الاعلام بين الحق والباطل/كامل الصافي
Sun, 19 Aug 2012 الساعة : 14:40

يقول ابن سيد البلغاء الامام الحسين ( عليه السلام ) ( لسان العاقل في قلبهِ وقلب الجاهل في لسانهِ ) كما احوجنآ اليوم باستذكار هذه المقوله ازاء كثير من المواقف والاحداث التي تجابهنا يوميا وعلى وجه الخصوص حينما تتعرض اذهاننا على مدار الساعه بمختلف الرسائل من مختلف الوسائل الاعلاميه المقروءه والمسموعه والمرئيه وتكمن الاهميه في القنوات الفضائيه ومن ثم المقروءه حيث تهيمن الاولى بحكم السرعه في الارسال وترسيخ اعتمادا على عاملي الصوره والصوت واستثمارها للاوضاع السياسيه والعسكريه كما هو حاصل في العراق بينما تكون الثانيه بمتناول اليد وتتيح وقتا كافيا واختياريا عند الاستغراق فيها فهي متنوعه باعداد كبيره وذات تمثيل سياسي وديني في الغالب لمتصفحها او لنقل لسان حال قارئها اسوه في بعض القنوات الفضائيه والمحليه ... وتتجلى لنا الخطوره والحساسيه الكامنه بهذه الادوات في حال ضعف وعي الجهه التي تقف خلفها او ترجح قياديتها واتزانها وبالذات عندما تتبنى فكراً سياسياً او تنتهج منهجا معيناً وهي تشق طريقها في معترك ذي مزيج غير متجانس من الاحداث والوقائع التي تعج بها حياتنا كما لك ان تتصور مدى التأثير السلبي البالغ على المتلقين من ابناء المجتمع اذ ما انفلت مابين فكي الباطل المهيمن على بعض وسائل الاعلام بشكل مباشر او غير مباشر وهو يتحكم بها ويسوق للاخرين ماينضح فيه غير ابه لما سيتمخض عنه الحال بعد ذلك من اتقاد نار الفتنه الطائفيه على سبيل المثال او تقليب اوراق ان الآوآن لطيها من اجل البدء او لغرض استكمال حياتنا في ضوء الثوابت الدينيه والوطنيه لا غير مع ضروره عدم اخذ الاخرين بجريره غيرهم من القتله والمفسدين وكيف تستقيم البلاد وتسعد العباد ويعم الامن ويسود الامان مالم يسخر العقلاء هذه الوسائل ويجسدوا الحكمه من خلالها في كل مايتعلق بمصائر الناس فاليوم اكثر من اي وقت مضى على الرغم من كل ما جرى تبرز الحاجه الى اعلام متطهر من الاثام يكون بمثابه القلب المتسامح بلا اكنه . والصدر الرحب بلا ضيق والعقل الرشيد بلا انغلاق اعلام غير غوي ينأى عن الدعوه الى لي الذراع واعناق القوم ويميز بين طعم الفرات العذب السائر وبين الملح الاجاج لكن يأخذ بمقوله الامام علي ( عليه السلام ) ( الناس صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق) فيا ايها الاخوه الاعلاميون ... ارحموا البلاد والعباد وحافظوا على وحدة الشعب والمصير وقوا انفسكم مما فاتكم قصد او دون قصد من اثام السنين الماضيه وذروا ذوي الرئي السديد من اولي امر هذا الشعب الجريح ان يقولوا كلمة الحق الفصل من خلالكم وما تمتلكون من ماكنات الاعلام ليشيعوا الخير بين الناس ويستقر الامن ويسود القانون في البلاد .
كامل الصافي
ناصريه