الفتن الطائفية ليقتل الأخ أخيه ويتبرّأ الاب من ولده ويشتت شمل الامة العربية والاسلامية التي كانت خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون .
4- تجديد العهد مع الله ان نبقى نلازم طاعته وعبادته وتقواه واعلاء كلمته ونشر معالم الدين والارتقاء بالاسلام الحنيف , لانه معنى ان نعاهد الله ان نلتزم بكل اوامره وننتهي عن كل نواهيه وان نعلم ان العهد هو الالتزام بالميثاق الذي وثقناه على انفسنا بالطاعة والالتزام بالمبادئ الانسانية العليا . لان العهد مأخوذ من المعاهدة والمعاهدة هي ابرام وثيقة يلتزم كل أطرافها بمضمون بنودها وقوانينها فكان الانسان طرف من هذه الوثيقة المبرمة مع الله سبحانه ووعد الله عباده الذين التزموا مبادئ هذا العقد بالرحمة والخير والبركة في الدنيا وفي الآخرة وعدهم بالمغفرة والرحمة ايضا ويدخلهم جنات تجري من تحتها الانهار .اما الذي يخون الامانة ولا يلتزم العهود والمواثيق فله الخزي والعار في الدنيا والعذاب في الآخرة .
5- قال الله يحكي عن لسان عيسى(ع) عندما طلب منه الحواريون ان ينزل الله عليهم مائدة من السماء << اللهمّ ربّنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين >> وهذا العيد يمثّل الايمان المطلق بالله وبرسالته السمحاء ويمثل الاحتفال بهذا الايمان ونحن في العيد نحتفل ونبتهج بالفرح الروحي الفرح الذي أكرمنا به الله سبحانه فرح التكريم والعطاء فرح القيمة الكبيرة التي منحها الله للانسان وجعله سيد المخلوات لانه استخلفه في الارض ولم يستخلف غيره من المخلوقات فحري بنا ان نشكر الله على هذه النعم العظيمة التي ينبغي مقابلتها بالشكر والطاعة لله سبحانه وتعالى .
6- بقيت كلمة أخيرة للمسئولين لان مثلهم مثل قوم عيسى الذين طلبوا من عيسى(ع) المائدة ينزلها الله عليهم لان الضعفاء آمنوا ولم يسألوا نبيهم او يطلبوا منه بل كبارهم وسادتهم هم الذين اشترطوا المائدة مقابل الايمان والطاعة . والسادة المسئولين هم من طلبوا من الشعب انتخابهم مقابل تقديم الخدمات والرواتب العالية واقامة الحق والعدل بين الناس وهذه تعتبر معاهدة مع الله لانهم عاهدوا الله لئن انتخبتمونا سوف نعمل لكم ما تطلبون , والآن الشعب العراقي بحاجة الى الكهرباء والماء الصحي وتوفير الأمن واعطاء الحقوق لكل ابناء الشعب العراقي لا فرق بين مسئول وابنه واقاربه وبين بقية ابناء الشعب . ان هذا العهد الذي قطعتموه للشعب انه لعهد لله سبحانه فاياكم ونقضه او التهرب منه فيسحتكم الله بعذاب أليم في الآخرة وعار وخزي في الدنيا , اللهم اني قد ذكّرت اللهم اني قد ذكّرت
والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين ...

Share |