الغردقة..المدينة المصرية الرائعة على ساحل البحر الأحمر...ولكن!/الدكتور خلف كامل الشطري
Sat, 18 Aug 2012 الساعة : 15:25

هذه المدينة الجميلة هي من أكبر وأجمل المدن السياحية المصرية على الساحل الغربي للبحر الأحمر.الزائر العربي لهذه التحفة الرائعة يظن، وهو يقرأ أسماء المحلات وأكثرها باللغة الروسية بأنه في مدينة روسية.السبب هو أن السائحين الروس يشكلون الأغلبية الساحقة من المصطافين الآخرين كالألمان أو الفرنسيين...إلخ،وذلك منذ زمن الرئيس المرحوم جمال عبد الناصر.لقد" تكيف" أصحاب المحلات هناك مع هذا الواقع والذي يجعلك تشعر فورا بأن التواضع و"خفة الدم المصري" من أهم أسباب إزدهار الحركة التجارية والأنتعاش الأقتصادي في هذه المدينة الخلابة.كل شيء في هذه المدينة موجود كالمطاعم الفاخرة أو الشعبية البسيطة.دكاكين بيع الملابس الجاهزة ومن أحدث الموديلات العالمية تنتظر من يشتريها وبسعر بخس مقارنة بأسعارها في أوروبا.أكثر الناس وخاصة الأجانب منهم يتجولون في المساء في الشوارع العريضة النظيفة وهم يتنقلون من محل إلى محل آخر للتبضع. قسم آخر يزور دور السينما أو القيام بنزهة بحرية في البحر الأحمر بأحد القوارب الكثيرة الموجودة هناك.لقد شعرت هناك بالطمأنينة والراحة والفرحة الكبيرة وأنا أقوم بمثل مايقوم به الآخرون.كم تمنيت أن يعود الهدوء إلى العراق الجريح وإلى بغداد الحبيبة وينتهي إرهاب الوهابيين والسلفيين المتوحشين الكفرة وربيبتهم القاعدة الأرهابية ليعيش أهلنا هناك براحة حقيقية وحياة غير مهددة .قبل أن أختم زيارتي للمدينة قررت زيارة الجامع الكبير على ساحل البحر الأحمر وبجانب الميناء والذي تم إفتتاحه قبل حوالي ثلاثة أشهر.كان ذلك اليوم يوم الجمعة وعند الظهر شاهدت الكثير في طريقهم إلى الجامع.الشيء الذي آلمني وأثار حزني هم أصحاب اللحايا الطويلة والدشاديش البيضاء القصيرة .إنهم السلفيون "الجدد؟" في مصر مايسمى بالربيع العربي، كانوا يهرولون "للصلاة؟" وينظرون إلى المسلمين الآخرين القريبين من الجامع والذين ليس من("طينتهم")نظرة كرة وإحتقار وعداوة.لقد قلت لنفسي وأنا أشاهد وحوشا ضارية على هيئة بشر بأن ديننا الأسلام الحنيف بريء من هؤلاء القوم الذين أساءوا إلى سمعته وسمعة العرب بصورة عامة.